ألان ,, ورغم كل ما حققته المرأة وما تسعى إلى تحقيقه ,, مزيدا من العراقيل تقف في طريقها , في سبيل تأخيرها عن إضفاء المزيد من الانجازات ,, نعم , لقد كانت المرأة العربيه تعيش في ظلمه حالكه وقوقعه ضيقة ومحدودة جدا فقد كان وعي المجتمع وتقبله لمشاركتها قليل جدا وقد بدى الفرق جليا اليوم , نتيجة نضال طويل قامت به نساء قياديات كان هدفهن السعي الى التغيير نحو الأفضل .. أسعى اليوم لتوسيع الحوار بحيث تتسع له ألأفق لأناقش قضيه مركبه ومعقده نوعا ما , وربّما تكون هذه القضيه مشكله متشعبة تتسبب في إضفاء مزيدا من البؤس على وضع المرأة العربية البائس أصلا … فإنّني أسعى وسأظل أسعى لتعميق وإضفاء النظرة الشاملة على أجزاء ومحاور قضية المرأه حتى أستطيع من المساهمه في الوصول إلى أكبر قدر من ألأذهان والعقول النيره , فقد نجحت العديد من النساء في مجتمعنا للوصول الى مواقع قياديه هامه , إلا أن النظرة الدونيه للمرأه على أنها لاتصلح لأن تكون مسؤولة أو قياديه , هذه النظره مازالت قائمة , وسط اتهامات قاسيه ومحبطه للمرأه ومستفزه لها لمحاولة إثبات ذاتها وإمكانياتها وقدراتها حتى تستطيع كسب ثقة من حولها وإرضائهم ,, فهي في نظرهم ليست أكثر من إمرأه ! ضعيفه , عاطفية , و لن يكون بإمكانها مواجهة الأزمات والمواقف الصعبه وعندما تثبت هذه المرأه الطموحه الناجحه والقياديه نفسها وتتمكن من إبراز شخصيتها وإمكانياتها العلميه والمهنيه , توجه لها العديد من الاتهامات والانتقادات القاسيه , فهي إذا , مستبدة ومغرورة أو مسترجله !!
ولكن لنتسائل كيف هي صورة المرأه القياديه الحقيقيه ؟ وحتى وإن استطاعت المرأة القياديه إثبات إمكانياتها وقدراتها إلا أنها تقف مكبله أمام حدود لن تتمكن من تجاوزها ولن تسمح لها بنجاح أكثر , بسبب الثقافة الذكورية ألأبويه , هذه الثقافه الباليه والتي تأخرها وتمنعها من تسجيل مزيدا من التفوق على لوحة الإنجاز !!!
فتعاني هذه المرأه من افتقارها للحريه , ومراقبة تصرفاتها وسوء تفسير مواقفها او كلماتها وتحركاتها فتشعر دائما بأن هناك رقابة شديدة على تصرفاتها وحديثها ! فهناك دائما من هو موجود فقط ليتهمها بسوء المعاملة أو لمحاسبتها على كل شاردة أو واردة ! مما يقيدها ويجعلها دائما تشعر بأن هناك تطفل على حريتها ورقابه من الأخرين عليها ..
أيضا هناك مشكله هامه لا يتطرق اليها أحد.. ألا وهي غيرة المرأه من نجاح المرأه فالموروثات الاجتماعيه لديها وللأسف تجعلها تخاف وتحذر دائما من المرأة الناجحة والقياديه باعتبارها الأقوى والأكثر ذكاء ونجاح وعطاء ليتسبب ذلك في قلقها الدائم منها ومن نجاحها لتعمل على اختلاق المشاكل لها لتعيق تقدمها في محاوله لتحطيم نجاحها , حتى لا تشعر بالدونية تجاهها ! وكم يؤلمني حقا ان البعض منهن لا تضيع فرصة لاقتناصها لتبدأ بالقذف والمحاربه بشتى الطرق لمحاولة إحباط تلك الناجحه وتقليل شأنها وتصغير وتحقير نجاحها وانجازاتها ودون أن تملك أدنى مبرر ! والغريب في الأمر أن المرأة أحيانا قد تغار من المرأة, من قوتها واستقلاليتها ونجاحها ، أو من جمالها أو من أي صفة تمتاز وتتفوق بها عليها , وكلما حاولت أي امرأة أن تحسن من وضع المرأة في هذا المجتمع الذكوري ، واجهت صعوبات عظيمه من المجتمع أولا ومن المرأة ثانيا !! فما أن تخطو خطوتها الأولى بنجاح ، حتى تجد في وجهها نساء عديدات يعرقلن مسيرة نجاحها , بالإضافه الى العديد من أعداء النجاح من الرجال !
فمع الاسف ان فكر الذكورة والمجتمع الأبوي لا ينحصر على الرجال فقط ! فهناك الكثير من النساء اللواتي يفتخرن بحملهن تلك الأفكار القديمه التي تدعوا إلى قتل المعالم النسوية لوضع المزيد من القيود ضد المرأة ولخدمة العقلية المتخلفة التي تكرس تجاهل إبداع المرأه وتفوقها ونجاحها في شتى المجالات ..
ومن خلال تجربتي في عملي وكناشطه إجتماعيه , هذه التجربه والتي لاقت الكثير من النقد والتجريح .. فبمجرد الحديث عن حقوق المرأة كحقوق انسان في مجتمعات ذكوريه له محاذير كثيرة تقام الدنيا ولا تقعد ! فكيف يمكن أن تكون هذه الظروف المحيطه بنساء إخترن أن يأخذن على عاتقهن العمل على التغيير في مجتمع لا يزال غارقا في صراعات المحرم والممنوع والمسموح ! مما يؤخر مسيرتهن ويطمس ابداعاتهن ويحجمها .. كما ان شعور هذه المرأه الدائم بالخوف من اتهامها بالتكفير أو الإنحلال الخلقي , يجعلها تراوح مكانها .. ولا يمكننا أن نخدع أنفسنا فما زال وجود المرأة في المجال العام ضعيف شكلا ورمزا ، وما زالت النساء لاتشاركن بشكل فعلي في الحياة العامة بما يتناسب وكفاءاتهن وبالتالي ستظل المرأة مغيبة عن كثير من المجالات إلى أن يتغير المناخ الثقافي التقليدي والذي يحد من حركة المرأه وبالرغم من أن المرأة القيادية تمتلك صفات يفتقر إليها الرجل , وهي صفات مهمة للوصول والبقاء في المواقع القياديه , منها قدراتها الهائله على تحمل الضغط وبشكل أكبر , ومثابرتها ونضالها للوصول إلى التفوق والنجاح وإثبات امكانياتها وقدراتها , نجد أنها كثيرا ما اتهمت هذه المرأه بالعاطفيه نظرا لطبيعة الاختلاف والتكوين بينها وبين الرجل , إلا انها أثبتت بأنها أقل فساداً من الرجل فلم نسمع يوما أو نجد حتى الان نساء تعاملن بالرشوة أو المحسوبية إلا ما ندر , كما أنها أكثر ميلاً من الرجل للعمل بروح الفريق .. كما تفتقر المرأه القياديه الى الدعم الإعلامي والمصادر الماليه التي هي مكونه اساسيه من مكونات النجاح الحقيقي .. هذا بالإضافه الى هيمنة الرجل على المناصب القياديه العليا والسياسات المنحازة له دائما ، وفقدان خيارات القيادة والتدريب والتأهيل، وعدم إشراكها في صناعة القرار,,
كما تعاني صعوبات خاصه بها , أهمها التوازن بين الحياة الشخصية والعائلية وبين وضعها في عملها , فكونها امرأه قياديه يفرض عليها ذلك بأن تكون في كامل الاستعداد والجهوزيه لأي طارئ بأي ظرف ووقت, وذلك بالتواجد والتواصل دائما مع الحدث , بغض النظرعن ظروفها الشخصيه أو العائليه , ولا ننسى في بعض الأحيان ذلك الرجل الشريك والغير متفهم لظروف ووضع زوجته القياديه وما يتسبب به لها من ضغوطات نفسيه شديده ومؤلمه نظرا لانزعاجه الشديد لتفوقها المهني والإجتماعي عليه مما يتسبب في خلق أجواء عائليه مشحونه لها !
إذا هي تدفع ثمن باهظ لنجاحها وتفوقها ضعف ما يدفعه الرجل لنجاحه , ومن هنا لا أرى سببا حقيقيا باعتبارالرجل أكثر تفوق على المرأه بالقياده وإنما يعود السبب الحقيقي لتفوق الرجل , إلى ثقافة تهميش المرأة في المجتمع لا اكثر!
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net
bayariqmedia@gmail.com
المدير العام ورئيس التحرير
محمد توفيق أحمد كريزم