قبل أن تعدل الأمثال الشعبية في المجتمعات العربية من نظرتها السلبية للمرأة التي تربى أصلا على يديها، كيف يمكن أن نرفع من مكانة المرأة، أو نعطيها ماتستحق من مكانة تتناسب مع دورها الإنساني والوظيفي الطبيعي؟ وكيف نرفع الحيف عن من تنجب نصف المجتمع وتربي النصف الآخر؟ .
ولعل المطلع على ثقافة الأمثال الشعبية، التي عكست انحدار مكانة المرأة من آلهة ورئيسة وسيدة عشيرة، بعد الملكية الفردية، لتصبح أسيرة خاضعة لسلطة الجنس الذكوري : الأب أو الأخ أو الزوج أو الإبن.
وبقيت تتداول المجتمعات صورا مهينة وعديمة القيمة تتصدر الأمثال الشعبية عبر الأزمنة تتوارثها الأجيال دون انقطاع :"مسمار بالحيط ولا مرا بالبيت".
"البنت متل المزبلة بتكبر بسرعة. "
ولقد عكست الأمثال الشعبية سلبيات المجتمعات العربية، ونظرتهم الدونية للمرأة، وعكست ظواهر سلبية مثل ظاهرة تفضيل إنجاب الذكور على الإناث :
"البنت تنكة ولو كانت ملكة" ، البنت متل المشمشة كل الناس بتهزها"، مسكينة اللي ما عندها غير بنات" ،و " "عندها كوم لحم" يقصد عندها بنات .
وفي جانب آخر عكست الأمثال الشعبية أيضا نظرة المجتمعات العربية لمكانتها فهي ناقصة عقل ودين و شرٌّ لابد منه، في قولهم :" المرا بنص عقل "، و " المرا شعر طويل، وعقل قصير" ، و" واللي بيسمع من مرته بيستاهل نتف لحيتو". و "لو كان الطلاق بإيد المرا كانت الحياة مسخرة."
وأمّن للمية بالمصفاية، ولا تأمن بأنتاية." يقصدون أنثى.
ناهيك عن كونها في نظر البعض، لاتجلب إلا الخسارة في الرزق والمال على حد قولهم في الأمثال : "البنات خسارة وبدهن نطارة. أي من يراقبهن وينتظرهن "
و"إن سلمت البنت من العار بتجيب العدو للدار" .
ولايعترف بقدرتها على تربية الأولاد منكرا دور أمهات كثيرات ربين أولادا عظماء بمفردهن لغياب الزوج أو وفاته أو سفره :" البيت اللي ربه مرا، كل ماله لورا. "
وتحض بعض الأمثال على العنف ضد المرأة، بحجة دفعها لطاعة الرجل بالضرب والترهيب :" إذا بدك المرا تلين عليك بحطب التين. "
و "المرا متل الزيتون مابتحلى إلا بالرص."
وتعد بعض الأمثال أن الظفر والراحة في الحياة أن يعيش الرجل بدون النساء ! فأي معيشة تلك؟" نيال من عاش بلاهن وخلص من بلاهن".
وفي الأمثال أيضا مايحض على زواج الفتيات الصغيرات عاكسا النظرة الضيقة لبعض المجتمعات :
اخطب لابنك قبل ماتخطب لبنتك. " و" جازة البنت سترة"، و" البنت ياجازتها ياجنازتها "، و" البنت إذا جرى دمها اعطيها للي يحمل همها. "
والإناء ينضح بما فيه...
أكتب تعليقك هتا