إرتفع صوت أمي قادماً من غرفتها تستحثني أنا وأخي لكي ننتهي من إرتداء ملابسنا استعداداً للخروج فقد إتصل أبي واخبرها أنه في الطريق ، في غضون دقائق كنتُ جاهزة بينما ظل أخي يبحث عن فردة حذائه التي لا يعرف أين اختفت، وعندما رأيته وقد أوشك على البكاء شاركته البحث حتى وجدتها في خزانة الملابس بجوار ملابسه ولا اعرف اي روح شريرة ألقت بها هناك، بعد دقائق سمعت صوت اغلاق باب الفيلا الخارجي المزعج، أسرعت أنا وأخي نتسابق وكل منا حريص أن يصل قبل الآخر إلى أبي الذي فرد ذراعيه ثم احتضننا وهو يسأل عن والدتنا وقبل أن أجيبه ظهرت أمي وهي تحمل حقيبة يدها التي لا اعرف ماذا تحمل بداخلها حتى تنتفخ هكذا مثل حقيبتي المدرسية ، جلست أنا وأخي في المقعد الخلفي ، تحركت السيارة وبعد قليل قطع الصمت صوت أخي وهو يطلب من أبي أن يذهب بنا الى الملاهي
وصلنا الى السوبر ماركت قبيل آذان المغرب بقليل، أخذ أبي ورقة من أمي ثم نظر إلينا وقال أنه سيعود بعد دقائق ، اخذت أنا واخي نرسم خطة اللعب وما اللعبة التي نبدأ بها وكم ساعة سنبقى هناك ، ثم فجأة رأيت رجل طويل القامة أسود البشرة يضع على عينيه نظارة كبيره يتقدم ببطء ثم امسك بباب السوبر الماركت واغلقه بقوة، إنخلع قلبي، نظرت لأخي فوجدته وقد ارتسمت علي ملامحه هو الآخر علامات الخوف بل الرعب، همس في اذني: لقد أغلقوا الباب وابي في الداخل، كيف سيخرج ؟ لم أعرف كيف أجيبه ثم بدأت دموعنا تتساقط في صمت، لقد فقدنا أبي ولن يخرج مجددا بعد أن أغلقوا عليه الابواب، همست في أذنه: لا تخف لن نرحل حتى يخرج، اجاب من خلال دموعه المنهمرة: ولكنه قد يغيب كثيرا، فقلت بتصميم كي أشد من ازره سننتظر، حتى لو كبرنا داخل السيارة لن نرحل حتى يخرج، استطرد وهو مكسور الخاطر وماذا عن الملاهي كيف سنذهب إليها بعد أن نكون قد كبرنا ؟ كان سؤاله مفاجئا لي ولم اعرف كيف أجيبه، وقبل أن أخترع أي إجابة عبثية كي أطمئنه التفتت امي وقد سمعت همسنا فهالها كم الدموع التي بللت وجهينا وعندما عرفت السبب أخذت تربت على أكتافنا وتطمئننا أن أبي سيعود بعد دقائق بعد أن تنتهي الصلاة وتفتح المحلات أبوابها ، سألتها :لماذا يغلقون المحلات وقت الصلاة يا أمي فأجابت: لكي يصلي الناس .
ابتسمت وهي تشير ناحية السوبر ماركت: ها هو بابا، التفتُ فرأيته قادما يحمل في يديه اكياس كثيره أسرعت بالنزول لكي اساعده ، و عندما سألني عن سبب الدموع التي مازالت تبلل جفوني أخبرته وقلت له أننا لم نكن لنتركه وحيدا داخل السوبر ماركت وأننا كنا سننتظره في السيارة حتي آخر العمر ، قبّل رأسي وهو يضحك ثم ناولني كيس المارشميللو الذي أحبه كثيرا
أكتب تعليقك هتا