أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

ميتزي جونيل تان تحمل صوت دول الجنوب إلى مؤتمر المناخ في شرم الشيخ

Youth activist Mitzi Jonelle Tan witnesses the repression of those struggling to push environmental causes in the Philippines 
( أ ف ب)
تسعى ناشطة المناخ الفيلبينية ميتزي جونيل تان خلال مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27)المنعقد في مصر، إلى إيصال صوت دول الجنوب سائرة على خطى غريتا تونبرغ التي تغيبت هذه السنة، في نضال تخوضه طوال السنة في بلدها حيث يعرضها هذا النشاط لخطر شديد.
من الفيليبين إلى منتجع شرم الشيخ السياحي المصري على البحر الأحمر، سافرت تان الناشطة المناخية الشابة (25 عاما) لحضور مؤتمر المناخ لما تشهده بلادها من تداعيات لظاهرة تغير المناخ.
تضرب الأعاصير بوتيرة متكررة مدينة ماريكينا مسقط رأس تان، فيما العاصمة مانيلا مهددة بارتفاع مستوى مياه البحر. ويهدد ارتفاع تحمض المحيطات بحرمان ملايين صيادين الأسماك من سبل عيشهم في هذا البلد.
رغم ذلك، تشن الفيليبين حملة قمع ضد هؤلاء الذين يكافحون من أجل الدفاع عن قضايا البيئة.

وقالت تان لوكالة فرانس برس، "تعد الفيليبين من أخطر دول العالم بالنسبة للناشطين والمدافعين عن البيئة".

وأضافت أن "في السنوات العشر الماضية، قُتل ما لا يقل عن 270 شخصا" من المدافعين عن قضية المناخ.
تقدر منظمة حقوق الإنسان البريطانية "غلوبال ويتنس" أن 200 شخص من المدافعين عن البيئة قتلوا في جميع أنحاء العالم العام الماضي، بينهم 19 شخصا من الفيليبين.
وقالت تان "هذا ما يحدث عندما يحصل تهديد للمصالح الاقتصادية للمجموعات الدولية الكبرى والجيش... تتهمنا الحكومة بالإرهاب".
وأوضحت "احتُجزت ليوم واحد عندما كنت في الحادية والعشرين بسبب احتجاجي على الصناعات المنجمية ومحطاتها العاملة بالفحم المؤذية جدا للسكان".

- "علينا أن نناضل" -

قبل عام على ذلك في 2017، انضمت تان إلى حركة مدافعة عن المناخ بعدما قابلت أحد قادة السكان الأصليين الذي أطلعها على تجارب شعبه من مضايقات وتشريد وعنف.
وقالت "لهذا السبب علينا أن نناضل"، مشيرة إلى استمرار كفاحها من أجل العدالة المناخية في الداخل والخارج منذ ذلك الحين.
في مؤتمر المناخ بمصر، تنوعت تحركات تان من مناقشات إلى مقابلات صحافية حتى أنها قادت احتجاجات تطالب المفاوضين وقادة العالم بالعمل بشكل عاجل لتحقيق العدالة المناخية.
ويرى توماس سايرز من منظمة يونيسف الأممية أن "الشباب مثل ميتزي يمنحوننا الأمل في مستقبل هذا الكوكب".

بعد تأسيس منظمة الشباب المناصرين للعمل المناخي في الفيليبين في العام 2019، انضمت تان في 2020 إلى حركة الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ "فرايديز فور فيوتشر" FFF.

وقادت تونبرغ إضرابات طالبية حول المناخ مدة عامين، منذ كانت في الخامسة عشرة، وعقب ذلك نجحت المسيرات في حشد مئات الآلاف من الشباب، في البلدان الغنية خصوصا، مثل أستراليا وبلجيكا وكندا وألمانيا والولايات المتحدة، وليس في البلدان النامية.
قالت تونبرغ الغائبة الكبرى عن كوب27 بسبب مخاوف من الغسل الأخضر والقيود المفروضة على الحريات المدنية في مصر، إنها "سلمت مكبر الصوت" إلى الناشطين الآتين من أكثر البلدان تضررا من أزمة المناخ.

- "الأولوية للكوكب" -

تحت مظلة FFF، ساهمت تان في تأسيس المجموعة الفرعية "أكثر الأشخاص والمناطق تضررا" من التغير المناخي التي تنشط لربط أزمة المناخ بـ "المظالم الممنهجة" على ما جاء في "رسالة مفتوحة إلى قادة العالم".
وقالت معربة عن رفضها لنظام القروض الحالي من أجل تمويل التحرك المناخي "يجب علينا تغيير النموذج والانتقال من نظام يدعم الربح إلى نظام يعطي الأولوية لكوكب الأرض وسكانه".
وتفيد منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، أن 71 % من التمويل العام للتحرك المناخي في العام 2020، أخذ شكل قروض.

وشبهت تان حل القروض "كأن تصدم سيارتي وعليّ أن أقترض منك المال لإصلاحها .. هذا غير منطقي"، مؤكدة أن دول الشمال الغنية "يتعين عليها سداد ديونها"، في إشارة إلى تعويضات الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ.

استطاعت تان التي تتسلح بمكبر صوت وتطلق الهتافات خلال فعاليات كوب27، جذب الأجيال الأقدم من الناشطين البيئيين وليس الشباب فقط.
وتقول مواطنتها والناشطة البيئية المخضرمة آنا غابرييلا سيليستيال "ميتزي تجلب معها تفرد جيلها وحسها الإبداعي ما يجعلها ناشطة شبابية فعالة ومؤثرة في مجال المناخ".
وقالت تان "يدرك عدد متزايد من الشباب أنهم قادرون على تغيير المنظومة ... لن نقبل بعالم يحترق ويغرق".
تعليقات