سارة طالب السهيل - الأردن
لاصالتها ولتعبيرها عنا كشعوب شرق اوسطية بكافة مكوناتها فتهافتت المحطات العربية على هذه الاعمال ومن شدة نجاحها وجذبها للجماهير كان بعضها يعرض في أكثر من خمس محطات في فترة واحدة مثل سلسلة "حارة أبو عوّاد" الذي نجح في خلق شخصيات درامية مازال المجتمع الاردني الى هذا اليوم يتداول العبارات الشهيرة و المواقف المضحكة والطرائف فأبو عواد "نبيل المشيني" رحمة الله عليه قدم عبقرية فذة في مسلسل كتبه فؤاد الشوملي بعدة اجزاء كان اخرها عام ٢٠٠٨ بطابعها وقيمها العائلية بظلال فكاهية باللهجة الأردنية المحلية.
واعطى الفن الأردني العديد من الاعمال الدرامية المبدعة مثل "العلم نور و المناهل وأم الكروم والسقاية وقرية بلا سقوف ونمر بن عدوان ورأس غليص وسلطانة و وضحا وبن عجلان وبقايا رماد"، وغيرها من الاعمال التي لا يمل الجمهور الاردني من تكرار مشاهدتها .
و ابدع شرير الشاشة في كل ادواره و هو امر شبه مستحيلي عالم الفن الا ان الفنان زهير النوباني كسر القاعدة و ابدع في كل دور اداه بعبقرية لا تضاهيها موهبة اخرى و من اعماله بير الطي و جروح و السيف و امرؤ القيس و سلطانة و دعاة على ابواب جهنم و وضحا وابن عجلان و راس غليص عام ٢٠٠٦ وعام ١٩٧٦ والعلم نور والضمير العربي والظاهر بيبرس وسوق الألغاز غيرها الكثير من الاعمال.
ولا يزال الجمهور الاردني يحتفظ في ذاكرته بالفنانين الذين استطاعوا رسم البسمة على الوجوه ومنهم الفنانة قمر الصفدي عبر ادوراها الدرامية المتنوعة التي تناولت قضايا اسرية و اجتماعية مهمه و ايضا دوبلاج المسلسلات الكرتونية و ابرزها دورها السيدة منشن في مسلسل سالي وهي رائدة من رواد الفن الاردني التي وصفت بالأم على الصعيد المهني و الاخلاقي فهي رمز للالتزام المهني و الاخلاقي في حياتها الخاصة و العامة و ادوارها الصعبة المختلفه التي طبعت في اذهان الاردنيين ،خاصة مسلسل باب العامود الذي كان اول مسلسل اردني عام ١٩٦٩ مع الفنان وحيد جلال الذي مثل الكثير من الادوار في مسلسلات الكرتون كدوبلاج وابرزها القبطان جون سيلفر , في جزيرة الكنز وايضا الفنانة أمل الدباس في المسرحيات الكوميدية والنقدية مع نبيل صوالحة وهشام يانس وابدع نبيل صوالحة في البرنامج الكوميدي "بيني وبينك" الذي كان يؤدي من خلاله العديد من الشخصيات في الحلقة الواحدة مثل شخصية أبو صبحي وشخصية سميح أبو جزرة.
وتحتفظ الذاكرة الاردنية بأحد رموز الكوميديا الاردنية وهو الفنان ربيع شهاب ، الذي قدم كوكبة من الاعمال التلفزيونية والمسرحية الرائعة مثل مسلسل "حارة أبو عواد" و"القرار الصعب" ومسرحية "عليوة درس خصوصي"
و لن ننسى اسامة المشيني و غسان المشيني و البصمة التي تركوها في ذاكرة الفن الأردني و داوود جلاجل في ذياب هباب الريح و نشميات من البادية و ابو جعفر المنصور و الفنان القدير جميل عواد و الذي كان يحمل بفنه القضايا الهامة، ولم يكن ممثلا و مخرجا فقط بل كان ايضا كاتبا و رائدا فنيا في بدايات الدراما الاردنية و ابدع في فارس بني مروان و مسلسل الطوفان و مسلسل مخاوي الذيب و التغريبة الفلسطينية و زوجته الفنانة الكبيرة والقديرة جولييت عواد صاحبة الفكر و المبدأ و الوطنية التي لا تساوم و التي ابدعت في ادوارها المختلفة مثل زهور الكف والمخرز ،أم كامل السقاية،أم أحمد التغربية الفلسطينية،أم كايد المحروس، والفنانة رانية فهد و شقيقتها سهير فهد التي اشتهرت في مسلسل عائلي اسمه غنوا معنا و الفيلم التلفزيوني هاربة الى النور و ايضا دبلجة الرسوم المتحركة مثل ليدي ليدي بدور لين راسل ومسلسل كرتون كابتن ماجد، و الفنان ساري الاسعد في ادواره في مسلسل العقاب والصقر ومسلسل القرار يصدر غدا ومسلسل الرصيف البارد ومسلسل الإمضاء بريء ومسلسل مهما طال الزمن ومسلسل سيدي رباح ومسلسل الليل الطويل، و الفنانة شفيقة الطل التي بدأت مسيرتها في مسلسل عبدالرحمن الكواكبي و اجادت في دورها خولة في مسلسل طرفة بن العبد و مسلسل طيور بلا اجنحة و مسلسل الطي و التي ابدعت في ادوارها البدوية، و الفنان حابس العبادي الذي تميز في الادوار البدوية و خاصة الشريرة مثل راس غليص و مسلسل متعب الشقاوي و مسلسل جلوة راكان ومسلسل راعية الوضحا، و الفنانة سميرة خوري التي ابدعت في مسلسلات كثيرة مثل التغريبة الفلسطينية و قرية بلا سقوف و مسلسل عودة ابو تايه و مسلسل القرار الصعب، و الفنانة كوثر النشاشيبي التي ابدعت في مسلسل ابراهيم طوقان و مسلسل حارة ابو عواد و ساعدها في ادائها الفني كونها مذيعة اصلا و قدمت الكثير من البرامج الإذاعية المهمة، و الفنان روحي الصفدي الذي كان ابرز اعماله جلوة راكان و دوره هزاع في مسلسل دمعه على الرمال و دوره الشيخ عقيل في مسلسل عرار و عمير و مسلسل صقر الجبل، و الفنانة ريم سعادة و اسمها الحقيقي جاكلين حتر والتي تجلت في اعمال اردنية جميلة مثل مسلسل المحراث و البور و مسلسل الغريبة و مسلسل قربة مخزوقة، و ايضا في دبلجة افلام الكرتون مثل مسلسل ليدي ليدي في دور سارة و مسلسل المصاقيل بدور الساحرة منال وكان لها العديد من الدراسات الفنية و اثره على المجتمع و الاطفال .
والفنانة رفعت النجار تعتبر اول ممثلة اردنية وقفت على خشبة المسرح رغم اشتهارها بالادوار البدوية والكثير من الناس مازال يلقبها بالسيدة ملعقة نظرا لدورها كدوبلاج في هذا المسلسل الشهير و قدمت عدة مسلسلات مثل (الغريبة، وجه الزمان، عطر النار، نصف القمر)، والفنان محمود ابو غريب و هو شيخ الفنانين قدم العديد من المسلسلات الرائعه والافلام الجميلة منها (الأخرس والقلادة الخشبية، باب العمود، وفداك يا فلسطين)، و الفنان محمود صايمه وهو ممثل كوميدي قدير احبه الشعب الاردني في شخصية حمدي في مسلسل العلم نور وفي مرايا الحب و في مسلسل يوميات مرزوق و مسلسل نقطة و سطر جديد، و الفنان حسين طبيشات (العم غافل) الذي اشتهر بمسلسل يوميات العم غافل و مسلسل جحا و غافل غاوي مشاكل و سامحونا بنحبكوا و هو فنان جميل شكل ثنائيا ناجحا مع الممثل محمود صايمة، والفنان محمود الزيودي ممثل وكاتب معروف تخصص في الاعمال الدرامية البدوية كتمثيل و كتابة و ابدع في مسلسل عودة الفارس و عيال مشهور و مسلسل التبر و التراب ومسلسل عوده ابو تايه و اولاد سالم و مسلسل زيد و زيدان و مسلسل الشهاب و الرمضاء والنار و مسلسل الضمير و الممثل محمود الزيودي هو اصلا باحث في التراث الأردني و مهتمًا بالفلكلور الأردني ومتشبثا بالجذور و الاصالة و كتب العديد من المسلسلات الاردنية الرائعة ، و الفنان تيسير عطية الذي برع في ادائه المميز في الكثير من المسلسلات الأردنية منها: أبو جعفر المنصور، المناهل، شجرة الدر، الخنساء و التائه و مسلسل التائه و مسلسل الأخدود و مسلسل عروة بن الورد و ادوار الدوبلاج و اجملها المسلسل الكرتوني الرغيف العجيب والمغامرون الابطال و الرحالة الصغير .
الفنان نبيل صوالحة و هو الممثل الذي ابدع في ادواره الكوميدية الهادفه و معظمها اعمال تسلط الضوء على ممارسات خاطئة في المجتمع بهدف اصلاحي و برز في اهلا نبيل و هشام الذي اخذ صدى محلي و عربي واسع و مثل في الكثير من المسلسلات منها الكحتوت و الاخرس والقلادة الخشبية و مسلسل محاكم بلا سجون و ركز على المسرح الذي برع به.
من الصعب ان نذكر في مقال واحد كل الفنانين الاردنيين فلا بد ان هناك فنانين عظام لم يسعنا ذكرهم ولكن اعمالهم تتحدث عنهم، فهذا النجاح المدوي للدراما الاردنية للاسف الشديد بدأ من علو ولكنه تراجع حين حاول الانتقال من هذه الاعمال الفنية القديرة و الهادفه و الرائعه التي انطلقت من قلب المجتمع الاردني و عبرت عن اطيافه من بدو و حضر و فلاحين والبدواة والجذور والقيم التراثية الاصيلة التي بعضها ترفيهي فكاهي بسيط و مسلي وبعضها علمي تنويري تعليمي هادف و بعضها اجتماعي يحمل قضايا تنموية فكرية و سلوكية تساعد المجتمع على النهوض و التطور و ترك بعض العادات و الموروثات الغير مفيدة وبنفس الؤقت التشبث بالأرض و العرض و الوطن والقيم الانسانية والاجتماعية والثقافية و الاخلاقية التي تعمر بها الارض .
ما نراه في الدراما الجديدة غير موجود على ارض الواقع و ان وجد فهو قليل جدا، ومن ثم لا يمكن اعتباره ظاهره تدفعنا لتكريسها ودفع ثمن تبعاتها ، فلماذا نركز عليه و نجعله ظاهرة ؟.
و الاتجاه الثاني يرى بتسليط الضوء على السلوك الاجتماعي السوي والحث عليه، و تعويد العين و السمع و البصر والقلب على رؤيته و معايشته وتذوق اخلاقياته ، و بهذا تروج للقيم السلوكية الاجتماعية السوية، و تنشره و ترسخه في العقول والوجدان .
أتصور ان الاعمال الدرامية التي سعت للخروج من التزمت الفكري والديني قد ضلت طريقها في توصيل رسالتها الفنية ، فالعمل الفني أدب وذوق وارتقاء بالانسان يسمو بمشاعره ويعمل على تهذيبها واسعادها بالجمال وليس بالقبح ، فليس مقبولا ان نسعى لتغيير المجتمع من الافكار المتشددة التي تخنق المرأة والمجتمع بالانفتاح الذي يقود الى الانفلات بعيدا عن الوسطية التي هي المنقذ للمجتمع و الأسرة، فالوسطية هي العمود الذي نستند عليه فنضرب به التطرف البغيض او الانفلات الشبيه بغابة الحيوانات المفترسة، بل العكس تماما يمكنك ان تثبت للمتزمت والمتطرف فكريا.
أكتب تعليقك هتا