وكالة البيارق الإعلامية
قد يصفك شخص ما بالساذج إذا كنت تثق بالأشياء بشكل مفرط أو تفتقر إلى الخبرة في الحياة، فغالباً ما يثق الساذجون بالآخرين من حولهم لدرجة أن براءتهم الطبيعية تؤدي إلى خداعهم أو ربما إيذائهم، سنتعرف في هذا المقال أكثر عن الشخصية الساذجة وصفاتها وكيفية علاجها.
الشخصية الساذجة
السذاجة هي فشل في الذكاء الاجتماعي -المهارات الاجتماعية والوعي الاجتماعي- حيث يمكن خداع الشخص والتلاعب به بسهولة، فالأشخاص الساذجون معرضون لجميع أنواع الحيل والخداع، كما أنهم معرضون للاستغلال أكثر من غيرهم وبشكل خاص الأطفال وكبار السن والمعاقين.
الفرق بين الشخص الساذج والشخص البريء
يختلف الشخص الساذج عن الشخص البريء بعدد من الصفات ومنها:
- البراءة صفة مميزة لشخص بسلوك خالٍ من الأخطاء ولا يمكن أن يفسده الشر أو الحقد أو الظلم، بينما السذاجة هي صفة الشخص الذي يفتقر إلى الخبرة في الحياة بالتعامل مع الآخرين ولا يمتلك أي أفكار سلبية أو خادعة أو خائنة. الشخص البريء أكثر صراحة ووضوحاً مقارنةً بغيره.
- الشخص البريء يمتاز بالعاطفة أما الشخص الساذج قليل العاطفة وخالٍ من التعقيد.
- كلا الشخصيتان غير قادران على إيذاء أحد، حيث إن البريء يمتاز بقلة الخبرة وغياب المعرفة بالأمور الشريرة، والشخصية الساذجة تفتقر إلى عدم الاهتمام بالأشياء أو رد فعل الأشخاص الآخرين على أفعاله أو على شخصيته.
صفات الشخصية الساذجة
تتمتع الشخصية الساذجة بالعديد من الصفات التي تمكنك من معرفة طبيعة هذا الشخص وطبيعة تفكيره وكيفية التعامل معه بالإضافة إلى ضعف الشخصية، ومن أبرز هذه الصفات:
- لا يفرق أصحاب الشخصية الساذجة في تعاملهم مع الأشخاص: سواء كانوا كباراً أو صغاراً بالسن، حيث يستخدمون نفس منهج التعامل مع الجميع.
- الشخص الساذج غير قادر على كتم أي سر: فالجميع يعرفون كل شيء عنه، فهو بمثابة إنسان مكشوف للآخرين في كل شيء.
- الساذج غير قادر على إعطاء رأيه للآخرين: بسبب عدم قدرته على ذلك فهو يفضل الاستماع إلى آراء الآخرين دون طرح رأيه في أي شيء يُناقش أمامه.
- محدودية تفكيره تجعله يصدق الجميع: بشكل سريع وكأنه يعرفهم من سنوات كثيرة، وبالتالي فإنه أكثر عرضة للخداع.
كيفية علاج الشخصية الساذجة
غالباً مايثق الأشخاص الساذجون بشكل مفرط بالآخرين؛ مما قد يؤدي إلى إيذائهم؛ لذلك يجب على من يعاني من تلك الصفات الخروج من هذه الحالة وتطوير شخصيته بشكل طبيعي؛ لأن السذاجة ليست اضطراباً نفسياً أو مرض، بالتالي سيكون قادراً على مجاراة الآخرين عبر عدد من الخطوات أهمها:
- التعرف على أشخاص من بيئات مختلفة: يجب عليك الخروج من عزلتك إذا كانت السذاجة تسبب مشكلة لديك؛ والتفاعل مع أشخاص يعيشون حياة مختلفة عن حياتك بشكل كبير؛ فهذا يساعدك على فهم العالم بشكل أفضل ويعطيك خبرة جديدة في الحياة، كما يمكنك إقامة علاقات صداقة جديدة وبالتالي تنمية التعاطف مع البشر وممارسة السلوكيات الأخرى التي تساعدك في النمو الذاتي.
- القيام بجميع الأنشطة التي يمكنك التفكير فيها لتغيير منظورك للعالم والأشخاص: مثل الكتابة أو تعلم لغة جديدة، حيث إن ذلك يساعدك على تحفيز نمو خلايا الدماغ وبالتالي المحافظة على صحة دماغك.
- لا ترضى بالحياة العادية لمجرد أنك شخص مرتاح: اخرج من الصندوق الذي تقفله على نفسك، واسعَ لتحقيق المزيد من الفرص الجديدة وخوض الصعوبات لتتعرف على مدى قدراتك، حيث يساعدك ذلك على تعزيز الإبداع والرضا في الحياة وبالتالي تحقيق إنتاجية أكبر في عملك وتنشيط حياتك بشكل أفضل، وهذه العملية تساعدك في أن تصبح أكثر دراية بالناس من حولك.
- السفر أكثر: عليك بزيارة أماكن جديدة سواء في المدينة نفسها التي تعيش فيها أو مدن مجاورة أو خارج البلاد، حيث يساعدك ذلك على اكتساب مهارات اجتماعية جديدة وتغيير طريقة تفاعلك مع الآخرين الذين تعرفهم والغرباء أيضاً.
- التطوع: ساعد المحتاجين للتغلب على مشكلتك أنت نفسك بكونك عديم الخبرة، فهذا سوف يساعدك على حل المشكلات، كما أن التطوع مفيد لصحتك الجسدية وله آثار إيجابية على الصحة العقلية، بما في ذلك إعطاء الناس إحساساً متزايداً بالتعاطف والوفاء.
- كن حذراً أكثر من الناحية الاجتماعية: أي عليك أن تكون أكثر يقظة حيث إنه يوجد أشخاص طيبون وآخرون سيئون، وعليك معرفة نوع الأشخاص ممن حولك، وهذا ما سيدلك عليه حدسك الصافي، فقد تعرضت للكثير من الخداع حتى اليوم، ولا بد أن تكون قد كونت إحساساً صادقاً بالناس.. أليس كذلك؟!
- تحديد ما إذا كان الناس أهلاً للثقة: لا يجب أن تمنح ثقتك للآخرين بشكل فوري وخاصة إن كنت قد تعرفت عليهم حديثاً، وإن كنت غير قادراً للحكم على الناس يمكنك الاستعانة بصديق مقرب، فمثلاً عند حضور اجتماعات أولية مع أناس جدد يمكنك أن تحضر معك أحد المعارف للحصول على رأي ثانٍ قبل بدء صداقات أو علاقات جديدة، كما يمكن للمواقف والتفاصيل الصغيرة أن تكشف بعض الأشخاص وكيف يفكرون بك.
- استمع أكثر وتحدث أقل: استمع واصغِ أكثر إلى ما يقوله الشخص الآخر بدلاً من مشاركة الكثير عن نفسك، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يكون هذا النوع من السلوك مع الأصدقاء الجدد ميزة، لأن معظم الناس يستمتعون بالحديث عن أنفسهم وغالباً ما يسعدهم أن يكون لديهم مستمع، كن أنت المستمع.
- امتنع عن الحديث باندفاع إذا كنت شخصاً نادراً مايفكر قبل أن يتحدث: لذلك عليك اتخاذ إجراءات لتجنب أقوال قد تندم عليها، وعليك مثلاً التفكير في كلامك جيداً قبل التحدث، وألا تدع لأي شخص يعرف عن حياتك الشخصية وعملك باستثناء عائلتك وأفضل صديق أو شريك موثوق به.
- كن واثقاً بنفسك: تعلم أن تتقبل نفسك وتثق بها كثيراً حتى لو كنت ساذجاً فقد يكون لديك أشياء تقدمها للعالم، إذ إن الأشخاص الساذجين قد يتحملون المزيد من المخاطر ويكونوا أكثر إنتاجية من الأشخاص الأكثر خبرة!
- امنح نفسك الوقت: لن تتغير شخصيتك الساذجة بين عشية وضحاها، فعليك منح نفسك فترة من الوقت للتأقلم مع وضعك الجديد، فمثلاً عندما تتعرف على شخص جديد خذ القليل من الوقت حتى تشعر أنك أكثر قدرة في الحكم على نواياه.
إن كنت تمتلك بعض الصفات السابقة، فمن الممكن إجراء اختبار الشخصية الساذجة للتأكد أكثر، ومعرفة تفاصيل أكثر عمقاً عنها من خلال الاطلاع على الشخصية الساذجة في علم النفس وصفاتها وكيفية علاجها، فمن الضروري التخلص من الصفات التي تسبب لك مشكلة في حياتك الخاصة والمهنية؛ لتكون إنساناً محترماً ومحبوباً من الجميع.. شاركنا رأيك؟
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net
bayariqmedia@gmail.com
المدير العام ورئيس التحرير
محمد توفيق أحمد كريزم