قيل: أَضافه إلى المُسَنَّاة أَو السُّدِّ، وقيل: إلى الفأرِ الذي بَثَق السِّكْرَ عليهم.قـــــال الأَزهري: وهو الذي يقال له الخُلْد، وله حَدِيثٌ، وقيل: العَرِمُ اسم وادٍ، وقيل: العَرِمُ المطر الشديد، وكان قومُ سَبأَ في نِعْمةٍ ونَعْمَةٍ وجِنانٍ كثيـــرة، وكانت المرأَة منهم تَخْرُجُ وعلى رأسهــــــا الزَّبيلُ فتَعْتَمِلُ بيديهـــــا وتسير بين ظَهْرانَي الشَّجَر المُثْمِر فيَسْقُط في زَبيلِها ما تحتاج إِليه من ثمار الشجر، فلم يَشْكُروا نِعْمَــــة الله فبَعَثَ اللهُ عليهم جُرَذاً، وكان لهم سِكْرٌ فيه أَبوابٌ يَفْتَحون ما يَحْتاجُونَ إِليه من الماء فثَقَبـــه ذلك الجُرَذُ حتى بَثَقَ عليهم السِّكر فغَرَّقَ جِنانَهم.
والعَرِيمُ: الدَّاهِيَـــــةُ.وقال الأَزهري: العُرْمانُ الأَكَــــرَةُ، واحدُهم أَعْرَمُ، وفي كتابِ أَقوالِ شَنُوأَةَ: ما كان لهم من مُلْكٍ وعُرْمانٍ؛ العُرْمانُ: المَزارِعُ، وقيل: الأَكَــرَةُ، الواحدُ أَعْرَمُ، وقيل عَرِيمٌ؛ قال الأَزهري: ونُونُ العُرْمانِ والعَرامينِ ليست بأَصلية. يقـــال: رجل أَعْرَمُ ورجال عُرْمانٌ ثم عَرامينُ جمعُ الجمع، قال: وسمعت العرب تقــــــول لجمع القِعْدانِ من الإِبل القَعادِينُ، والقِعْدانُ جمعُ القَعودِ، والقَعادينُ نظيرُ العَرامِينِ.وقال ابن فارس في المقاييس :
------------------------------- هامش :
(*)-هذا المثل (بلغ السيل الزبى) هو من الأمثال العربية القديمة التي تقال في الأوقات التي تصل فيها الأمور إلى حد لا يمكن السكوت عليه، فينفذ حينها الصبر؛ لأنّه قد كان من غير المتصور أو المتوقع أن تصل الأمور إلى ذلك الحد، فإذا حدث ووصلت إلى ذلك الحد، ففي هذه الحالة تكون قد فاقت التوقّعات والحسابات، فلا يحتمل الصّبر حينها، ولا يمكن السكوت عليها. إنّ معنى (الزُّبَى) كما يقول صاحب لسان العرب: « جمع زُبْيَة، وهي الرابية لا يعلوها الماء » [لسان العرب / باب الواو والياء من المعتل، فصل الزاي]، والرابية: هي كل ما ارتفع عن الأرض. [راجع: لسان العرب]، وقيل أيضًا في معناها: أنها حفرة تحفر للأسد بقصد اصطياده، ولا تحفر إلا في مكانٍ عالٍ من الأرض؛ حتى لا يبلغها السيل. [راجع: لسان العرب]. ويقول صاحب مَجْمَع الأمثال في شرحه لمعنى (بلغ السيل الزبى): « هي جمع زُبْيَة، وهي حُفرةٌ تُحْفر للأسد إذا أرادوا صيده، وأصلها الرابية لا يعلوها الماء، فإذا بلغها السيل كان جارفًا مجحفًا. يضرب لمن جاوز الحد. » [مجمع الأمثال، ص91]. ويقال أن القصة التي تقف وراء هذا المثل هي أن رجلًا كان يعمل في صيد الأسود قام بحفر زبية عميقة على إحدى الروابي، ثم قام بتغطيتها بالأغصان والأعواد ووضع الطُّعْم الذي سيخدع به الأسد ويجذبه إلى تلك الزبية، فيسهل عليه اصطياده، ولكن كما يقال: تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث أنه في ذلك اليوم أمطرت السماء مطرًا غزيرًا وسالت السيول حتى وصلت تلك الرابية وطمرت الزبية التي أعدها ذلك الصياد لاصطياد الأسد، فأفسدت عليه الصيد، فقالحينها هذا المثل: (بلغ السيل الزبى) .
أكتب تعليقك هتا