اللذينَ لا يحبون ان يبصروا رونق نجاحاتناو تعمي أعينهم لمعة تألقنا في شتى مجالات حياتنا
نجدهم يكرهوننا بشدة و يعتبروننا أعداء وخصوم لُهم بلا سبب
و يتمنون فشلنا الذريع و سقوطنا من اعلى القِمَم
و هذا الغيظ قد يدفعهم الى ان يتمنون لنا ايضا إعاقة تفوقية مدى العُمر
حتى ينشفي غليل الحسد الذي كبّل حُسن نواياهم تجاه الأخرين
و حاصرهم في دوامة الغيرة و ظلامها.
ان كُل شخص على هذهِ الأرض الطيبة
يجب ان يكون مشروع مفيد لنفسهِ و للبشرية و المجتمع
لا بُدَّ انهُ يتطلّع للأفضل ليكون كوكباً مُشعاً لا نجماً مضيء مع آلاف النجمات فحسب
و ذلك لا يمنعهُ من ان يتنافس مع الناجحين في حلبة التميز
و لكن بشرط دون ان تنقلب تلك الساحة الى مصارعة حُرّه
او محاولة لجريمة دامية او يقوم بعملية سطو مسلّح
و يتسلق على اسوارهم ليرميهم بالحِجارة و الأشواك
حتى يعيق استمرارية هممهم نحو الأرتقاء
كُل شخص لهُ حقّ ان يكون مُنافساً شريفاً بكل ماتحمله المعنى من طهارة
و مثالاً مُبجلاً يستحقّ ان يحتذي به في عالم البراعة و النضال من اجل نيل الفلاح.
لكن الإنسان التعيس الغير راضٍ عن حياتهِ و انجازاتهِ و سلوكه المجتمعي
يشعرُ دائِماً بالنقص و السلبية و التقصير و التهميش
و بدلاً من ان يلتفت لنفسهِ حتى يعّمرها يرتكب حماقات تهدم عزمه و تدمر ذاته
تجدهُ يتلصص على خطوات الناجحين و اخبارهم و يحاول ان يقلّدهم حتى في أدق تفاصيلهم
فيصبحون شغلهِ الشاغل طوال الوقت.
فينسى نفسه و ينشغل تفكيره بتفوقهم و انجازاتهم السامية و يضيع جهده هباءً في صراعاتهِ ضدّهم
و كذلك غالباً ما تراه يحارب المُكافحين و السعداء
ليهبط بمعنوياتهم في حضيض التعاسة و الفشل
و للنميمة ايضا نصيب عظيم يستخدمها الخائب في قتاله ضد تشويه سمعتهم
حيث اصبحت الثرثرة في عصرنا الحالي ذخيرة المُدقعين
و مهنة لمن لا مهنةَ لهُ .
لا اعلم متى سنعمر أنفسنا و نقاتل عدوّنا الجهل و الجهلاء
متى ستصبحُ أمتنا تكرهُ الفشل و تعتبرهُ عيبٌ وعارٌ فتُحاربه؟
متى تتوقف الأُمم عن محاربة الإنسان الناجح ، متى سنرتقي ؟
متى سندعم الناجحين بضمير حيّ من اجل مجتمعاتنا لا من أجل التقليد الأعمى وسرقة جهود غيرنا ، متى ؟
لاتيأس إذا كانت التيار عكسك،
و اذا اعتبرك أحدهم عدواً لدوداً لهُ
سيشتمك ، سيتحدث بسوء عنك ، سيلوث سيرتك
لكن و بكل جرأة سيحدث ذلك من "خلفك"
كثرة الأحاديث الملوثة بفضاعة لمجرد تقبيح سيرتك
تعتبر اكثر الأسلحة انحطاطاً يعبّر فيها الإنسان التعيس
عن كرهه لذاته و الآخرين وانتقامه لنفسهِ من نفسه
هؤلاء الضعفاء شخصياً و ذاتياً مساكين يُشفق عليهم
انهُم مهزومين امامك و مُفلسين
جيوبهم المعنوية خالية تملؤها أصفار الخيبات
و جبناء لا يملكون من الشجاعة ذرّة حتى يواجهونك بها
تأكد بأنهم لم و لَن يعثروا على سلم لصعدوا عليهِ حتى يصلون إليك
فأترك عقلِكَ و أرح قلبك لتستجيب لكل الظروف الإيجابية من حولكَ
شدّ عزمك و تسلّح بعلمِكَ و هدوئك و ثقافتك و حنكة خططك
كُن إنسان ثريّ الأخلاق و يطمحُ للكمال والكمال لله وحده سبحانه و تعالى
و سخّر طاقتك في تحريك الطاقات الإجتماعية من حولِكَ
بأنسانيتك ، بذبذبات روحك و بهجتها
لتكُن وهجهاً لا ينطفئ في وجه الحاقدون
و تنتصر ذاتك و حياتك بأزدهارها و اجتيازها كُل المِحَن
و بذلك ستثبت للعالم بأن
إذا كان في قلب الناجح همّ التألق و في روح الفاشل همّ الناجح سيبقى الفاشلون في حرب خاسرة الى الأبد...
أكتب تعليقك هتا