فلئن تأمّلنا في الخارطة الذّهنيّة التّالية سنجد أنّ مفهوم الأمّ يتجاوز المفهوم البيولوجي للكلمة نحو المفهوم الإيديولوجي_ الإجتماعي و إنّنا في هذه الخارطة المفهوميّة أو الذّهنيّة نوضّخ مفهوما أكثر عمقا:
و القائمة تطول طبعا و هذه الخارطة قد تحمل وظائف كثيرة، وحدك أيّها القارئ يمكنك تخيّل ذلك.... و لكن لك أن تلاحظ أنّ ضمن كل هذه المهام هناك عبارة واحدة تتكرّر ألا وهي :
و رغم ذلك فإنّ "المرأة _الأمّ " تعيش الهموم في عالم المهن رغم قوّة قدرتها على الاهتمام بالآخرين و حرصها على توفير كل ّ سبل الرّاحة.. من اهتمام، محبّة، احترام، عناية.... إلخ
فلنعد إلى تلك الخارطة الذهنية و لنتأمّل بوضوح ما يحدث لندرك حتما هشاشة الوضع النّفسي و المادّي_للمرأة _الأمّ _ في مجتمع المهن و هي التي تعتبر أمّ الوظائف جميعها!! حيث بلغت درجة ظلمها لدرجة تسليط و تسلّط المرأة على المرأة متخفّية وراء سلطة زائفة بل و زائلة و عنف ضمني بتسلّط الأمّ على الأم ناسية دورها الملائكي الذي انتفى في سبيل المصالح الشّخصيّة ألا و هو "قانون البقاء"، البقاء الأقوى و لكن ليس للأرقى لأنّ مفهوم قوّة القوّة يختلف عن مفهوم قوّة "الرُّقيّ"......
فبقوّة القوّة ينتهي دور الأمّ الأولى _نظرا لتشبّعها بسلطة التّشفّي و عماء القلوب و البصائر_ و تعمّد قهر الآخر و إهانته، فيمكننا القول أنّها هنا لم ترتق بعد إلى العالم النّقيّ، و بقيت بعالم الجهل.....
و لكن نريد أن نتسائل هنا : لماذا تستمرّ "قوّة القوّة" ؟؟ رغم هشاشة مبادئها _إن اعتبرنا أنّ المبدأ القائم على الظّلم ليس له أرضيّة ثابتة و صلبة يرتكز عليها _!! ؟؟ لأنّ منظومة الكون قائمة على الخيرات فقط....
و قد أثبت التّاريخ أنّه ما من قوّة ظالمة إلاّ و كان مآلها الموت الزّؤام إلى الأبد، و مفهوم الموت هي نهاية الظّلم و نهاية السّلطة... إنّ الأمكنة باقية أمّا الأشخاص يذهبون و ينتفي وجودهم بانتفاء من يدعمهم و يأتي غيرهم و ربّما بمبادئ أرقى..
حتما و أكيد جدّا هنا بالضّبط يأتي دور قوّة الرّقيّ و بما أنّ الرّقيّ لا تشوبه شوائب، فهو حتما ستُبنى عليه المبادئ، لتعود بالذّكر أنّ المجتمعات قائمة على مجموعة من القيم و مدارس أخلاقيّة متعدّدة، و المدرسة هي الأخلاق و لا شيء غير ذلك... و المدرسة هي تلك السّيّدة الفاعلة في المجتمع المُكافحة، _العاملة، المُدَرّسة، أمّ المجتمع و الأمّ في المهن _بصفة محدّدة للمفهوم_.... هي المُخلصة و المُحِبّة في العمل و هي التي تحقّق الرّاحة و التّوازن للآخر الذي بدوره عليه اتّباعها و الاهتمام بها، بل و احترامها هي المرأة _الأمّ، هي أمٌّ داخل مجتمع المهن، فهل من سُبُلٍ للنّهوض بها بدل إهانتها؟؟؟
أكتب تعليقك هتا