الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا
شَهْـرُ التَّرَاويْـحِ يَا بُشْرَى بِطَلْعَتِهِ ** فَالْكَوْنُ مِنْ طَرَبٍ قَدْ ضَّاعَ بِـالنَّشْرِ
كَـمَ رَاكِـعٍ بِخُشُوْعٍ للإِ لَهِ وَكَمْ ** مِنْ سَاجِـدٍ وَدُمُـوْع العَيْنِ كَالنَّهْرِ
فَاسْتَقْبِلُوا شَهْرَكُمْ يَاقَوْمُ وَاسْتَبِقُوا ** إِلَى السَّعَـادَةِ وَالْخَـيْرَاتِ لاَ الوِزْرِ
إِحْيُوا لَيَالِيهِ بِالأَذْكَـارِ وَاغْتَنِمُـوا ** فَلَيْلَةُ الْقَـدْرِ خَـيْرٌ فِيهِ مِـنْ دَهْـرِ
فِيْهَا تَـنَـزَّلُ أَمْـلاَكُ السَّمَاءِ إِلَى ** فَجْرِ النَّهَارِ وَهَـذِيْ فُرْصَـةُ الْعُمْـرِ
وله أيضـــــــــــــــــــا :
سَلامٌ عَلَـى شَهْرِنَـا الْمُنْتَظَـرْ ** حَبِيْبِ الْقُلُوْبِ سَمِيْرِ السَّهَـرْ
سَلامٌ عَلَـى لَيْلِـهِ مُـذْ بَـدَا ** مُحَيَّاهُ يَزْهُوْ كَضَـوْءِ الْقَمَـرْ
فَأَهْلا وَسَهْلا بِشَهْـرِ الصِّيَـامِ ** وَشَهْرِ التَّرَاوِيْحِ شَهْـرِ الْعِبَـرْ
فَكَمْ مُخْلِـصٍ رَاكِـعٍ سَاِجِـدٍ ** دَعَا اللهَ حِيْنَ ارْعَوَى وَادَّكَـرْ
وَكَمْ خَاشِعٍ فِي اللَّيَالِي الْمِـلاحِ ** بِدَمْعٍ غَزِيْرٍ يُضَاهِـي الْمَطَـرْ
والشاعر "السيد الصديق حافظ" في قصيدته: "ربيع الروح"، (( نشرتْ في مجلة الفيصل، العدد 118))، تتَهَلَّل روحُه لقدوم شهر رمضان بشرًا، ويدعو نفسه المتمَثِّلة في صديقه إلى أن يغتنمه بالطاعة والصلاح، ويذكِّرنا بنعيم الآخرة:
فَإِذَا أَتَيْتَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ زَائِــــــــــرٍ ===لِلأَرْضِ هَلَّلَتِ الرُّبَـــــا وَالدُّورُ
وَاسْتَنْفَرَتْ سُحُبُ اليَقِينِ هَطُولَهَا=== وَانْسَابَ مَوْجٌ مِنْهُ يُورِقُ بُورُ
وَسَما بِنَا وَرَعُ النَّهَارِ سَمَا بِنَــــا=== فِي لَيْلِنَــــــا التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ
يَا أَيُّهَا الشَّهْرُ الجَلِيلُ حَمَلْتَنـــــَا ===حَمْلاً لِوَادٍ فِيهِ يُشْرِقُ نُــــــورُ
قُلْتُ وَالنَّاسُ يَرْقُبُونَ هِلالاً ===يُشْبِهُ الصَّبَّ مِنْ نَحَافَةِ جِسْمِهْ
مَنْ يَكُنْ صَائِمًا فَذَا رَمَضَانٌ خَطَّ===ـط بِالنُّورِ لِلوَرَى أَوَّلَ اسْمِهْ
ويشيد صديقنا المكرّم الشاعر السوري النصراني المحب للاسلام "جاك صبري شماس" بفَضائل هذا الشهر، فيقول في قصيدته: "أكرم الشهور"، ( وقد نشِرَتْ في مجلة الوعي الإسلامي الكويتية \\ العدد 409) :
وهكذا لم يمر الشهر الفضيل في خيال الشعراء مرورا عابرا ، بل احتفوا بقدوم هلاله ووداعه وما فيه من رموز وشعائر خاصة ،وثبوت صيامه وبيان معانيه الرائعة والتزام الناس آدابه وسننه وما أمر الله تعالى به ، فكان حقا زينة الاشهر كلها وواسطة عقدها ، بل كان السلف الصالح يمضون ستة الأشهر التي قبل رمضان وهم يدعون الله تعالى : " اللهم بلِّـغْنــا رمضان " ، فاذا ما صاموه مع ست من شوال أمضوا ستة الاشهر التالية وهم يدعون ربّهم : " اللهم تقبَّـلْ من الصيام والقيام واعتقنا من النار " وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
أكتب تعليقك هتا