وكالة البيارق الإعلامية
1000 نصيحة ذهبية حنى تكون سعيداً "الجزء الخامس"
- · طوبى لك فالصلاة كفارة تذهب ما قبلها, وتمحو ما أمامها, وتصلح ما بعدها, وتفك الأسر عن صاحبها, فهي قرة العيون.
- · الرجل الذي يسعى دائماً للظفر باحترام الناس ولا يتعرض لنقدهم, كثيراً ما يعيش شقياً بائساً, والسعي وراء الظهور والشهرة عدو للسعادة.
- · النظريات والدروس في فن السعادة لا تكفى, بل لا بد من حركة وعمل وتصرف كالمشي كل يوم ساعة أو السفر أو الذهاب إلى المنتزهات.
- · تتعرض البعوضة للأسد كثيراً وتحاول إيذاءه فلا يعيرها اهتماماً ولا يلتفت إليها لأنه مشغول بمقاصده عنها.
- · احذر المتشائم, فإنك تريه الزهرة فيريك شوكها, وتعرض عليه الماء فيخرج لك منه القذى, وتمدح له الشمس فيشكو حرارتها.
- · أتريد السعادة حقاً؟ لا تبحث عنها بعيداً, إنها فيك, في تفكيرك المبدع, في خيالك الجميل, في إرادتك المتفائلة, في قلبك المشرق بالخير.
- · السعادة عطر لا يستطيع أن ترشه على من حولك دون أن تعلق به قطرات منه.
- · مصيبتنا أننا نخاف من غير الله في اليوم أكثر من مائة مره: نخاف أن نتأخر, نخاف أن نخطىء, نخاف أن نستعجل, نخاف أن يغضب فلان, نخاف أن يشك فلان.
- · كثيرون من الناس يعتقدون أن كل سرور زائل ولكنهم يعتقدون أن كل حزن دائم, فهم يؤمنون بموت السرور ويكفرون بموت الحزن.
- · بعضنا مثل السمكة العمياء تظن وهي في البحر أنها في كأس صغير, فنحن خلقنا في عالم الإيمان فأحطنا أنفسنا بجبال الكرة والخوف والعداوة والحزن.
- · إن الحياة كريمة ولكن الهدية تحتاج لمن يستحقها, وإن الذين تضحك لهم الحياة وهم يبكون وتبتسم لهم وهم يكشرون لا يستحقون البقاء.
- · وضع صياد حمامة في قفص فأخذت تغني فقال الصياد: أهذا وقت الغناء؟ فقالت: من ساعة إلى ساعة فرج.
- · قيل لحكيم: لماذا لا تذهب إلى السلطان فإنه يعطي أكياس الذهب؟ قال: أخشى منه إذا غضب أن يقطع رأسي ويضعه في أحد تلك الأكياس ويقدمه هدية لزوجتي.
- · لماذا تسمع نباح الكلاب ولا تنصت لغناء الحمام؟ لماذا تشاهد من الليل سواده ولا تشاهد حسن القمر والنجوم؟ لماذا تشكو لسع النحل وتنسى حلاوة العسل؟
- · تاب أبوك آدم من الذنب فاجتباه ربك واصطفاه وهداه, وأخرج من صلبه أنبياء وشهداء وعلماء وأولياء, فصار أعلى بعد الذنب منه قبل أن يذنب.
- · ناح نوح والطوفان كالبركان فهتف: يا رحمان يا منان, فجاءه الغوث في لمح البصر فانتصر وظفر, أما من كفر فقد خسر واندحر.
- · أصبح يونس في قاع البحر في ظلمات ثلاث فأرسل رسالة عاجلة فبها اعتراف بالاقتراف, واعتذر عن التقصير, فجاء الغوث كالبرق لأن البرقية صادقة.
- · غسل داود بدموعه ذنوبه فصار ثوب توبته أبيض لأن القماش نسج في المحراب والخياط أمين, وغسل الثوب في السحر.
- · إذا اشتد عليك الأمر وضاق بك الكرب وجاءك اليأس فانتظر الفرج.
- · إذا أردت الله يفرج عنك ما أهمك فاقطع طمعك في أي مخلوق صغر أم كبر, ولا تعلق على أحد أملاً غير الله وأجمع اليأس من كافة الناس .
- · نفسك كالسائل الذي يلون الإناء بلونه ، فإن كانت نفسك راضية سعيدة رأيت السعادة والخير والجمال ، وإن كانت ضيقة متشائمة رأيت الشقاء والشر والقبح .
- · إذا أطعمت المعبود ، ورضيت بالموجود ، وسلوت عن المفقود ، فقد نلت المقصود وأدركت كل مطلب محمود .
- · من عنده بستان في صدره من الإيمان والذكر ، ولديه حديقة في ذهنه من العلم والتجارة فلا يأسف على ما فاته من الدنيا .
- · إن من مؤخر السعادة حتى يعود ابنه الغائب, ويبني بيته ويجد وظيفة تناسبه، إنما هو مخدوع بالسراب، مغرور بأحلام اليقظة .
- · السعادة: هي عدم الاهتمام وهجر التوقعات واطراح التخويفات.
- · البسمة : هي السحر الحلال ، وهي عربون المودة وإعلان الإخاء ، وهي رسالة عاجلة تحمل السلام والحب ، وهي صدقة متقلبة تدل على أن صاحبها راض مطمئن ثابت .
- · أنهاك عن الاضطراب والارتباك والفوضوية, وسببها ترك النظام وإهمال الترتيب, والحل أن يكون للإنسان جدول متزن فيه واقعية ومران.
- · إذا وقعت عليك مصيبة أو شدة فافرح بكل يوم يمر لأنه يخفف منها وينقص من عمرها, لأن للشدة عمراً كعمر الإنسان لا تتعداه.
- · ينبغي أن يكون لك حد من المطالب الدنيوية تنتهي إليه, فمثلاً تطلب بيتاً تسكنه وعملاً يناسبك وسيارة تحملك, أما فتح شهية الطمع على مصراعيها فهذا شقاء.
- · ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) (البلد:4) سُنة لا تتغير لهذا الإنسان فهو في مجاهدة ومشقة ومعاناة, فلا بد أن يعترف بواقعه ويتعامل مع حياته.
- · يظن من يقطع يومه كله في الصيد أو اللعب أو اللهو أنه سوف يسعد نفسه, وما علم أنه سوف يدفع هذا الثمن هماً متصلاً وكدراً دائماً لأنه أهمل الموازنة بين الواجبات والمسليات.
- · تخلص من الفضول في حياتك, حتى الأوراق الزائدة في جيبك أو على مكتبك, لأن ما زاد عن الحاجة في كل شيء ما كان ضاراً.
- · كان الصحابة أسعد الناس لأنهم لم يكونوا يتعمقون في خطرات القلوب ودقائق السلوك ووساوس النفس, بل اهتموا بالأصول واشتغلوا بالمقاصد.
- · ينبغي أن تهتم بالتركيز وحضور القلب عند أداء العبادات, فلا خير في علم بلا فقه, ولا صلاة بلا خشوع, ولا قراءة بلا تدبر.
- · ( وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ )(النور: من الآية26) فالطيبات من الأقوال والأعمال والآداب والأخلاق والزوجات للأخيار الأبرار, لتتم السعادة بهذا اللقاء ويحصل الأنس والفلاح.
- · ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ)(آل عمران: من الآية134) يكظمونه في صدورهم فلا تظهر آثاره من السب والشتم والأذى والعداوة, بل قهروا أنفسهم وتركوا الانتقام.
- · ( وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ )(آل عمران: من الآية134) وهم الذين أظهروا العفو والمغفرة وأعلنوا السماح وأعتقوا من آذاهم من طلب الثأر, فلم يكظموا فحسب بل ظهر الحلم والصفح عليهم.
- · ( وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(آل عمران: من الآية134) وهم الذين عفوا عمن ظلمهم بل أحسنوا إليه وأعانوه بمالهم وجاههم وكرمهم, فهو يسي وهم يحنون إليه, ولهذا أعلى المراتب وأجل المقامات.
- · حدد بالضبط الأمر الذي يسعدك : سجل قائمة بأسعد حالاتك : هل تحدث بعد مقابلة شخص معين؟ أو ذهابك إلى مكان محدد؟ أو بعد أدائك عملاً بذاته؟ إذا كنت تتبع روتيناً جيداً, ضعه في قائمتك. تجد بعد أسبوع أنك ملكت قائمة واضحة بالأفكار التي تجعلك سعيداً.
- · تعود على عمل الأشياء السارة : بعد تحديد الأمور التي تسعدك أبعد كل الأمور الأخرى عن ذهنك. أكد الأمور السعيدة, وانس الأمور التي لا تسعدك. وليكن قرارك بمحاولة بلوغ السعادة تجربة سارة في حد ذاتها.
- · ارض عن نفسك وتقبلها : من المهم جداً أن تنتهي إلى قرار بالرضا عن نفسك, والثقة في تصرفاتك, وعدم الاهتمام بما يوجه إليك من نقد, طالما أنت ملتزم بالصراط المستقيم, فالسعادة تهرب من حيث يدخل الشك أو الشعور بالذنب.
- · اصنع المعروف واخدم الآخرين : لا تبق وحيداً معزولاً, فالعزلة مصدر تعاسة, كل الكآبة والتعاسة والتوتر تختفي حينما تلتحم بأسرتك والناس, وتقدم شيئاً من الخدمات. وقد وصف العمل أسبوعين في خدمة الآخرين كعلاج لحالات الاكتئاب.
- · أشغل نفسك دائماً : يجب أن تحاول – بوعي وإرادة – استخدم المزيد من إمكاناتك. سوف تسعد أكثر إن شغلت نفسك بعمل أشياء بديعة, فالكسل ينمي الاكتئاب.
- · حارب النكد والكآبة : إذا أزعجك أمر, قم بعمل جسماني تحبه تجد أن حالتك النفسية والذهنية قد تحسنت. ويمكنك أن تمارس مسلكاً كانت تسعدك ممارسته في الماضي, كأن تزاول رياضة معينة أو رحلة مع أصدقاء.
- · لا تبتئس على عمل لا تكمله : يجب أن تعرف أن عمل الكبار لا ينتهي. من الناس من يشعرون أنهم لن يكونوا سعداء راضين عن أنفسهم إلا إذا أنجزوا كل عملهم. والشخص المسؤول يستطيع أن يؤدي القدر الممكن من عمله بلا تهاون, ويستمتع بالبهجة في الوقت نفسه, مادام لم يقصر.
- · لا تبالغ في المنافسة والتحدي : تعلم ألا تقسو على نفسك, خاصة حينما تباري أحداً في عمل ما بدون أن تشترط لشعورك بالسعادة أن تفوز.
- · لا تحبس مشاعرك : كبت المشاعر يسبب التوتر, ويحول دون الشعور بالسعادة. لا تكتم مشاعرك. عبر عنها بأسلوب مناسب ينفث عن ضغوطها في نفسك.
- · لا تتحمل وزر غيرك : كثيراً ما يشعر الناس بالابتئاس, والمسؤولية, والذنب, بسبب اكتئاب شخص آخر, رغم أنهم برآء مما هو فيه, تذكر أن كل إنسان مسؤول عن نفسه, وأن للتعاطف والتعاون حدوداً وأولويات. وأن الإنسان على نفسه بصيرة ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )(الأنعام: من الآية164)
- · اتخذ قراراتك فوراً : إن الشخص الذي يؤجل قراراته وقتاً طويلاً, فإنه يسلب من وقت سعادته ساعات, وأياما, بل وشهوراً. تكر إن إصدار القرار الآن لا يعني بالضرورة عدم التراجع عنه أو تعديله فيما بعد.
- · اعرف قدر نفسك : حينما تفكر في الأقدار على عمل تذكر الحكمة القائلة : "رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه" إذا بلغت الخمسين من عمرك, وأردت أن تمارس رياضة, فكر في المشي أو السباحة أو التنس – مثلاً – ولا تفكر في كرة القدم. وحاول تنمية مهاراتك باستمرار.
- · تعلم كيف تعرف نفسك : أما الاندفاع في خضم الحياة بدون إتاحة الفرصة لنفسك كي تقِّيم أوضاعك ومسؤولياتك في الحياة, فحماقة كبرى. فهؤلاء الذين لا يفهمون أنفسهم لن يعرفوا إمكاناتهم.
- · اعتدل في حياتك العملية : اعمل إن استطعت جزءاً من الوقت ، فقد كان الإغريق يؤمنون بأن الرجال لا يمكن أن يحتفظ بإنسانيته إذا حرم من الوقت الفراغ والاسترخاء
- · كن مستعداً لخوض مغامرات : الطريقة الوحيدة لحياة ممتعة هي اقتحام أخطارها المحسوبة ، لن تتعلم ما لم تكن عازماً على مواجهة المخاطر ، خذ مثلاًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً بتعلم السباحة بمواجهة خطر الغرق .
- · لا قفل إلا سوف يفتح، ولا قيد إلا سوف يفك، ولا بعيد إلا سوف يقرب، ولا غائب إلا سوف بصل.. ولكن بأجل مسمّى .
- · (اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ )(البقرة: من الآية153) فهما وقود الحياة ، وزاد السير ، وباب الأمل ، ومفتاح الفرج ، ومن لزم الصبر وحافظ على الصلاة فبشره بفجر صادق، وفتح مبين ، ونصر قريب.
- · جلد بلا ل وضرب عذب وسحب وطرد فأخذ يردد : أحد أحد ، لأنه حفظ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)(الاخلاص:1)، فلما دخل الجنة احتقر ما بذل واستقل ما قدم لأن السلعة أغلى من الثمن أضعافاً مضاعفة .
- · ما هي الدنيا ؟ هل هي الأثواب إن غاليت فيه خدمته وما خدمك ، أو زوجة إن كانت جميلة تعذب قلبها بحبها ، أو مال كثر أصبحت له خازناً . . هذا سرورها فكيف خزنها؟
- · كل العقلاء يسعون لجلب السعادة بالعلم أو بالمال أو بالجاه ، وأسعدهم بها صاحب الإيمان لأن سعادته دائمة على كل حال حي يلقى ربه.
- · من السعادة سلامة القلب من الأمراض العقدية كالشك والسخط والاعتراض والريبة والشبة والشهوة .
- · أعقل الناس أعذرهم للناس ، فهو يحمل تصرفاتهم وأقوالهم على أحسن المحامل ، فهو الذي ألاح واستراح .
- · {فخذ ما ءاتيتك وكن من الشكرين }[الأعراف :144] اقنع بما عنك ، ارض بقسمك ، استثمر ما عنك من موهبة ، وظف طاقتك فيما ينفع واحمد الله على ما أولاك.
- · لا يكن يومك كله قراءة أو تفكراً أو تأليفاً أو حفظاً بل خذ من كل عمل بطرف ونوع فيه الأعمال فهذا أنشط للنفس .
- · الصلوات ترتب الأوقات فجعل كل صلاة عملا من الأعمال النافعة .
- · إن الخير للعبد فيما اختار له ربه ، فإنه أعلم به وأرحم به من أمه التي ولدته ، فما للعبد إلا أن يرضى بحكم ربه ويفوض الأمر إليه ويكتفي بكفاية ربه وخالقه ومولاه.
- · ولعبد لضعفه ولعجزه لا يدري ما وراء حجب الغيب، فهو لا يرى إلا ظواهر الأمور أما الخوافي فعلمها عند ربي، فكم من محنة وكم من بلية أصبحت عطية، فالخير كامن في المكروه .
- · أبونا آدم أكل من الشجرة وعصى ربه فأهبطه إلى الجنة ، فظاهر المسألة أن آدم ترك الأحسن والأصوب ووقع عليه المكروه ، ولكن عاقبة أمره خير عظيم وفضل جسيم ، فإن الله تاب عليه وهداه واجتباه وجعله نبياً وأخرج من صلبه رسلاً وأنبياء وعلماء وشهداء وأولياء ومجاهدين وعابدين ومنفقين ، فسبحان الله كم بين قوله(اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ )(البقرة: من الآية35)، وبين قوله( ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى)(طـه:122) فإن حالة الأول سكن وأكل وشرب وهذا حال عامة الناس الذين لا هم لهم ولا طموحات ، وأما حاله بعد الاجتباء والاصطفاء والنبوة والهداية فحال عظيمة ومنزلة كريمة وشرف باذخ.
- · وهذا داود عليه السلام ارتكب الخطيئة فندم وبكى, فكانت في حقه نعمة من أجل النعم, فإنه عرف ربه معرفة العبد الطائع الذليل الخاشع المنكسر, وهذا مقصود العبودية فإن من أركان العبودية تمام الذل لله عز وجل. وفد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن قوله صلى الله عليه وسلم : "عجباً للمؤمن لا يقضي الله له شيئاً إلا كان خيراً له" هل يشمل هذا قضاء المعصية على العبد, قال نعم, بشرطها من الندم والتوبة والاستغفار والانكسار. فظاهر الأمر في تقديم المعصية مكروه على العبد وباطنه محبوب إذا اقترن بشرطه.
- · * وخيرة لله وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم ظاهرة باهرة, فإن كل مكروه وقع له صار محبوباً مرغوباً, فإن تكذيب قومه له ومحاربتهم إياه كان سبباً في إقامة سوق الجهاد ومناصرة الله والتضحية في سبيله, فكانت تلك الغزوات التي نصر الله فيها رسوله, وفتح عليه, واتخذ فيها من المؤمنين شهداء جعلهم من ورثة جنة النعيم, ولولا تلك المجابهة من الكفار لم يحصل هذا الخير الكبير والفوز العظيم, ولما طرد صلى الله عليه وسلم من مكة كان ظاهر الأمر مكروهاً ولكن في باطنه الخير والفلاح والمنة, فإنه بهذه الهجرة أقام صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام ووجد أنصاراً وتميز أهل الإيمان من أهل الكفر, وعرف الصادق في إيمانه وهجرته وجهاده من الكاذب. ولما غُلب عليه الصلاة والسلام وأصحابه في أحد كان الأمر مكروهاً في ظاهره شديداً على النفوس لكن ظهر له من الخير وحسن الاختيار ما يفوق الوصف, فقد ذهب من بعض النفوس العجب بانتصار يوم بدر والثقة بالنفس والاعتماد عليها, واتخذ الله من المسلمين شهداء أكرمهم بالقتل كحمزة سيد الشهداء, ومصعب سفير الإسلام, وعبدالله بن عمر والد جابر الذي كلمه الله وغيرهم, وامتاز المنافقون بغزوة أحد وفضح أمرهم وكشف الله أسرارهم وهتك أستارهم. . وقس على ذلك أحواله صلى الله عليه وسلم ومقاماته التي ظاهرها المكروه وباطنها الخير له وللمسلمين.
- · ومن عرف حسن اختيار الله لعبده هانت عليه المصائب وسهلت عليه المصاعب, وتوقع اللطف من الله واستبشر بما حصل ثقة بلطف الله وكرمه وحسن اختياره حينه يذهب حزنه وضجره وضيق صدره, ويسلم الأمر لربه جل في علاه فلا يتسخط ولا يعترض ولا يتذمر بل يشكر ويصبر حتى تلوح له العواقب وتنقشع عنه سحب المصائب.
- · نوح عليه السلام يُؤذى ألف عام إلا خمسين عاماً في سبيل دعوته, فيصبر ويحتسب ويستمر في نشر دعوته إلى التوحيد ليلاً ونهاراً, سراً وجهراً, حتى ينجيه ربه ويهلك عدوه بالطوفان.
- · إبراهيم عليه السلام يُلقى في النار فيجعله الله عليه برداً وسلاماً, ويحميه من النمرود وينجيه من كيد قومه وينصره عليهم ويجعل دينه خالداً في الأرض.
- · موسى عليه السلام يتربص به فرعون الدوائر ويحيك له المكائد ويتفنن في إيذائه ويطارده, فينصره الله عليه ويعطيه العصا تلقف ما يأفكون, ويشق له البحر ويخرج منه بمعجزة ويهلك الله عدوه ويخزيه.
- · عيسى عليه السلام يحاربه بنو إسرائيل ويؤذونه في سمعته وأمه ورسالته, ويريدون قتله فيرفعه الله إليه وينصره نصراً مؤزراً ويبوء أعداؤه بالخسران.
- · رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يؤذيه المشركون واليهود والنصارى أشد الإيذاء, ويذوق صنوف البلاء من تكذيب ومجابهة ورد واستهزاء وسخرية وسب وشتم واتهام بالجنون والكهانة والشعر والسحر والافتراء, ويُطرد ويُحارب ويُقتل أصحابه ويُنكل بأتباعه, ويُتهم في زوجته ويذوق أصناف النكبات ويهدد بالغارات ويمر بأزمات, ويجوع ويفتقر ويجرح وتكسر ثنيته ويشج رأسه ويفقد عمه أبا طالب الذي ناصره, وتذهب زوجته خديجة التي واسته, ويحصر في الشعب حتى يأكل هو وأصحابه أوراق الشجر, وتموت بناته في حياته وتسيل روح ابنه إبراهيم بين يديه, ويُغلب في أحد, ويُمزق عمه حمزة, ويتعرض لعدة محاولات اغتيال, ويربط الحجر على بطنه من الجوع ولا يجد أحياناً خبز الشعير ولا رديء التمر, ويذوق الغصص ويتجرع كأس المعاناة, ويُزلزل مع أصحابه زلزالاً شديداً وتبلغ قلوبهم الحناجر, وتعكس مقاصده أحياناً ويبتلى بتيه الجبابرة وصلف المتكبرين وسوء أدب الأعراب وعجب الأغنياء وحقد اليهود ومكر المنافقين وبطء استجابة الناس, ثم تكون العاقبة له والنصر حليفه والفوز رفيقه فيظهر الله دينه وينصر عبده ويهزم الأحزاب وحده ويخذل أعداءه ويكبتهم ويخزيهم, والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
- · وهذا أبو بكر يتحمل الشدائد ويستسهل الصعاب في سبيل دينه وينفق ماله ويبذل جاهه ويقدم الغالي والرخيص في سبيل الله حتى يفوز بلقب الصديق.
- · وعمر بن الخطاب يضرج بدمائه في المحراب بعد حياة ملؤها الجهاد والبذل والتضحية والزهد والتقشف وإقامة العدل بين الناس.
- · وعثمان بن عفان ذُبح وهو يتلو القرآن, وذهبت روحه ثمناً لمبادئه ورسالته.
- · وعلي بن أبي طالب يُغتال في المسجد بعد مواقف جليلة ومقامات عظيمة من التضحية والنصر والفداء والصدق.
- · والحسين بن علي يرزقه الله الشهادة ويقتل بسيف الظلم والعدوان.
- · وسعيد بن حبير العالم الزاهد يقتله الحجاج فيبوء بإثمه.
- · وابن الزبير يكرمه الله الشهادة في الحرم على يد الحجاج بن يوسف الظالم.
- · ويُحبس الإمام أحمد بن حنبل في الحق ويُجلد فيصير إمام أهل السنة والجماعة.
- · ويقتل الواثق الإمام أحمد بن نصر الخزاعي الداعية إلى السنة بقوله كلمة الحق.
- · وشيخ الإسلام ابن تيمية يُسجن ويُمنع من أهله وأصحابه وكتبه, فيرفع الله ذكره في العالمين.
- · وقد جلد الإمام أبو حنيفة من قبل أبو جعفر المنصور.
- · وجُلد سعيد بن المسيب العالم الرباني, جلده أمير المدينة.
- · وضرب الإمام بن عبدالله العالم المحدث, ضربه بلا ل بن أبي برده.
- · ولو ذهبت أعدد من ابتلى بعزل أو سجن أو جلد أو قتل أو أذى لطال المقام ولكثر الكلام, وفيما ذكرت كفاية.
أكتب تعليقك هتا