أخصائية التغذية والتجميل: إيمان أنوار التازي - المغرب
و ينتج مرض السمنة عن زيادة تراكم الدهون بسبب تناول كميات كبيرة من الأكل تفوق حاجات الجسم , مع القيام بمجهود أقل من اللازم لاستهلاك الطاقة الزائدة الموجودة في الطعام, فيُخزَن الفائض على شكل دهون سواء معممة على كامل الجسم ,أو مركزة في مناطق معينة خاصة على مستوى البطن و الأوراك . و ما يزيد من خطورة المرض أنه نقطة بداية العديد من الأمراض العضوية, كالضغط المرتفع ,و التهاب المفاصل, و النقرس ,و السكري وتصلب الشرايين, و ضعف القلب , و غيرها...
هذا الداء لا يستدعي تشخيصا طبيا ,فهو ظاهر وواضح ,يكفي وقوفك أمام المرآة و النظر إليها لتعرف أن عدم سيطرتك على شهوة البطن جعلت جسمك من ضحاياها . و صحيح أن الوراثة و الغدد قد تتسبب في زيادة الوزن لكن في نطاق محدود , لكن من الراجح أن يكون سببه الرئيسي هو الافراط في الطعام و زيادته عن الحد اللازم ,و عموما فمشكل البدانة يتوقف على نظام التغذية ,و ترف المعيشة ,وقلة الحركة, و الإفراط في النوم ,و إذا كان يؤثر سلبا على صحة الجسم و يصيبه بالتعب لأقل مجهود, فإن الصوم هو الوسيلة الناجحة لتخليصه من أخطاره.
إن الجسم البشري ليس مجرد مستودع للغذاء, بل هو مجموعة متزنة و متوافقة من المواد و العمليات الكيميائية ,التي من شأنها التعرض للخلل نتيجة نقص في المواد الغذائية لكن كذلك نتيجة زيادتها . و يعتبر الصوم من الناحية الصحية و سيلة لتخليص الجسم من الوزن الزائد, إذا اعتمد الجسم أتناء صيامه على استعمال مدخراته المكتنزة , حيث يستغل الوقت المخصص للهضم في عمية التنظيف و التطهير و تنقية الدم, في الوقت الذي لا يكون فيه عمل هضمي ,مما يسمح للصائم بأن يتغدى بدم نقي, و يتخلص من السموم التي تثقله .وإذا أتقن الصائم استهلاكه للأكل , يعيش على حساب المواد المتراكمة في جسمه ,و بالتالي ينفق من مخزونه ,و يتخلص من الزوائد بما في ذلك الدهون المتراكمة و الطاقة الزائدة ,مما يساعده على التخلص من الوزن الزائد بسهولة و بدون جهد أو حرمان.
و للاستفادة من الصوم في عملية انقاص الوزن ,ينبغي أن تكون وجبة الفطور متوازنة و صحية على مرحلتين ,مرحلة قبل صلاة المغرب و التي يتناول فيها الصائم بعض التمر مع القليل من الماء ,مما يعطي دفعة قوية من الطاقة و يساعد الصائم على الشبع ,ثم مرحلة بعد الصلاة ,و التي يتناول فيها الصائم طبق السلطة, و الشوربة ,و الطبق الرئيسي, شرط أن يتم طهيه بطريقة صحية مع التقليل من الملح و استعمال بعض البهارات المفيدة كالقرفة و الكركم ,و تجنب المقليات و الحلويات الرمضانية و السكريات و الدهون , والتركيز على الخضروات .
و لا بد من الحرص على تناول وجبة السحور لأنها عامل مساعد على الاستقلاب , أما بين الوجبتين (أي الفترة الممتدة بين الفطور و السحور) فيمكن أخد فاكهة ,أو عصير طبيعي, أو قطعة حلوى محضرة بطريقة صحية ,و على الراغب في إنقاص وزنه عدم إهمال الرياضة, و عدم تفويت صلاة التراويح باعتبارها رياضة جيدة للصائم ,كونها تساعد على حرق الطاقة بعد تناول وجبة الفطور. .
أكتب تعليقك هتا