أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا الجذر الثلاثي ( س ح ر ) يولـّد الفعل " سـَحَـر " سِحراً وتسحيرا وسحارةً ، أي مارس السحر بطريقة ما ،ويقال في اللغة: السحـر بكسر السين وسكون الحاء ( سِـحْـر) ما خفي ولطف سببه ومنه قوله تعالى: [سحروا أعين الناس](سورة الأعراف، الآية116) ومنه أيضــا قوله، صلى الله عليه وسلم : (إنَّ من البيان لسحرا)، وتطلق العرب السحر على الخديعة لأنه يخفى سببها ويدق، ومنه قول لبيد: فإن تسألينا فيم نحن فإننا *** عصافير في هذا الأنام المسحّـر والسِّـحْـرُ دجل وأكاذيب وسُـمّاهى ، إلا أنه فن يتطلب مهارة وخبرة لدى من يمارسه، ويجوز أن نقول هو عـلـمٌ أيضا لأن له أصولاً ومنهجاً، وقواعد مستقرة وغير مستقرّة . يعرفها الممارسون أهل الصنعة . وعقوبة الساحر ضربه بالسيف لأنه ينتهج طريقا غير حضاري ولا علمي ولا أخلاقي ، والاسلام لا يُقِرّ هذا السبيل في التعامل ولا يقبله في مجتمع المسلمين لانه يؤثر في العقائد ويفسد النفوس ببساطة .ولذلك عده رسول الله من السبع الموبقات اي المخرجات المهلكات ..وقول بعضهم : ( تعلموا السحر ولا تعملوا به ) ليس حديثا وحاشا لرسول الله ان يتفوّه به وأمثاله !  والسحر اصطلاحــاً : عزائم وطلاسم ورموز وعقد ومواد خاصة مطعومة أو مكتوبة أو مشمومة ، تؤثر في القلوب والأبدان فيمرض المسحور ولربما توفي ، والسحر يفرق بين المرء وزوجه، ويبعد أحد الزوجين عن صاحبه قال تعالى: [فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ] (سورة البقرة: الآية102. وهو صناعة يهودية بالتأكيد . وقال تعالى: [ومن شر النفاثات في العقد] (سورة الفلق الآية4). والنفاثات هن السواحر اللاتي يعقدن في سحرهن وينفثن في عقدهن و السحر له حقيقة قطعا بدليل أمر الله بالاستعاذة منه، وتأثيره على رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وقيل إن النفاثات النفوس والأرواح الشريرة. ويقول عز من قائل في ذات المقام :  ((فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ )) (سورة الأعراف: الآية116. ) (( فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)) (سورة طه الآية66). (( قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ )) (سورة القصص الآية48). ((قَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ)) (سورة الأعراف الآية 109). ((وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ)) (الأعراف الآيتان 111، 112) . 6((قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ)) (سورة يونس الآية2). ((وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ)) (سورة يونس 79). (( وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ)) (سورة طه الآية 69) ((وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)) (سورة طه الآية 69) ((قَالَ لِلْمَلإٍ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ] (سورة الشعراء الآية 34). ((وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ))(سورة ص الآية4 ) - - [بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ] (سورة حجر الآية 15). – ((قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ الْمُسَحَّرِينَ))(سورة الشعراء الآية 153.) فاشتقاقات الجذر كثيرة كما مر ، وقد ذكرت مادتـه أي السـِّحْـر في القرآن العظيم أكثر من ستين مرة أما السَّـحَـر فثلاث مرات فقط . ، وقد مارس يهود وهم مَنْ هم خبثاً وعداءً للحقيقة والحق والدعوة ، مارسوا السحر ضد النبيّ الاعظم فسحَـرَهُ " لبيد بن الأعصم " وتحكي لنا الصديقة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عـن الموضوع الذي يؤكد بشرية النبي الاعظم كما يؤكد أن السحر حقيقة ، او بالاحرى له حقيقة ، قالت: (سُـحِـر النبي، صلى الله عليه وسلم، حتى كان يُخيَّـل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعا ثم قال : أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي أتاني رجلان: فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر ما وجع الرجل؟ قال : مطبوب، قال : ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: فبماذا ؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر. قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذروان فخرج إليها النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم رجع فقال لعائشة حين رجع : نخلها كأنه رؤوس الشياطين، فقلت استخرجتـَه؟ فقال : لا، أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شراً، ثم دفنت البئر...( رواه البخاري ومسلم) . والطب بالفتح والكسر هو السحر عند العرب ، مادته( ط ب ب ) أي حوّل الامر من حال الى حال والطب يغيّر ويحسن الاحوال ، فبينه وبين السحر مشاكلة من طرفٍ خفيّ .. والسؤال المطروح هنا لماذا سُـمّي السحر سحرا ؟ ما وجه التسمية وما دلالاتها ؟؟ وللاجابة عن السؤال ، أرجو معاينة التالي : السَحَر هو الهزيع الاخير من الليل قبيل الفجر ، وطعام السحور معروف وهو بركـة .حسب الحديث الشريف و " سَــحـَـر" اسم أطلقته العرب على الرجل والمرأة ، وهو من الأسماء الرقيقة الجميلة حقا ، فلقد اجتمع فيه موسيقا السين المهموسة وروعة الحرف الحلقي ( ح ) ثم الراء المفخمة مشيرة الى العلوّ وهو أحد معاني السحر ، ومنه قول الصديقة عائشة رضي الله عنها : ( توفي رسول الله بين سحري ونحري ) والسحر هنا أعلى الصدر ، والسحر يشير الى العلو كما في قولهم : " انتفخ سحره " . ويجوز تحريك الحاء في ( س ح ر ) وتسكينها ، وهي خاصة معروفة لحروف الحلق العربية ، وهي الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء . السحر الأخـذة وكل ما لطف ورق وخفي مأخذه . وتقول العرب : ما سَحَرك عن هذا الأمر ؟ أي ما صرفك عنه ؟ ويقولون طعام مسحور اي فاسد ، والسحر والسحارة لعبة للاطفال ذات الوان متغيرة يُخدع بها اللاعبون ! وهكذا فالسِّـحْـر يجمع بين هذه المعاني كلها ، انه افساد وخديعة وتعالٍ بالباطل باسلوب خفيّ رقيق لا يعلمه أكثر الناس وتغيّر وتحوّل وصرف عن الحق ، وقال ابن عائشة : ((سمت العرب السحر سِحْرا لأنه يزيل الصحة الى المرض ، وانما يُقال سَـحَـرَهُ أي أزاله عن البغض إلى الحب )) قلت : أو العكس ، وقال الكميت الشاعر : وقاد اليها الحبَّ فانقادَ صعبه = = = بحبّ من السحر الحـلالِ التَّحـبُّبِ يريد أن غلبة حبها كالسحر ، وليس به لانه حب حلال ،والحلال لا يكون سحرا لانَّ السحر كالخداع كما قال ابن منظــور وذكر ما قال " شـمّـر " قراءةً للنابغة : فقالت : يمين الله أفعـل إنني = = = رأيتك مسحوراً يمينك فاجــرة وتقصد أنها رأته فاسد العـقـل رفع الله عـنه القلم !!!. أما السَّـحَـر فهو أصل يشير الى الرقة والجمال والسكون والهدوء النفسي ، أما ترى الأنفس في الأسـحـار تستشعر الطمأنينة بالقرب من الله تعالى ، ولذلك اختار الصالحون هذا الوقت وهو الهزيع الاخير من الليل وقبيل الفجر ليطلبوا من الله تعالى فيه المغـفـرة والرحـمـة فراحـوا يستغفرونه عزّ وجل : (( وبالأسـحـار هم يستغفرون )) سورة الذاريات \18 ، وقال عنهم في مكان آخر : ((الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْـحَـارِ)) ســـــــــــورة آل عمران \ 17 . وأخيرا أدعوه تعالى ألايرفع عنا ولا عنكم القلم ولا يورّطنا في متاهات السحر وأنغام السحر وطلاسم السحرة وخداعهم ، ورحم الله الباقلاني الذي كتب سفرا عظيما ميَّـز فيه بين السحر والكهانة والشعوذة والشعبذة والطلاسم و ......فأجاد وأفاد ، والحمد لله رب العالمين ...

الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا

الجذر الثلاثي ( س ح ر ) يولـّد الفعل " سـَحَـر " سِحراً وتسحيرا وسحارةً ، أي مارس السحر بطريقة ما ،ويقال في اللغة: السحـر بكسر السين وسكون الحاء ( سِـحْـر) ما خفي ولطف سببه ومنه قوله تعالى: [سحروا أعين الناس](سورة الأعراف، الآية116)
ومنه أيضــا قوله، صلى الله عليه وسلم : (إنَّ من البيان لسحرا)،
وتطلق العرب السحر على الخديعة لأنه يخفى سببها ويدق، ومنه قول لبيد:
فإن تسألينا فيم نحن فإننا *** عصافير في هذا الأنام المسحّـر

والسِّـحْـرُ دجل وأكاذيب وسُـمّاهى ، إلا أنه فن يتطلب مهارة وخبرة لدى من يمارسه، ويجوز أن نقول هو عـلـمٌ أيضا لأن له أصولاً ومنهجاً، وقواعد مستقرة وغير مستقرّة . يعرفها الممارسون أهل الصنعة . وعقوبة الساحر ضربه بالسيف لأنه ينتهج طريقا غير حضاري ولا علمي ولا أخلاقي ، والاسلام لا يُقِرّ هذا السبيل في التعامل ولا يقبله في مجتمع المسلمين لانه يؤثر في العقائد ويفسد النفوس ببساطة .ولذلك عده رسول الله من السبع الموبقات اي المخرجات المهلكات ..وقول بعضهم : ( تعلموا السحر ولا تعملوا به ) ليس حديثا وحاشا لرسول الله ان يتفوّه به وأمثاله !

والسحر اصطلاحــاً : عزائم وطلاسم ورموز وعقد ومواد خاصة مطعومة أو مكتوبة أو مشمومة ، تؤثر في القلوب والأبدان فيمرض المسحور ولربما توفي ، والسحر يفرق بين المرء وزوجه، ويبعد أحد الزوجين عن صاحبه قال تعالى: [فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ] (سورة البقرة: الآية102. وهو صناعة يهودية بالتأكيد .

وقال تعالى: [ومن شر النفاثات في العقد] (سورة الفلق الآية4). والنفاثات هن السواحر اللاتي يعقدن في سحرهن وينفثن في عقدهن و السحر له حقيقة قطعا بدليل أمر الله بالاستعاذة منه، وتأثيره على رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وقيل إن النفاثات النفوس والأرواح الشريرة. ويقول عز من قائل في ذات المقام :

  1. ((فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ )) (سورة الأعراف: الآية116. )
  2. (( فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)) (سورة طه الآية66).
  3. (( قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ )) (سورة القصص الآية48).
  4. ((قَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ)) (سورة الأعراف الآية 109).
  5. ((وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ)) (الأعراف الآيتان 111، 112) . 6((قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ)) (سورة يونس الآية2).
  6. ((وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ)) (سورة يونس 79).
  7. (( وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ)) (سورة طه الآية 69)
  8. ((وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)) (سورة طه الآية 69)
  9. ((قَالَ لِلْمَلإٍ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ] (سورة الشعراء الآية 34).
  10. ((وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ))(سورة ص الآية4 )
  11. - - [بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ] (سورة حجر الآية 15).
  12. – ((قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ الْمُسَحَّرِينَ))(سورة الشعراء الآية 153.) فاشتقاقات الجذر كثيرة كما مر ، وقد ذكرت مادتـه أي السـِّحْـر في القرآن العظيم أكثر من ستين مرة أما السَّـحَـر فثلاث مرات فقط . ، وقد مارس يهود وهم مَنْ هم خبثاً وعداءً للحقيقة والحق والدعوة ، مارسوا السحر ضد النبيّ الاعظم فسحَـرَهُ " لبيد بن الأعصم " وتحكي لنا الصديقة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عـن الموضوع الذي يؤكد بشرية النبي الاعظم كما يؤكد أن السحر حقيقة ، او بالاحرى له حقيقة ، قالت: (سُـحِـر النبي، صلى الله عليه وسلم، حتى كان يُخيَّـل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعا ثم قال : أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي أتاني رجلان: فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر ما وجع الرجل؟ قال : مطبوب، قال : ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: فبماذا ؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر. قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذروان فخرج إليها النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم رجع فقال لعائشة حين رجع : نخلها كأنه رؤوس الشياطين، فقلت استخرجتـَه؟ فقال : لا، أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شراً، ثم دفنت البئر...( رواه البخاري ومسلم) . والطب بالفتح والكسر هو السحر عند العرب ، مادته( ط ب ب ) أي حوّل الامر من حال الى حال والطب يغيّر ويحسن الاحوال ، فبينه وبين السحر مشاكلة من طرفٍ خفيّ .. والسؤال المطروح هنا لماذا سُـمّي السحر سحرا ؟ ما وجه التسمية وما دلالاتها ؟؟

وللاجابة عن السؤال ، أرجو معاينة التالي :

  • السَحَر هو الهزيع الاخير من الليل قبيل الفجر ، وطعام السحور معروف وهو بركـة .حسب الحديث الشريف و " سَــحـَـر" اسم أطلقته العرب على الرجل والمرأة ، وهو من الأسماء الرقيقة الجميلة حقا ، فلقد اجتمع فيه موسيقا السين المهموسة وروعة الحرف الحلقي ( ح ) ثم الراء المفخمة مشيرة الى العلوّ وهو أحد معاني السحر ، ومنه قول الصديقة عائشة رضي الله عنها : ( توفي رسول الله بين سحري ونحري ) والسحر هنا أعلى الصدر ، والسحر يشير الى العلو كما في قولهم : " انتفخ سحره " . ويجوز تحريك الحاء في ( س ح ر ) وتسكينها ، وهي خاصة معروفة لحروف الحلق العربية ، وهي الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء .

السحر الأخـذة وكل ما لطف ورق وخفي مأخذه .

  • وتقول العرب : ما سَحَرك عن هذا الأمر ؟ أي ما صرفك عنه ؟
  • ويقولون طعام مسحور اي فاسد ، والسحر والسحارة لعبة للاطفال ذات الوان متغيرة يُخدع بها اللاعبون ! وهكذا فالسِّـحْـر يجمع بين هذه المعاني كلها ، انه افساد وخديعة وتعالٍ بالباطل باسلوب خفيّ رقيق لا يعلمه أكثر الناس وتغيّر وتحوّل وصرف عن الحق ، وقال ابن عائشة : ((سمت العرب السحر سِحْرا لأنه يزيل الصحة الى المرض ، وانما يُقال سَـحَـرَهُ أي أزاله عن البغض إلى الحب )) قلت : أو العكس ، وقال الكميت الشاعر :
وقاد اليها الحبَّ فانقادَ صعبه = = = بحبّ من السحر الحـلالِ التَّحـبُّبِ
يريد أن غلبة حبها كالسحر ، وليس به لانه حب حلال ،والحلال لا يكون سحرا لانَّ السحر كالخداع كما قال ابن منظــور وذكر ما قال " شـمّـر " قراءةً للنابغة :
فقالت : يمين الله أفعـل إنني = = = رأيتك مسحوراً يمينك فاجــرة
وتقصد أنها رأته فاسد العـقـل رفع الله عـنه القلم !!!.
أما السَّـحَـر فهو أصل يشير الى الرقة والجمال والسكون والهدوء النفسي ، أما ترى الأنفس في الأسـحـار تستشعر الطمأنينة بالقرب من الله تعالى ، ولذلك اختار الصالحون هذا الوقت وهو الهزيع الاخير من الليل وقبيل الفجر ليطلبوا من الله تعالى فيه المغـفـرة والرحـمـة فراحـوا يستغفرونه عزّ وجل : (( وبالأسـحـار هم يستغفرون )) سورة الذاريات \18 ، وقال عنهم في مكان آخر : ((الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْـحَـارِ)) ســـــــــــورة آل عمران \ 17 .
وأخيرا أدعوه تعالى ألايرفع عنا ولا عنكم القلم ولا يورّطنا في متاهات السحر وأنغام السحر وطلاسم السحرة وخداعهم ، ورحم الله الباقلاني الذي كتب سفرا عظيما ميَّـز فيه بين السحر والكهانة والشعوذة والشعبذة والطلاسم و ......فأجاد وأفاد ، والحمد لله رب العالمين ...
تعليقات