هو أول أيام الحج وهو ثامن ذي الحجة سمي بذلك لأن الناس - قبل أن يخرجوا من مكة إلى منى - كانوا يتروون فيه الماء لما بعده، إذ لم يكن بمنـي ولا عرفات ماء، فيتزودون من الماء ما يكفيهم أيام منى وعرفات، وأما الآن فكثر الماء، واستغنوا عن حمله (۱).
والمتأمل في هذا اليوم العظيم يجد أنه استعداد وتهيؤ ليوم عرفة، ففيه استعداد حسي ومعنوي، ومن ذلك:
(١) يسن لمن كان متمتعًا أو من يريد الحج من أهل مكة أن يحرم في ضحى يوم التروية من مكانه، وأن يمسك عن محظورات الإحرام وفي هذا أثر على القلب أيما تأثير(٢) .
(۲) يسن للحاج التوجه إلى منى والصلاة بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا للرباعية بدون جمع كما فعل النبي «صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم».
(3) يشرع في ذلك اليوم التلبية والتكبير والذكر والاستغفار وتلاوة القرآن وفي هذا استعداد وتهيؤ للقلب.
وعلى قدر استعداد القلب وتهيئه في يوم التروية تكون ثمراته عليه في يوم عرفة.
ومن لم يكن مستعدًا التروية فلربما يصعب عليه لم يوم شعث قلبه في يوم عرفة، والله المستعان فعلى الحاج أن يهيئ قلبه لعل الله جل وعلا أن يقبل حجه، فإن الحج عرفة.
مراجع
- انظر (حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع) للشيخ عبد الرحمن ابن قاسم (١٢٦/٤).
- ارجع إلى موضوع (الإحرام من الميقات) ص (٤٤)، و(محظورات الإحرام) ص (٦٧)، ففيهما جملة من أعمال القلوب على الحاج أن يستشعرها ليطمئن قلبه وتقر عينه، ويتهيأ -كذلك- ليوم عرفة.
أكتب تعليقك هتا