وكالة البيارق الإعلامية
وهو كامل المنطقة المحاطة بالسور واسم لكل ما هو داخل سور المسجد الأقصى الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة المسورة.
تبلغ مساحته قرابة 144000 متر مربع، ويشمل قبة الصخرة والمسجد القِبْلي والمصلى المرواني ومصلى باب الرحمة، وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم. ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تُسمى «هضبة موريا»، وتعد الصخرة أعلى نقطة فيه، وتقع في قلبه.
وكثرت في الأونة الأخيرة أقاويل المرجفين في الأرض ،وظهرت بشكل جلي أحقادهم على الدين الإسلامي ،ووصلت حد التشكيك بوجود المسجد الأقصى في بيت المقدس بفلسطين المحتلة.
وللرد على هؤلاء نجيبهم بالتالي:
أولا :
ثانيا :
أول مسجد بني على وجه الأرض لعبادة الله تعالى وحده هو المسجد الحرام ، كما قال تعالى : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) آل عمران/96 ، قال علي رضي الله عنه : كانت البيوت قبله، ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله تعالى . " تفسير ابن كثير ".
وقد أخبرنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما رواه البخاري ، ومسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه ، قَالَ : " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ : أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ ؟ قَالَ : ( الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ) ، قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : ( الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى ) قُلْتُ : كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ : ( أَرْبَعُونَ سَنَةً ) " .
" الظاهر أن إبراهيم لما مر ببلاد الشام ، ووعده الله أن يورث تلك الأرض نسله ، عيَّن الله له الموضع الذي سيكون به أكبر مسجد تبنيه ذريته ، فأقام هنالك مسجدا صغيرا ، شكرا لله تعالى ، وجعله على الصخرة المجعولة مذبحا للقربان . وهي الصخرة التي بنى سليمان عليها المسجد ، فلما كان أهل ذلك البلد يومئذ مشركين دثر ذلك البناء ، حتى هدى الله سليمان إلى إقامة المسجد الأقصى عليه . وهذا من العلم الذي أهملته كتب اليهود " ..
"وَعِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ : أَنَّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ هُوَ الَّذِي أَسَّسَ الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى ، وَهُوَ مَسْجِدُ إِيلِيَا، وَهُوَ مَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ شَرَّفَهُ اللَّهُ .
وغني عن البيان أن يقال : إن هذا المسجد (المسجد الأقصى) لم يُبْنَ على أنه معبد خاص باليهود ، بل بُنِيَ مسجدا للمؤمنين الموحدين ، يعبدون الله تعالى فيه .
فالمؤمنون أتباع الأنبياء في كل عصر : هم الأحق بهذا المسجد ، حتى انتهت الرسالة إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، خاتم الأنبياء والمرسلين ، فصار هو الأحق بهذا المسجد ، لأنه لا يصح إيمان أحد ، ولا يعتد به ، بعد بعثته صلى الله عليه وسلم ، إلا إذا آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ، نبيا ورسولا ، واتبعه على ذلك .
وفي هذا إشارة إلى أن قيادة البشرية إلى التوحيد والدين الصحيح ، قد انتقلت إليه صلى الله عليه وسلم ، وأن الواجب على جميع الناس – بمن فيهم أتباع الأنبياء السابقين – أن يكونوا من أتباعه صلى الله عليه وسلم ، فصار هو الأحق بهذا المسجد ، وورث أتباعه هذه الأحقية إلى قيام الساعة .
ثالثا :
القول بأنه لا يوجد مسجد قبل الإسلام ، قول باطل بلا شك ، فالإسلام (بمعنى توحيد الله وطاعته) هو دين الأنبياء جميعا ، والبناء الذي يبنى للسجود لله تعالى فيه ، والتعبد فيه : هو مسجد ، وهذه التسمية كانت معروفة قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
قال ابن عباس وعكرمة والضحاك وقتادة في معنى (الصلوات): إنها كنائس اليهود .
" الصلوات : جمع صلاة ، وهي هنا مراد بها كنائس اليهود ، معربة عن كلمة ( صلوثا )، فلما عُرِّبت : جعلوا مكان الثاءِ تاءً، وجمعوها كذلك " انتهى من " التحرير والتنوير " .
حتى في عهود الأنبياء الكرام موسى وسليمان وعيسى... وغيرهم ، كان يسمى مسجدا؛ فليس من حق أتباع هؤلاء الأنبياء مصادرة هذا الوصف المسجدي الأصلي الأول .
وأيضا حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَأَلَ اللهَ ثَلَاثًا ، أَعْطَاهُ اثْنَتَيْنِ ، وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ تَكُونَ لَهُ الثَّالِثَةُ : فَسَأَلَهُ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ ، فَأَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ . وَسَأَلَهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ . وَسَأَلَهُ أَيُّمَا رَجُلٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ [المسجد الأقصى] خَرَجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ مِثْلَ يَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ . فَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ) رواه الإمام أحمد في " المسند " .
وقد قال الله عز وجل حاكيا عن أهل الكهف : ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ) .
وجاء في " المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ": " المسجد : من الألفاظ المعروفة عند الجاهليين ، وهو البيت الذي يسجد فيه ، وكل موضع يتعبد فيه ، فهو مسجد " .
وذلك يعني أنه ليس ثمة أي خطأ في تسمية " المسجد الأقصى " قبل البعثة النبوية باسم " المسجد "؛ وهو الاسم الذي سماه الله به في قوله تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الإسراء/1، ولما نزلت هذه الآية لم يعترض المشركون ، ولم يقولوا : لا نعرف المسجد الأقصى، ولم ينكروا هذا الاسم ، مما يدل على أن هذه التسمية كانت معروفة عندهم .
رابعا :
فالشريعة اليهودية ليست دينا عاما لكل البشر ، بل هي شريعة خاصة بجنس خاص من البشر ، وهم ذرية يعقوب عليه السلام .
ومنذ أن وجد يعقوب عليه السلام كان يوجد معه أجناس أخرى من البشر ، من العرب وغيرهم ، واستمر الأمر على هذا في جميع الأزمان ، في زمن يوسف ثم موسى ثم داود وسليمان ... ثم عيسى .
وذلك كله من مسلمات الشريعة اليهودية التي تقرر خصوصية الديانة وليس عالميتها ، وتسلم بأن كثيرا من الأمم والأقوام من حول اليهود كانوا من الموحدين على ملة إبراهيم ، ولم يبعث إليهم موسى عليه السلام باليهودية .
خامسا :
الأولى في الشمال ، وهي "مملكة إسرائيل" ، وتسمى أيضا : "مملكة السامرة" وعاصمتها "شكيم" (نابلس) ، وملكها "يربعام" وقد بايعه أسباط بني إسرائيل ، إلا يهوذا وبنيامين .
وقد دمرت وانتهت مملكة الشمال "إسرائيل" ، وذلك في عام 721 ق . م .
ويسعى اليهود إلى استعادة مملكتهم وإعادة بناء الهيكل .
أكتب تعليقك هتا