( أ ف ب)
طالبت عائلة سجين الرأي الأبرز في مصر حاليا علاء عبد الفتاح المضرب عن الطعام منذ أشهر، الأربعاء السلطات بإعطائها دليلا على أنه "على قيد الحياة"، وسط شائعات ذكرت أن سلطات السجن تخضعه للتغذية القسرية.
في المقابل، ردّ مسؤولون مصريون على الضغوط الدولية المطالبة بالإفراج عن الناشط المصري بالقول إن الشأن قضائي، وإن عبد الفتاح خضع لمحاكمة وصدر في حقه حكم.
وعبّر أقارب علاء عبد الفتاح الذي سيبلغ 41 عاما في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، عن قلقهم من عدم حصولهم على معلومات عنه، في وقت "تسري شائعات عن إطعامه قسرا".
وتوقف عبد الفتاح عن تناول مياه الشرب مع افتتاح مؤتمر الأطراف حول المناخ بإشراف الأمم المتحدة، الأحد في شرم الشيخ في مصر. ومنذ ذلك الحين، تقصد والدته ليلى سويف، الأستاذة الجامعية، سجنه في وادي النطرون الذي يبعد 100 كيلومتر شمال القاهرة، لكنها لم تتمكن من إيصال كتب وملابس له، كما لم تحصل على أي إشارة حياة منه.
وكتبت منى سيف، شقيقة عبد الفتاح، على حسابها على موقع "فيسبوك" الأربعاء "اليوم هو الرابع لإضراب علاء عن المياه والثالث على التوالي الذي تذهب فيه أمي إلى السجن لطلب خطاب (منه) للاطمئنان والتأكد أنه على قيد الحياة".
وكتبت على "تويتر"، "لم يأخذوا اليوم رسالة والدتي لعلاء... هل هذا يعني أنه في حالة تمنعه من استلام رسالة؟ أم أنه لم يعد في هذا السجن؟".
ولم تسلّم إدارة السجن والدة علاء رسائل من ابنها، وفق ما ذكرت خالة علاء عبد الفتاح، الكاتبة المعروفة أهداف سويف، فيما تسري "شائعات تفيد باطعامه قسراً تحت تأثير المهدئات".
وشدّدت في تغريدة على وجوب "نقله بشكل عاجل إلى مستشفى القصر العيني الجامعي"، أكبر مشفى حكومي في القاهرة، حتى يتمكن محاموه أو ممثل السفارة البريطانية من الوصول إليه.
وكتبت منى سيف "نحتاج إلى أن يراه أحد، اسمحوا لمحاميه بزيارته.. اسمحوا للقنصلية بزيارته.. اسمحوا لفريق طبي مستقل بزيارته.. اسمحوا لضيوفكم في قمة المناخ بزيارته".
وتابعت "مع الشائعات والتكهنات المنتشرة عن مدّه بالمحاليل الطبية، وإرغامه على الطعام.. كلّ هذا يرعبنا كعائلة".
- ضغوط -
على مدى الأيام الماضية، وعلى هامش استضافة مصر مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) في منتجع شرم الشيخ السياحي، تصاعدت الضغوط الدولية لإطلاق سراح السجين.
وتشارك شقيقته الأخرى سناء سيف في أنشطة في مقرّ القمة للضغط للإفراج عن عبد الفتاح.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لدى عودته إلى لندن الأربعاء أمام البرلمان الذي استجوبه بشأن تقدّم محتمل في ما يتعلق بالإفراج عن المدوّن المؤيد للديموقراطية، "نريد أن نرى علاء حرا ومع أسرته في أقرب وقت ممكن... وسنواصل حثّ السلطات المصرية على حلّ الموقف".
ووجّه المستشار الألماني أولاف شولتس نداء للإفراج عن عبد الفتاح من شرم الشيخ قائلا "ينبغي أن يكون هناك قرار، لا بدّ أن يكون الإفراج عنه ممكنا حتى لا ينتهي إضرابه عن الطعام بالموت".
وأضاف "الموقف بالغ التوتر، ونخشى أن يقود ذلك الى نتائج مروعة".
وعبّر المفوض الأعلى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك عن أسفه "لكون السلطات المصرية لم تفرج بعد عن المدوّن والناشط" الذي اعتبر أن "حياته في خطر". ودان توقيفات "اعتباطية" و"محاكمات غير عادلة" في مصر.
- "إهانة" -
واُثار هذا الموقف غضبا لدى البعثة المصرية الى الأمم المتحدة في جنيف، فرفضت بيان المفوض السامي الذي اعتبرت أنه ينتهك "مبادئ الحيادية والموضوعية المنصوص عليها في قرار الجمعية العامة المنشئ لولايته".
وطلبت منه "بصفته موظفا دوليا، أن يحترم ولايته"، مشيرة الى أن عبد الفتاح "مواطن مصري تمت محاكمته وإدانته ويقضي عقوبته حاليا"، وبيان المفوض السامي "يقوّض عن عمد استقلالية القضاء" المصري.
كما اعتبرت وصفه القرار القضائي بأنه "غير عادل"، "إهانة غير مقبولة".
وصرّح وزير الخارجية المصري سامح شكري، رئيس مؤتمر كوب27، لوسائل إعلام، بأن عبد الفتاح يتمتع بكل الرعاية اللازمة، وأكدّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "تعهّد" بمراعاة صحة عبد الفتاح.
لكن القلق يتملّك أفراد العائلة.
وقالت أهداف سويف "ربما لا يملك مستشفى السجن المعدات اللازمة للحالة النادرة لمريض عاش أشهر على 100 سعرة حرارية فقط في اليوم".
وكان الناشط المصري البريطاني أحد رموز ثورة العام 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك. اعتقل في العام 2019، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات في 2021 بتهمة نشر أخبار كاذبة لقيامه باعادة نشر تغريدة على تويتر تشير الى وفاة سجين في حبسه.
في الثاني من نيسان/أبريل، قرّر التوقف عن الطعام، باستثناء كوب شاي وملعقة عسل في اليوم.
وأعلن عبد الفتاح إضرابا كاملا عن الطعام الأسبوع الماضي، قبل أن يتوقف عن شرب الماء الأحد، مطالبا بالإفراج عنه.
وتتعرض السلطات المصرية لاتهامات عديدة في مجال انتهاك حقوق الإنسان، وخصوصا حقوق السجناء.
وقالت منظمة العفو الدولية إن السلطات أفرجت خلال سبعة أشهر عن 766 سجين رأي، لكن أوقفت 1540 آخرين.
وتضامنا مع المعتقلين، تنفذ ثلاث صحافيات مصريات إضرابا عن الطعام في القاهرة منذ ثلاثة أيام.
أكتب تعليقك هتا