وكالة البيارق الإعلامية
فن التعامل مع الناس له أهمية في المجتمع لكن الكثير من الناس لا يجيدون هذا الفن، فالتعامل مع الناس مهارة اجتماعية يجب أن يتحلى فيها الفرد بخصالٍ حميدة لكسب محبة الناس بحيث يكون ليناً مع الأهل وأفراد المجتمع في مختلف جوانب الحياة، كما يجب أن يكون بشوش الوجه غير فظ ورزين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر، اتق الله حيث كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن"، وسنتعرف في هذا المقال فن التعامل مع الناس.
أساليب التعامل مع الناس
يمكن أن يحب البعض طريقةالتعامل مع الناس وهناك من لا يهتم بها علماً بأن معرفة التعامل مع الناس تجعل الفرد قوي الشخصية ومحبوباً من الآخرين، وفيما يلي نذكر بعضاً من هذه الأساليب:
- أخذ الفرد وتقديم النصيحة له على انفراد وعدم نصحه أمام العلن لأن الناس يكرهون أن تظهر غيوبهم أما الغير.
- لا تلم أحداً ولا تقم بتوبيخه وتأنيبه خاصة إذا قدم صاحبه الاعتذار لأن لديهم مشاعر يجب احترامها، والتأنيب له أثر ثقيل على نفس الإنسان فحاول أن تتجنبه.
- الاعتراف بالخطأ لإزالة الضغينة التي تتولد في صدر الخصم، كما أن التسليم بالخطأ يخفف من أثر الخطأ ويجعل الخصم يسرع في العفو عنك.
- لا تنسب الفضل لنفسك إذا حدث نجاح وتلقي سبب الإخفاق على الآخرين إياك وكلمة أنا، وهذه الكلمة هي صفة مسيطرة على الناس تجعل الآخرين ينفرون منك.
- من الطرق التي يجب اتباعها عند التعامل مع الآخرين عدم التركيز على السلبيات وترك الإيجابيات إذ لا يوجد إنسان على وجه الأرض يخلو من العيوب فالزوج له عيوب، والزوجة لها عيوب، والصديق والرئيس والعامل وحتى العالم، لذا لا تذكر عيوب من كان فضله أكثر من نقصه ولا تذكر عيوب أهل الفضل من باب التقدير والاحترام.
- حاول نسيان زلات الآخرين فالناس تكره الشخص الذي لا ينسى أخطاء الناس ويذكرهم بها، فالذي يذكر بالخطأ ويعيده يجعل الناس يتجنبون الاجتماع به، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ".
- لا تنتقد الآخرين بشكلٍ مباشر فمثلاً قد يكون الفرد أحمقاً وينتقد شخص آخر يتميز بالعبقرية ويسخر منه، لذا حاول فهم الآخرين والتمس لهم الأعذار ويجب أن تكون طريقة الانتقاد لطيفة غير مباشرة وغير حادة.
- الانتقاد هو توجيه الناس إلى الصلاح دون إثارة غضبهم إذ يفضل لفت النظر إلى الأخطاء بطريقة التلميح وجيب أن تكون لبقاً.
- تقديم الاقتراحات بطريقة مهذبة والتكلم عن أخطائك قبل ذكر أخطاء الآخرين فإذا قلت افعل هذا ولا تفعل ذاك فهذا القول صعب على النفس ولا يتقبله إنسان وإذا تقبله فإن يحمل في نفسه جرحاً عميقاً يحتاج لفترة طويلة كي يندمل.
- لا تتعامل مع الناس بطريقة متعالية لأنهم يكرهون من يعاملهم باحتقار.
- احترم آراء الآخرين ولا تقل لهم أنهم مخطئون فلا تناكف الغير وتدعي العلم.
- لا تجرح مشاعر الآخرين وقدر عواطفهم.
- صحح أخطاء الآخرين دون أن تجرح مشاعرهم ولا تقل أنت تصلح لكذا وأنت لا تصلح لغير ذلك.
- لا تجادل الآخر كي تعرض عملك بالموضوع وسعة اطلاعك فإذا أحسّ الشخص الذي تجادله بأنك فزت عليه فإنه يعتبر ذلك إهانة منك في حقه وتكون قد جرحت كرامته ونتيجة لذلك لن يغفر لك وتكون قد نلت خصومته.
- أظهر اهتمامك بالآخرين وبما يفكرون وحاول معرفة ما يشغل بالهم وعندما يتحدثون إليك أنصت وانظر إليهم وناقشهم فيما يقولون.
- اسعى في حاجة الناس، فالناس يحبون من يسعى في حاجتهم، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلمٍ ، تكشف عنه كرباً ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، ولو أن تمشي مع أخيك في حاجته أحبُّ إليَّ من أن تعتكف شهراً".
- قم بخدمة الآخرين دون أن يطلبوا منك ذلك، فالناس يحبون من يقدم الخدمة للغير وبذلك تأسر قلوبهم.
- إذا خاطبت الناس نادهم بأحب الأسماء إليهم حتى وإن كان من تناديه طفل صغير، واسألهم عن أولادهم وزوجاتهم وأقاربهم.
- إذا أردت أن تصرف شخصاً ما عن طبعٍ سيئ لا تقف بصفتك مرشداً له أو في موقف الناصح واخلق في نفسه رغبة كبيرة في فعل ما تريده منه بطريقة محببة دون أن تقلل من شأنه.
فن تعامل الأذكياء مع أشخاص لا يحبونهم
لا يوجد إنسان في العالم إلا ولديه محبين وكارهين وكثيراً ما تلتقي بأناسٍ لا يحبونك فما هي طريقة التعامل معهم هذا ما سوف نتعرف عليه في السطور التالية:
- لا تقع في فخ أنك شخص طيب وكل شخص سوف يتفاعل معك فهناك أشخاص يعارضون ما تعتقده بشدة لذا تقبل أن لا يحبك الجميع وعليك إدراك أن الخلافات والنزاعات تنشأ عن اختلاف القيم، فالشخص الذي لا يحبك قد لا يكون سيئاً في جوهره لكن قد تختلف معه لعدم توافق القيم، وعليك تقبل أنه لن يحبك الجميع كما أنك لن تحب الجميع، وإدراك هذه النقطة يزيل مشاعر السوء ويؤدي إلى الموافقة على الاختلاف.
- عدم رفض أو تجاهل من لا يحبك فقد تنزعج من انتقاداته المستمرة، عليك تحملهم وقد لا يكون الأمر سهلاً لأن هؤلاء في الغالب قد يتحدونك أو يستفزونك والنتيجة هي دفعك إلى النجاح.
- عامل من لا تحبهم بلطف مهما كانت المشاعر التي تحملها تجاههم فقد يكون هذا الشخص منسجماً مع سلوكك وموقفك وإذا كنت وقحاً معه من المحتمل أن يتخلص من لباقته ويكون وقحاً معك، لذا كن هادئاً وحيادياً وعادلاً.
- لا تتوقع أن يتصرف معك الآخرين كما تتصرف أنت أو أن يقولوا الأشياء التي قد تقولها في موقف معين هذا ليس واقعياً، وإذا اعتقدت ذلك فإنك الشخص الذي ستعرض نفسك للإحباط وخيبة الأمل.
- تعلم كيفية التعامل مع شخص يزعجك وتسبب بإحباطك ولا تفكر في مدى انزعاجك من هذا الشخص بل ركز على نفسك وسبب ردة فعلك، أحياناً ما لا نحبه في الآخرين كثيراً ما لا نحبه في أنفسنا، لذا حدد مشاعرك وتوقع ردة فعلك أو قم بتغييره، فمن السهل تغيير الموقف والسلوك والتصورات ولا تطلب من الشخص الآخر أن يكون مختلفاً.
- توقف وخذ نفساً عميقاً وفكر بطريقة عقلانية كي تكون قادراً على إجراء محادثة مع شخص ما وكي تكون هادئاً وبذلك تحمي نفسك من المبالغة في ردة فعلك وتمضي قدماً بصورة أكثر انفتاحاً.
- عبّر عن احتياجاتك الخاصة فمثلاً إذا كان بعض الأشخاص يضايقونك باستمرار فأخبرهم بهدوء أن طريقتهم أو أسلوبهم يشكل مشكلة لك ولا تتحدث إليهم بلغة الاتهام.
- ضع مسافة بينك وبين الشخص الذين لا تحبه إذ يمكن أن تقول لهم اعذرني واذهب في طريقك، وإذا كنت في مكان العمل يمكنك أن تنتقل إلى غرفة أخرى أو اجلس على الطرف الآخر من الطاولة واترك مسافة وتفاعل مع الأشخاص الذين تحبهم والذين لا تحبهم كما لو كنت غير منزعج.
تعرفنا في هذا المقال على فن التعامل مع الناس وهذه المهارة من المهارات التي يجب أن يحرص الشخص الناجح على تعلمها وتطبيقها في الواقع، وتأكد أن هناك الكثير من الاختلافات بين شخصيات الناس لذا من الصعب أن تحصل على رضى الجميع أو أن تصادقهم جميعاً.
أكتب تعليقك هتا