و تدرّب قلبك على كيفية وقوفهِ صامداً أمام الريح
يقاومها حتى لا تُضعفه و لا يستسلم لها ابداً
تلك المنعطفات الوعرة في حياتنا لا بُد من وجودها
و لكثرتها فائدة ايجابية على الإنسان
مهما صعب عليهِ تجاوزها أو تقبلها في بادئ الأمر
لأنها تكشف اشياء كثيرة قد لا نعلم عنها شيئاً
تكون كامنة و ربما مكبوته فينا و في من حولنا ايضاً
ثم بعد ذلك تصل الى مرحلة البزوغ
اما كوارث صادمة ينكشف فيها السيء المستورا
او قد تتجلى جزرٌ جميلةٌ من بعد ثوران براكينها
فلا حدث يمر عليك في حياتك مرور الكرام
و بعد كُل ظرف عسير لا شيء يبقى على ما هو عليه
المِححن تُعيد ترتيب حياتك بالشكل الذي يُقدّرهُ لكَ القدر
كالليل والنهار، كالزوابع و هدوء البحار
كالخريف و ربيع الأزهار
تلكَ هي الحياة و الأقدار ينبتُ لكَ من غصن الحزن
بُستانٍ من ألف زهرةٍ و وردة تغمر صبرك بالعبير و الشذى.
الأزمات و المِحن بالأخص تكشفُ لكَ معادن الناس
و تظهر لك مواقفهم الغير متوقعة سواءً بإيجابية كانت او سلبية
قد تكتشف ان بعضهُم يكونوا بلسماً على جرحِكَ
كلما زادَ نزفهِ تمسكوا بمواساتك
و تصبح كلماتهم منديلاً يمسح دمعك
و قربهم يملأ ثغركَ بهجة و انشراح
و البعض الاخر " أعوذ بالله " من وجودهم و كثرتهم في حياتنا
يحمّلونكَ اثقالاً من الهم فوق ما يحمله قلبك من فائض واكثر
يحرثون في قاع جراحك و يستصغرونها و يستهزأون بمصائِبك
عديمين احساس و مستفزين
لدرجة انك معهم ستحتاج من الصبر ما كفى ايوب و ربما اضعافه
حتى تتحمل حماقتهم و وقاحة نفسياتهم السيئة تجاهك
في اقصى ذروة لظروفك.
الصفح و التسامح يكشفان علاقة العبد بربه
لأنهما يسكنان القلب المغمور بالإيمان
و الذينَ لايعرفون الله لا يخافون منه
و المصلحة في قانون عشرتهم تغلب على المصالحة
هؤلاء الأشخاص مادام نور الله لا يخترق وجدانهم
ستظلّ قلوبهم الأنانية باردة فلا تنتظر منها ما يُطيب لكَ خاطرك
و توقع انها لن تُبادر بأحتضان همومك حتى لا تُبالغ في صدمتك
قد يكونوا طيبون المظهر لكن خُبثاء المعشر
و الغلّ و الضغينة يغزوان ارواحهم و جبروتهم للأسف
لكن ردد لنفسك دائماً ان القلوب حين تتحجر و تشعر بظلم الآخرين لك
لاتنسى بأن لدمعتك و قهرك حقّ سيأخذهُ الله لكَ
بزيادة دون نقصان بالطريقة التي تليقُ بقلبك و ترضيه
فلا تفكر بالأنتقام القدر وحدهُ مسؤول عن ذلك
كما تُدين تُدان و الكؤوس القدرية تسير في دائرة منتظمة
لا بُد ان الكأس الذي شربته منهم سيشربون منهُ لا مفر من ذلك
لا تهلع من يأسك و تشكّ برحمة الله
و لا تظن بأنه لا يشعر بك او لا يحبك
حين يُبليك بأشخاص في حياتك لا يخافونه
انما يختبر صبرك حتى يجزيك من اجرهِ و خيرهِ
اجمل و اكثر و اعظم مما تستحق
كُن قوياً بهِ و لا تسلّم امرك لغيره.
لا تجزع من الظالمين
انهم قليلو الرحمة و الإيمان و الإحسان
سيحاسبهم الله على عدائهم و خصامهم اللامبرر له مع الآخرين
و على كل وخزات ألمٍ كانت من صنع افعالهم
و الحمدلله الذي جعلَ شعور الوجع بالأعماق
بباطن الأفئدة مخفياً لا يُرى
و حسبنا الله في من أساء الظن بقلوبنا
و ظلمنا و فسّر نوايانا على هواه و خبثه.
ايها المستبدين عديمي الرأفة
الذين لا يؤمنون بغضب الله حين تنزف دمعة المظلوم قهراً
احذروه اذا لم ينتقم و وكّل امرهِ للجبّار المُنتقم
ان اعظم الكلام ما يدور سراً بينَ الرّب و عبده
الصمت لا يعني ضعفه بل فرصةً لمراجعة انفسكم
فأحذروا دعوته المبحوحة و قهره الفائض و غزارة دمعته.
أكتب تعليقك هتا