بقلم العميد/ محمد يوسف الحلو - فلسطين
فصل الربيع تزهر به الأزهار وتخضر فيه الأرض في كل العالم إلا في الأراضي الفلسطينية التي تنبت الأرض مشاعل للحرية وشقائق النعمان من أرواح ودماء عشرات الألاف من شهداء الحرية فهم من خير الرجال و من اعز الرجال الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل تحرير كل فلسطين التاريخية من البحر الى النهر وتكون عاصمتها القدس موحدة ومينائها حيفا عروس الشرق ولذلك عانى الشعب الفلسطيني ومازال يُعاني من احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين واستعمالا سياسة الترانسفير الترحيل الجماعي للشعب الفلسطيني و سياسة التطهير العرقي بارتكابه مجازر عدة قبل عام ال48 وبعد إعلان قيام الكيان الصهيوني العنصري و ارتكابه عشرات مجازر لا بل مئات المجازر في الشتات والضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطينيو ال 48 الذين عانوا ومازالوا يعانون من ذلك ومن ضمنها مجزرة يوم الأرض الذي يصادف 1976/3/30م المجزرة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني عرب ال48 او فلسطينيو ال٤٨ ولذلك يُطلق على الشعب الفلسطيني شعب الشهداء الذي قدم عشرات الآلاف من الشهداء والعالم صامت لم يُحرك ساكناً بل جعل الكيان الصهيوني المسخ فوق القانون؛ يرتكب المجازر دون حساب او عقاب رادع ويجب تقديم قادته السياسيين والعسكرين الى محكمة الجنايات الدواية كمجرمين حرب لارتكابهم مجازر ضد الشعب الفلسطيني الأعزل إلا من أيمانه بحتمية النصر فان الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت وهذا ما أقتنع به أسودنا الأبطال في جنين و نابلس وباقي محافظات الضفة كيف يهرب جيش الكيان الصهيوني وقطعان مستوطنيه أمام ضربات الأسود الثائرة.
لنبدا نكتب ونحكي عن مجزرة يوم الأرض
ففي سنوات الستينيات وأوائل السبعينيات كان فلسطينيو ال ٤٨ لا يستطيعون الخروج من قُراهم وبلداتهم ومُدنهم إلا بتصريح من الحاكم العسكري الصهيوني ولم يكن لهم أي حقوق تُذكر وكان الوعي القومي والوطني يزداد يوماً بعد يوم حتى صادف 30-3-1976م وكانت الانتفاضة ضد الكيان الصهيوني الذي أراد أن يسرق أرضهم لبناء مُدن صهيونية عليها واستشهد 6 شهداء وعشرات الجرحى عام 1976م من خيرة أبناء شعبنا فلسطينيو ال48.
تمسك شعبنا فلسطينيو ال 48 في أرضه وهويته الفلسطينية وبدأ عمله في العمل النقابي ليُدافع عن الحياة اليومية والتصدي للتفرقة العنصرية في المعاملة فكان ذلك عبر أحزاب يسارية إسرائيلية مثل الحزب الشيوعي والنقابات العُمالية ( الهستدروت ) ومن ثم شكل أحزاب عربية تُدافع عن حقوقه ودخلت انتخابات الكنيست الإسرائيلي وحصل على خمس مقاعد وفي الانتخابات المتتالية حصل على عدد اكبر وفي الانتخابات ال 23 حصل تحالف القائمة العربية المشتركة برئاسة أيمن عودة خمسة عشر مقعدا (15) وهذا ناتج عن الوعي عند أهلنا فلسطينيو ال 48 ومن المفروض جميع أهلنا فلسطينيو ال 48 الذي تعدادهم اكثر من ربع الكيان الصهيوني ( اكثر من اثنين مليون 2000000 من فلسطينيو ال48 ) أن ينتخبوا القائمة العربية المُشتركة لأنها تُمثل الحركة الوطنية عند فلسطينيو ال 48 ونزولهم بقائمة موحدة ويجب أن لا يُشتتوا الأصوات من خلال نزولهم مُفرقين كما حصل في الانتخابات الأخيرة و إعطاء الأحزاب الصهيونية مثل حزب الليكود اليمبني أصواتهم وأحزاب أخرى مليون مستوطن انجحوا 14 عضو كنيست من غلات المستوطنين المتطرفين ونتج عنها تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو الأكثر تطرفا في الكيان الصهيوني التي قضت على حلم حل الدولتين ان تكون مساحة الدولة الفلسطينية على 22% من فلسطين التاريخية على أراضي ال 67 من الحدود الأردنية و أن تكون عاصمتها القدس الشريف.
من المفروض أن يحصلوا (القائمة العربية لو نزلت موحدة وتكون نسبة الانتخاب على 100% كان حصلوا على أكثر من 25 مقعد كنيست وتكون بذلك القائمة العربية اكبر حزب في المعارضة ) لانهم يشكلون اكثر من ربع الكيان الصهيوني ولكن لنزولهم متفرقين وذلك بسبب موقف الإخوان المسلمين في الجنوب ( النقب منصور عباس ) الذين دعموا نتنياهو وحزب الليكود و الذي شكل الحكومة الأكثر تطرف قي الكيان الصهيوني.
من أسباب الهجرة عام ال48
- عدم الوعي عند الشعب الفلسطيني
- تآمر الانظمة العربية العميلة من قِبل الحكومات العربية المتحالفة مع القوى الإستعمارية
- سحب الجيوش العربية التي وصلت إلى اسدود مثل الجيش المصري من الجنوب والجيش العراقي و الأردني من الجهة الشرقية التي كانت على مشارف تل أبيب ودخول الجيش السوري إلى المناطق الشمالية في فلسطين
- إرتكاب المجازر في بعض القرى العربية من العصابات الصهيونية ( الهجناة ).
عند سحب الجيوش العربية إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة والشتات خرج الأهالي من المدن والبلدات والقرى مع هذه الجيوش تحت ذريعة أن هذه الجيوش سوف ترجع ويرجع معها الأهالي ولذلك ترك الأهالي بيوتهم بكامل موادهم التموينية وقامت الحركة الصهيونية باستقطاب اليهود من جميع دول العالم وإسكانهم في البيوت العربية في المدن والبلدات والقرى المهجرة.
قامت المؤسسة الامنية في الكيان الصهيوني بمصادرة والإستيلاء على مليون دونم من المدن والبلدات والقرى الفلسطينية المهجرة أهلها عام 1948م وبناء مدن صهيونية عليها وتكون هذه المدن بين المدن الفلسطينية.
في أعقاب قرار المصادرة إجتمعت لجنة الدفاع عن الأراضي برئاسة القس " شحات شحاته " مع رؤساء السلطات المحلية العربية لبحث أخر تطورات وسُبل التصدي لعملية المصادرة وإتفقوا على إعلان إضراب عام وشامل لمدة يوم واحد 1976/3/30م
( العصيان المدني ) المقرر في 1976/3/30م وأنطلقت مساء 1976/3/29م
- أول مظاهرة في قرية دير حنا وإتخذ رابين وبيرس قرارا هاما بإدخال جنود جيش الإحتلال الإسرائيلي لقمع المظاهرات وكسر الإضراب بعد أن فرضت الحكومة الصهيونية منع التجول في المنطقة وإقتحم الجنود قرية دير حنا وقمعوا المظاهرة بالقوة وأصيب العشرات برصاص الكيان الصهيوني بعد قمع مظاهرة دير حنا إنطلقت مظاهرة مسائية أُخرى في قرية عرابة المجاورة وتدخلت قوات أكبر من جيش الإحتلال لقمعها واستخدموا الرصاص الحي بجانب الغاز المسيل للدموع وإستشهد الشاب( خير أحمد ياسين )من قرية عرابة وكان أول شهيد في يوم الأرض.
- وفي صباح ال30 من أذار ورغم حظر التجول بعد أن انتشر نبأ إستشهاد خير ياسين إنطلقت في معظم البلدات العربية مظاهرات غاضبة كانت أضخمها في مدينة سخنين التي إستشهد فيها ثلاثة من شهداء يوم الأرض برصاص جنود الاحتلال وهم ( خديجة قاسم- شواهنه رجا - حسين أبو ريا - خضر عيد - محمود خلايلة )
- في مدينة كفر كنا خرجت مظاهرات غاضبة وتدخل الجيش لقمعها وإستشهد فيها ( محسن حسن طه ) الذي أصيب في الرأس.
- وفي مدينة الطيبة وأثناء التحضير للمظاهرة قبل إنطلاقها إقتحم جنود الإحتلال المدينة وقاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي على الجمبع وبشكل عشوائي وإستشهد ( رأفت علي الإزهيري ) وهو من سكان مخيم نور شمس من مدينة طول كرم كان قد أُصيب برصاصة غادرة بالرأس
وأصبح تقليدا من كل عام بتاريخ 30 آذار إحياء ذكرى للشهداء الذين رووا بدمائهم الذكية تراب أرض فلسطين في ال48 خرجت المظاهرات وعم الإضراب العام في جميع فلسطين من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وأرض فلسطين ال48 وهذا العام 2023 يكون الذكرى ال47 ليوم الأرض.
يجب العمل عبر المؤسسات الدولية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمؤسسات الحقوقية وتنشيط العمل الدبلوماسي والتأكيد على
- التأكيد أن حق العودة وتقرير المصير حق مشروع للشعب الفلسطيني المهجر من أرضه عام 1948م
- فك ورفع الحصار والعقوبات عن قطاع غزة المنهك من الحصار أكثر من من ستة عشر عام
- على الشعب الفلسطيني أن يرفع العلم الفلسطيني فقط ولا تكون أي راية لأي حزب أو تنظيم في اي مناسبة وطنية
- المطالبة بإنهاء الانقسام البغيض بعقد مجلس وطني توحيدي وأن نعلن فيه إهداء للشعب الفلسطيني قيام الوحدة الوطنية بشكل عملي وأن نتجاوز المصالح الحزبية و الفئوية الضيقة للتنظيمات ويجب رجوع قطاع غزة للشرعية الفلسطينية
- تشكيل حكومة انقاذ وطني من الأمناء العامون لجميع التنظيمات بما فيها حماس والجهاد الإسلامي لمتابعة الحياة اليومية للشعب الفلسطيني والاشراف على الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني لإنهاء الانقسام البغيض والتصدي للتحالف الصهيوامريكي وعملاء التطبيع.
- وبعد رجوع غزة للشرعية الفلسطينية يجب دخول حماس والجهاد الإسلامي في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
- يجب انهاء العقوبات والحصار جميعاً عن غزة وخصوصاً التقاعد القسري الظالم الذي طال ما يقارب 18000 من صف الضباط والضباط فهذا جيش كامل شُرد مع عائلاتهم
رحم الله الشهداء الأبرار والشفاء العاجل إن شاء الله للجرحى والمصابين والحرية لأسرانا البواسل.
- عاش نضال شعبنا الفلسطيني العظيم
- عاشت منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني
- عاشت فلسطين واحدة موحدة وعاصمتها القدس الشريف
أكتب تعليقك هتا