وكالة البيارق الإعلامية
شهدت مختلف محافظات الضفة الغربية، اليوم الثلاثاء، مواجهات مع الاحتلال، ووقفات احتجاجية تنديدا باستشهاد الأسير ناصر أبو حميد نتيجة الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال.
واعلن نادي الاسير فجر اليوم عن استشهاد الأسير ناصر ابو حميد (50 عامًا)، في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيليّ، نتيجة لجريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء) التي نفّذتها إدارة سجون الاحتلال بحقّه على مدار سنوات اعتقاله، والتي تسببت بإصابته بسرطان الرئة، حتى اُستشهد اليوم.
وفي بيت لحم، نظمت الفعاليات والفصائل الوطنية اليوم وقفة في ساحة المهد، تنديدا باستشهاد الأسير ناصر ابو حميد نتيجة سياسة الاهمال الطبي مطالبين بمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الاسرى.
وفي رام الله، شارك المئات في مسيرة تنديدا بجريمة اغتيال الاسير ناصر ابو حميد، حيث انطلقت من مخيم الأمعري باتجاه دوار المنارة وسط مدينة رام الله.
وفي الخليل، اصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال في منطقة باب الزاوية وسط الخليل وبالقرب من حاجز ابو الريش في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل.
كما اندلعت مواجهات مشابهة في منطقة عصيدة ببلدة بيت أمر، وفي مخيم العروب شمال الخليل.
وفي قلقيلية، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال على الحاجز الجنوبي للمدينة.
وفي نابلس، انطلقت مسيرة تنديدًا باستشهاد الأسير ناصر أبو حميد نتيجة الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال.
وفي غزة، تظاهر المئات من الفلسطينيين امام مقر الصليب الاحمر وفاء لروح الشهيد الاسير ناصر ابو حميد.
ورفع المشاركون صور الشهيد ووالدته، داعين لتسليم جثمانه ليتم تشييعه بما يليق بقائد وطني.
قال مسؤولون فلسطينيون يوم الثلاثاء إن معتقلا فلسطينيا يقضي سبعة أحكام بالسجن المؤبد وحكما بخمسين عاما في سجن إسرائيلي توفي بعد نقله إلى مستشفى في اسرائيل بعد إصابته بمرض السرطان.
ردود حول إستشهاد الأسير ناصر أبو إحميد
وقال محمد اشتية رئيس الوزراء الفلسطيني "أنعى باسمي وباسم الحكومة إلى شعبنا الفلسطيني بالوطن والشتات الأسير القائد ناصر أبو حميد، الذي استشهد جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى".
ولم يصدر بيان بعد من الجهات الإسرائيلية المختصة فيما يتعلق بوفاة المعتقل أبو حميد.
وأعلنت حركة فتح إضرابا شاملا في الضفة الغربية حدادا على وفاة أبو حميد، وهو أحد مؤسسي كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح خلال الانتفاضة الثانية.
وقضى أبو حميد في السجن ما مجموعه 30 عاما، منها 20 متصلة منذ عام 2002 وحتى وفاته يوم الثلاثاء عن خمسين عاما. وتم الكشف عن إصابته بسرطان الرئة في العام الماضي.
وقال أبو حميد في رسالة بعد اشتداد مرضه في شهر سبتمبر أيلول الماضي "أنا ذاهب إلى نهاية الطريق ولكن مطمئن وواثق بأنني أولا فلسطيني ... وتاركا خلفي شعبا عظيما لن ينسى قضيتي وقضية الأسرى".
وأضاف "أنحني إجلالا وإكبارا لكل أبناء شعبنا الفلسطيني الصابر".
واختتم أبو حميد رسالته قائلا "أنا مش زعلان من نهاية الطريق لأنه في نهاية الطريق أنا بودع شعب بطل عظيم حتى ألتحق بقافلة شهداء فلسطين وجزء كبير منهم رفاق دربي وأنا سعيد بلقائهم".
وتشهد المدن والمخيمات الفلسطينية دعوات للخروج في مسيرات شعبية احتجاجا على وفاة أبو حميد وأغلقت العديد من المحال التجارية أبوابها وتعطلت الدراسة في معظم المدارس والجامعات في الضفة الغربية.
واتهمت إسرائيل أبو حميد بالمشاركة في قتل سبعة إسرائيليين والتخطيط لعمليات ضد إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية التي اندلعت في عام 2000.
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن أبو حميد "اعتقل لأول مرة وكان يبلغ من العمر 11 عاما ونصف، كما واجه رصاص الاحتلال وأُصيب بإصابات بليغة".
وأضاف النادي في بيان "تعرض للاعتقال الأول وذلك قبل انتفاضة عام 1987 وأمضى أربعة شهور، وأُعيد اعتقاله مجددا وحكم عليه الاحتلال بالسجن عامين ونصف، وأفرج عنه ليُعاد اعتقاله للمرة الثالثة عام 1990، وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد، أمضى من حكمه أربع سنوات حيث تم الإفراج عنه مع الإفراجات التي تمت في إطار المفاوضات، وأُعيد اعتقاله عام 1996 وأمضى ثلاث سنوات".
وتابع النادي في بيانه "إبان انتفاضة الأقصى انخرط أبو حميد في مقاومة الاحتلال مجددا، واعتُقل عام 2002، وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد سبع مرات و(50) عاما".
وذكر النادي أن السلطات الإسرائيلية تواصل احتجاز جثامين عشرة معتقلين فلسطينيين ماتوا خلال اعتقالهم، الأول منذ عام 1980 والأخير خلال العام الجاري.
وأضاف النادي "كان أبو حميد قد رفض مقترحا تقدم به محاميه لطلب عفو من رئيس حكومة الاحتلال في سبيل الإفراج عنه، تأكيدا منه على الحق في الاستمرار بمقاومة الاحتلال واحتراما لمسيرة الشهداء ورفاقه الأسرى".
ولم يتضح بعد إن كانت السلطات الإسرائيلية ستفرج عن جثمان أبو حميد أم ستواصل احتجازه كما فعلت بجثامين المعتقلين الآخرين.
وقالت عائلة أبو حميد في بيان "نؤكد على أننا سنظل بحالة حداد مستمرة إلى أن يتحرر جسد ابننا الطاهر ومعه سائر جثامين شهدائنا الأبرار المحتجزة في مقابر الأرقام وداخل ثلاجات العدو".
وقالت لطيفة والدة أبو حميد التي تمكنت ليل الاثنين من زيارة نجلها قبل وفاته "ناصر امبارح شفناه والحمد لله رب العالمين نص ساعة على سرير المستشفى كان ودعناه وقرأنا قرآن. كنا نحكي معاه واشي يمسك يده ورأسه، وأكيد ما كان صاحي كان في حالة احتضار. كانت كل قوات الاحتلال المجرم عند ناصر، كانوا خايفين من ناصر هو بيحتضر الحمد لله اني شفته أنا وإخوته وودعناه".
وأضافت في تصريحات للإذاعة الرسمية صوت فلسطين بعد إعلان وفاته يوم الثلاثاء "ما بدنا نعمل عزا حتى ندفنه على أرض الوطن اللي ضحى وناضل علشانه، ما بدنا يضل في الثلاجة عندهم (إسرائيل)".
وكان الرئيس الفلسطيني الذي نعى أبو حميد يوم الثلاثاء قد رفع صورا له قبل مرضه وبعد مرضه خلال خطابه الأخير في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وبحسب نادي الأسير الفلسطيني فإن عدد "الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي 4700 أسير وأسيرة يقبعون في 23 سجنا ومركز توقيف وتحقيق".
أكتب تعليقك هتا