الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا
ومما يؤكد هذا الاهتمام ان للاسم طقوسا في الشريعة الغرّاء مذكورة في بحث العقيقة وآدابها فالعقُّ عن المولود يترافق بإماطة الأذى والذبح وإطلاق الاسم والتصدق عنه و .........الخ طقوس العقيقـة المعلومة لدى الفقهاء الأجلاء .
وقيل أن الاسم للتعريف بالبشر ، والوسم للتعريف بالحيوان( وسم الشيء يسمهُ وسماً وسِـمَةً : كواه بعلامة أثرت به ) ، وهناك وسم خاص لحيوانات كل قبيلة عربية ، تتميز به حيواناتها من الأنعام عن حيوانات القبائل الأخرى . ( الوسم عادة رسمٌ بحديدةٍ محمّاة على النار ، يرسمون بها على مكان مخصص من جلود الأنعام حلقة أو مثلث أو خطين متوازيين أو ...) . وعلى المنوال نفسه ( و ش م )فالوشم علامات على الجلد والوجه معروفة ، وكذلك ( و ص م ) وصمه بالسلبيات غالبا ، ولم تألف العرب أن تقول وصمه بالصدق بله وصمه بالعيب .
وقد أمر الشرع الحنيف بتحسين الأسماء. وأفضلها ما عُبَد لله تعالى ، إضافة للتسمي بأسماء الأنبياء عليهم السلام .وهناك مفارقة وهي أن بعض المسمين بالجمال لا جمال لهم ، كمن اسمها عزيزة وهي هينة في قومها أو جميلة ولا مسحة جمال فيها !!! والعكس أيضا وارد كمن اسمه صخر وهو من ألين الناس ، وسُئل في هذا عربي جاهلي فقيل له :
ما السر أن أســماء خدمكم وعبيدكم أجمل وأرق من أسماء أبنائكم ؟ فقال : "نسمي أبناءنا لأعدائنا ، ونسمي عبيدنا لنا وخدمتنا " ، " تأمل إذا قال المحارب من رجالنا لعدوّه خذها من يد نرجس ، أو خذها من يد صخــر ، أيهما أقوى وأشد رعبا وإرهابا للعــدوّ ؟؟؟
وهذه ليست من اختراقات القاعدة المعروفة " لكلٍّ من اسمه نصيب " ! وإنمــا محاولة لتطويع القاعدة ، ودمجها في الفلسفة البدوية الصحراوية ، من وجهة نظر " انتروبولوجيــة " !!!!!
أكتب تعليقك هتا