عزة - وكالة البيارق الإعلامية
مدير قربان طريق الاحسان في غزة محمد شلبي خريج هندسة السيارات استشعر حاجة النازحين الكبيرة للخدمات الاغاثية والتدخل العاجل وتشارك رغبته في تقديم المساعدة مع ادارة قربان في الخارج الذين ابدوا تجاوبا سريعا وعاجلا لتوفير الدعم والاسناد لبرامج الدعم الطارئ لقطاع غزة في مختلف المجالات ، حيث تم التحرك من قبل فريق من الشباب والفتيات في غزة للعمل في ظروف استثنائية وطارئة.
واضاف "هناك مشاريع لم تكن موجودة في السابق، وتم استحداثها في ظل الظروف الراهنة مثل تركيب الخيام وشوادر ونيلون، والعمل على توفير مياه الشرب العذبة وتوزيعها مجانا، والمساهمة في دعم تعبئة اسطوانات غاز الطهي للأسر المحتاجة والتي لا تتوفر لديها القدرة المادية".
تدخلات طارئة
واضاف "ان المشاريع الطارئة تدخل ضمن احتياجات الناس والأولويات، مثل الملابس الشتوية في ظل البرد القارس، حيث استطعنا أن نصل إلى الأشخاص الأشد فقرا وحاجة ، بالإضافة إلى البرامج الثابتة والمشاريع الموجودة بشكل دائم مثلا كفالة الايتام وحفر الابار وغيرها.
كفالة اليتيم
وحول معالجة لأزمة السيولة في غزة وتأثيرها على صرف كفالات الايتام، قال شلبي لمراسلنا، "ان هذه المشكلة نواجهها في كل مرة نقوم فيها بتقديم الكفالات للايتام لذلك اجبرتنا الظروف على البحث عن حلول ابداعية لحل هذه الاشكالية عن طريق توفير الأموال عبر المحافظ الإلكترونية أو التطبيقات البنكية، حيث تم الاتفاق مع عدد المحلات التجارية الكبيرة لبيع المواد الغذائية للأيتام بأقل الاسعار دون زيادة، وقد وجدنا استجابة سريعة من تلك المحلات، بل ان بعضها قام ببيع المنتجات للايتام بأقل من سعرها الحقيقي مساهمة منهم في دعم مشروع كفالات الأيتام.
صعوبات ومعيقات
وحول الصعوبات التي تواجهها المؤسسة، قال شلبي، "إن أهم ما نواجهه من صعوبات عدم ثبات الاسعار، مستشهدا بما حدث معهم أثناء تنفيذ مشروع حفر آبار للمياه حيث تم الاتفاق مع مقاول على سعر معين لكل متر، وبعد عدة ايام وعند البدء بتنفيذ المشروع ارتفعت أسعار السولار المستخدم في الحفر مما أدى إلى ارتفاع قيمة المشروع ، علما بأن الممول ملتزم فقط بالمبلغ المتفق عليه، موضحا ان هناك أيضا معيقات نواجهها في تجهيز الطرود الغذائية أو الصحية، حيث أن الاسعار في غزة كالبورصة ترتفع وتنخفض باستمرار، وعدم ثبات الاسعار يولد لدينا عقبة كبيرة في تنفيذ تلك المشروعات، وذلك يرجع لعدم وجود رقابه على التجار وأصحاب البسطات ومحلات بيع المواد الغذائية.
رؤية مستقبلية
واشار الى ان المؤسسة وفي اطار برامجها المستقبلية تسعى لتجهز خيمه تعليمية متكاملة لتوفير خدمات التعليم للطلاب من خلال كادر تعليمي والعمل ايضا على توفير القرطاسية والحقيبة المدرسية للطلاب ، موضحا انه يتم العمل حاليا على فكرة إنشاء مركز للعمل الحر (Freelance) ولدعم طلاب البكالوريوس والماجستير والدكتوراه والباحثين والعاملين في مجال العمل الحر والانترنت في محافظة الوسطى، حيث سيكون تقديم الخدمات مجانيا وتتوفر فيه خدمات الانترنت وخدمات الضيافة لدعم اعداد الابحاث ومشروعات التخرج وتقديم الخدمات المجانية لطلبة الدكتوراة والماجستير، حيث يأتي هذا المشروع الكبير، لمواجهة صعوبات الانترنت وتوفر الكهرباء في غزة بسبب الحرب، مؤكدا اهتمام المؤسسة في مشاريع التعليم باعتباره الهدف الأسمى من اجل استمرارية العملية التعليمية في غزة.
وحول العمل الانساني وما يتخلله من احداث مؤثرة استذكر شلبي موقفا لن ينساه " كنت في جولة لمتابعة عمل تكية اعداد الطعام تابعة للمؤسسة في مخيم النصيرات وتستخدم الحطب في إشعال النار لاعداد الطعام وبعد انتهاء العمل صدمت بعجوز ستينية تقوم بأخذ الفحم المشتعل بيديها!! واكتشفت انها لا تملك المال لتعبئة الغاز او شراء الحطب لطهي الطعام لعائلتها وقد قمت باصطحابها الى منزلها وتقديم المساعدة العاجلة لاسرتها ، واكمل "وفي موقف اخر وأثناء تقديم الفريق للمعونات للنازحين، طلبت احدى النساء المساعدة لعائلتها وعند زيارة خيمتها صدمني بكاء اطفالها من الجوع، وكانت المرة الاولى في حياتي التي اشاهد فيها بكاء الجوع، وعلى الفور تم عمل اللازم وتقديم المساعدة العائلة.
غزة بعد الحرب
وعلى امل ان يتوقف أزيز الرصاص وقصف الطائرات والمدافع يستمر الفريق في نثر بذور الامل بين ازقة مخيمات النزوح لتنتصر روح الامل في حياة افضل وتنمو بذور المحبة وتجف بذور الحقد وتنطفي نار الموت والدمار الاسرائيلية.
أكتب تعليقك هتا