شاشة الدراما السودانية تنطلق ب (تأشيرة خروج) من جدة رغم الحروب والانقسامات ونطاق الصراع في السودان
(تأشيرة خروج) مسلسل اجتماعي سوداني، يعرض حاليا في شهر رمضان 2023 م له انتشار واسع في كل الدول العربية للمخرج صلاح النور وللكاتب د. حامد موسى والمنتج بكري مردس و مدير الإنتاج منذر عماد و مساعدة الإخراج الأستاذة الممثلة عرفة حسن و ضم أيضا الكوكبة الممثل القدير الطيب علي والممثل القدير محمد المجتبى والممثلة المتميزة سمره باجوري والممثلة الرائعة وفاء عبد العزيز و الممثل علاء الدين حسين و الشمباتي محمود و و الممثلة شهد على و الممثل مهند حجازي تم تصويرة داخل المملكة العربية السعودية تحديدا بمدينة جدة والذي يعرض على قناة سودانية 24 ومواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا اليوتيوب.
تدور أحداث المسلسل حول عائلة الحاج حمد المكونة من سبعة افراد وعائلة الحاج امين حيث تتبلور فيما بينهما العديد من الاحداث والتسلسلات متتالية على مدار حلقات عرض المسلسل تتناول موضوعات يعيشها يوميا المجتمعات العربية والغربية على التوازي وخاصه الاسرة العربية من الخليج الى المحيط، وعلى الرغم من توافر مقومات قد تنغص حياتنا الا ان المسلسل يعالج العديد من الاحداث التي تتناولها بيوتنا من اسرار ومؤثرات داخليه وخارجيه الى ان تنتهي بتوافر مقومات السعادة في حياة العائلتين و لكل منهم قصه و حكاية مختلفة و نهاية غير متوقعه مرورا لتلك الاحداث و متغيراتها النفسية و السيكولوجية و أيضا طبقا لأيدلوجية العمل الدرامي أيضا .
تعودنا على مدار الدراما العربية في محيط مجتمعاتنا ان نسلط الضوء على مسلسلات قد عرضت منذ بداية شهر رمضان و منها الذي يحمل العديد من الانتقادات شديدة و منها العديد من الإيجابيات و لكن التي كالعادة لا تكون ظاهره بشكل مباشر او ملموس لدى المشاهد او المتابع خلال طوال الشهر الكريم ، بعض الانتقادات تناولت مضمون هذه المسلسلات وعابت عليها المبالغة في عرض الجوانب المظلمة في المجتمع الشرقي ، وبعض الانتقادات تساءلت عن سبب التركيز على العنف والجريمة والمخدرات و هو الذي اصبح معتاد على مدار شهور رمضان السابقة ، تعودنا دائما على تناول معظم القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية هو التناول الموسمي المتكرر الذي لا يؤدي إلى حسم أي قضية التي تعود إلى السطح مرة أخرى ويتكرر نفس النقاش مرة أخرى دون أن ننتقل خطوة إلى الأمام في محتويات المسلسلات الدرامية العربية و خاصه في شهر رمضان المبارك من كل عام . وأخشى ما أخشاه أن يأتي رمضان القادم دون أن نحرك ساكناً ونعيد تناول الموضوعات بنفس المحتوى الا من رحم ربي.
اليوم اتحدث عن دراما فريدة من نوعها لها طابع خاص سواء على المستوى المحلي و الإقليمي و الدولي ، لا سيما و انه يتحدث عن حقيبة شامله تتضمن العديد من الملفات و اهم موضوعات الساعة التي نعيشها على مدار اليوم و على مدار الساعة تناول المسلسل احداث تعبر عن الخائنون الذين هم أشخاص تجردوا من الأمانة والصدق وامتلت قلوبهم بالغدر والكذب والظلم، فهم أسوأ شخصيات تمر علينا في حياتنا ولذلك علينا أن نختار جيدا الناس من حولنا، ونكون على حذر ممن نحبهم رسالات مباشرة يقدمها هذا العمل الدرامي المتميز و الفريد من نوعه سواء المحتوى او التصوير و الأهم فريق العمل الذي قد احسن التعبير و الأداء بشكل متميز و الذي بالفعل حمل على عاتقه رسالة مهمه لكل المجتمعات و خاضه البيت العربي من الاب و الام الى اصغر طفل داخلها مرورا بمن نصادفهم في مجتمعاتنا و في محيطنا و ، قد وجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى الاعتراف بالجميل وعدم نكرانه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أُعطي عطاء فوجد فلجزبه، ومن لم يجد فليثن فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلى بما لم يعطيه كان كلابس ثوبي زور".
ومن اهم ما تناول العمل الدرامي من خلال حلقاته من أصعب الصفات التي قد نصادفها في محيط حياتنا الاجتماعية وهي نكران الجميل أما أن يحسن الآخرون إلى أحدنا فلا يجدون إلا نكرانا فهذا دليل على خسه النفس وحقارتها؛ إذ النفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران، بل إنها على الدوام وفية معترفة لذوي الفضل بالفضل وكذلك تناول العمل الدرامي (تأشيرة خروج) الحسد الذي هو شعور عاطفي بتمني زوال قوة أو إنجاز أو ملك أو ميزة من شخص آخر والحصول عليها أو يكتفي الحاسد بالرغبة في زوالها من الآخرين.
وكان للدراما السودانية (تأشيرة خروج) وقفه عن صفة الحقد الذي يعد هو شعور إنساني تجاه شخص أو مجموعة لسبب معين يدفع صاحبه إلى الرغبة في الانتقام حيث ينتج الحقد من عدم القدرة على الانتقام أو تفشل النفس في الدفاع عن نفسها مما يحفزها على الانتقام والذي يصبح أسلوبًا في حفظ الكراهية ورغبة الانتقام حتى فترة طويلة ورغم تغير الظروف وتغير الأحداث فينمو في النفس كالحياة في الروح.
و ختم ( تأشيرة خروج ) تلك الدراما السودانية التي كانت تجربه فريدة من نوعها التي يستوجب على المجتمعات المدنية و بما فيها من المؤسسات الإعلامية و الفنية و الثقافية تقديره و تكريم مخرج العمل مرورا بالمنتج و الكاتب و فريق العمل القائمين على تجسيد تلك الدراما و التي حملوا على عاتقهم و في اعناقهم رسالة لكل اسرة عربية اذا أردت أن تعيش حياة مليئة بالفرح والرضى فما عليك الا أن تجعل التفاؤل والسعادة منهج وهدف تسير عليه، فبالتفاؤل تتحقق السعادة، وبالسعادة يتحقق الرضى و انه لابد من التجربة و المخالطة بالمجتمع لكن بحذر في وسط ما يحيطنا اليوم من جرائم و حروب و تضخم اقتصادي و لكن أيضا تعلمنا من هذا العمل الدرامي ان الدنيا بعدها بخير اذا لابد ان نسعد و نفرح و نتفاءل و الابتعاد عن السلبيات و ان نحول حياتنا الى إيجابيات باستمرار .
الجدير بالذكر ان هذا العمل الدرامي السوداني ضم نخبه وكوكبه متميزة بالفعل ابتداء من كاتب العمل أ. الكاتب حامد موسى الذي كان له من اهم الإصدارات رحلة نملة ورقصة الجنازير والمخرج صلاح النور قدم العديد من الرسالة الإخراجية من خلال العديد من أنواع البرامج التلفزيونية بالفضائية السودانية والذي من خلال اجندته لها بصمه متميزة في الإخراج تحمل معاني تطور الإخراج بشكل مستمر فن وجمال وإبداع وثقافة باستمرار حيث تقدم دائما بشكل مختلف و كان داخل مطبخ العمل مساعدة الإخراج الأستاذة عرفه حسن التي كانت لها أيضا بصمه مميزه في العمل الدرامي .
بالإضافة الى الممثل القدير محمد المجتبى الذي يعد تاريخ للفن السوداني ابتداء من الدراما وصولا الى المسرح و الذي كان له لمسه فريدة و بصمه بين رواد العمل الفني و الإعلامي على حدا سواء من خلال اعماله الدرامية و الفنية على مدار السنوات السابقة ، و الفنانة المتميزة التي اطلقت عليها وردة النيل (سمره باجوري) و التي تعد التجربة الثانية لها بعد فيلم العودة و التي جسدت شخصيه البنت السودانية التي قررت الهجرة و العمل في الخارج و تحديدا أمريكا و التي بدأت تحديات تلك المرحلة ، دور قد جسدته بامتياز خاصه مشهد مغادرتها و توديعها والدها الذي كان له تأثير معنوي و نفسي على كل المشاهدين خاصه و دور الاب الذي ينصح ابنته من عيوب الغربة و يحرص عليها ان تضع السودان في وسط اعينها كونها هي الام و اليوم تعلب دور (دكتوره مودة) طبيبه و تصطدم بمواقف خطيبها الدكتور حسن التي ترفض السفر و الغربة و تمسكها بالعيش في الداخل و التي استقر الامر الى تخيرها بين الغربة و السفر او انهاء العلاقة و ضم أيضا العمل الفني الفنان علاء الدين حسين ، الشمباتي محمود ، شهد على ، و مهند حجازي
كان ( تأشيرة خروج ) طابع دولي أيضا حيث الاندماج المشترك السعودي والسوداني من خلال الفن تحديدا حيث انه تم تصوير المسلسل بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية و يعد العمل الدرامي هذا هو الأول الفريد من نوعه من حيث النخبة من فريق العمل ذات هويه سودانية بواقع سعودي و هنا و هديا لما تقدم ذكره سالف البيان لابد ان ندرك مدى اهميه العلاقات السعودية و السودانية انها لم و لن تقتصر على العمل الدرامي و الفني بل كان لها نموذج يحتذى به فأن العلاقات العامة الدولية في وزارة الخارجية السودانية ومؤسسات الاتصال الدولي تهتم بالاتفاقيات في المجالات المختلفة أكثر من غيرها من أنماط العلاقات وأسهمت في بناء الصورة الذهنية الجيدة عن السودان لدى المملكة العربية السعودية ، و ان العلاقات لها دور مهم في زيادة الاستثمارات بين السودان والمملكة العربية السعودية من خلال الدبلوماسية الشعبية التي عمقت العلاقات الدولية و جسرت التواصل الاجتماعي بين البلدين عبر الجالية السودانية المقيمة بالمملكة العربية السعودية ، كما أن تجربة العلاقات السودانية السعودية تجربة قابلة للتطوير كي تصبح نموذجا لتطبيقات العلاقات العامة الدولية في السياسة الخارجية ، كذلك أهمها إنشاء وتفعيل روابط الصداقة والأخوة السودانية السعودية التي تهتم بإقامة البرامج الاجتماعية والثقافية والرياضية وذلك بتكوين الفرق الرياضية ، وإقامة المباريات المشتركة باعتبار أن الرياضة تدعم أواصر الصداقة والتلاقح بين الشعوب وتعد وسيلة من وسائل العلاقات الدولية ، مع ضرورة استخدام وسائل العلاقات الدولية من قبل وزارة الخارجية السودانية ومؤسسات الاتصال الدولي في رفع الوعي للمغتربين السودانيين في المملكة العربية السعودية وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم ، وذلك من خلال الندوات والمحاضرات والأفلام التعليمية و العمل على ضرورة اهتمام وزارة الخارجية والسفارة والقنصلية السودانية في المملكة العربية السعودية بتزويد أبناء السودانيين بكل ما يهم السودان وتعريفهم بالثقافة السودانية التي تحثُ على القيم والأخلاق الفاضلة و السعي على تشجيع الاستثمار بين البلدين وتهيئة البنية التحتية في السودان لجذب المستثمرين السعوديين والترويج للمشروعات الاستثمارية باستخدام وسائل العلاقات العامة الدولية ووضع سياسات واضحة تجاه جودة الصادر وتأهيل العمالة ، ومن خلال هذا العمل الفني الدرامي من الممكن ان نقيم مدى العلاقة التي تحققت بين جمهورية السودان والمملكة العربية السعودية
أكتب تعليقك هتا