وكالة البيارق الإعلامية
وقالت الديراوي في مقابلة أجرتها معها وكالة أنباء العالم العربي (AWP) إنّ حجم المساعدات التي تصل إلى القطاع سجّل تراجعا حادّا، حيث تراجعت الكميّات التي ترده من الخارج إلى أقلّ من ثلث ما كان يصل عبر معبر رفح قبل إغلاقه، مشيرة إلى أنّ اجتياح الجيش الإسرائيليّ مدينة رفح الفلسطينيّة جعل التحديات "أكثر تعقيدا".
أضافت "لا يُمكن نفي أنه لا توجد مجاعة بغزة، قياسا بانطباق ثلاثة معايير معتمدة لوصف أيّ منطقة بالعالم بأنها في حالة مجاعة. المعيار الأول يتعلق بتسجيل حالات وفاة ما بين اثنين إلى أربعة أشخاص بسبب سوء التغذية؛ ووفقا للبيانات المتاحة، فإن هناك تسع حالات سجلت في شهر مايو أيار".
شحّ المساعدات
وحذرّت من أن تداعيات تقلص المساعدات لا تتعلّق فقط بسوء التغذية وإنما تشمل غياب مقوّمات النظافة الشخصيّة والعامة وما ينتج عن ذلك من أمراض، مشيرة إلى أنه لم تدخل أيّ مواد للنظافة الشخصية والعامة للنازحين منذ إغلاق معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، سواء كانت مساعدات أو شحنات تجارية.
وذكرت أن اجتياح رفح أثّر على سلاسل إمداد الخضروات، باعتبار المدينة سلّة خضروات أساسية للقطاع، مشيرة إلى أنّه كان من المقرر في بداية يونيو حزيران توزيع 10 آلاف سلّة خضروات لكن كميّة محدودة فقط جرى توزيعها في الأسبوع الأخير من الشهر عندما سمحت إسرائيل بإدخال بعض الخضروات للقطاع التجاريّ.
وقالت "لم نستطع توفير أكثر من 500 سلة مواد غذائية جافة في شمال القطاع بتكلفة 80 دولارا للسلة الواحدة، والسلة ذاتها بتكلفة 30 دولارا في الجنوب، بينما ثمنها الطبيعي كان أقلّ من ذلك بكثير قبل الحرب".
أطفال جوعى
وأشارت إلى أنّ من أعراض سوء التغذية الظاهرة على الأطفال النازحين فقر الدم، وحالات نقصان الوزن دون المستويات الطبيعية بشكل ملحوظ، والضعف العام، والشحوب، وجحوظ العينين وبروز عظام الصدر، قائلة إن ما بين 80-90% من الأطفال يعانون من أحد الأمراض كالتهابات الكبد أو الإسهال أو الالتهابات البكتيريّة والإصابة بالديدان.
وتحذّر الديرواي من أنّ تداعيات الأوضاع الراهنة ستستمر بعد الحرب، قائلة إن "كلّ الأمراض، وخصوصا سوء التغذية، ستؤثّر على نموّ الأطفال ما دون سنّ الخامسة... الكبار أيضا من مختلف الأعمال سيتأثرون جميعا بضعف التركيز؛ والقوى العقلية للأطفال وقدراتهم الحركية ونمو العضلات والعظام والدماغ ستتأثر".
تحديات العمل الإغاثي
كما اعتبرت أن تحدّي الانفلات الأمني يشكل عقبة أمام العمل الإنساني، خصوصا بعد اجتياح رفح التي كانت بعض العناصر الشرطية تساهم في تأمين نقل المساعدات وتوزيعها فيها آنذاك، بينما "في المرحلة الحالية مطلوب من المؤسسات تدبير شؤونها وتأمين مؤسساتها والمساعدات التي تتسلّمها وتوزّعها حتى لا تتعرض للسرقة".
وبينما أشارت إلى أنّ آخر شحنة تسلمتها مؤسستها من معبر كرم أبو سالم كلّفتها 62 ألف دولار للنقل والتأمين والتوزيع، فقد توقعت إعادة النظر في طريقة الاستلام الحالية حفاظا على الطواقم العاملة والمقدّرات الماليّة للمؤسّسة.
وقالت "هذه مبالغ لم نكن ندفعها سابقا عندما كانت تصل المساعدات إلى مخازننا وأماكن التوزيع من المعبر مباشرة؛ الآن، نحن بحاجة إلى مصاريف كبيرة، فضلا عن المخاطرة بأرواح الطواقم العاملة، خصوصا وأنّ بعضهم قُتل في القصف الإسرائيليّ خلال عملهم على نقل وتأمين المساعدات".
واعتبرت المسؤولة أنّ "الإنزال الجوي (للمساعدات) والرصيف البحري (الذي أنشأته الولايات المتحدة) وسيلتان لم تؤديّا الغرض منهما؛ فنحن نتابع ميدانيا وندخل مخيمات نازحين لم تصلها المساعدات منذ شهرين وبعضها أكثر. ولو كان لهاتين الوسيلتين دور حقيقي لما شاهدنا تضاعف حاجة الفلسطينيين للغذاء عندما أُغلق معبر رفح".
أكتب تعليقك هتا