الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا
ونذكر أن قوله « والفعل كالفعل » أي فعل النحب بمعنى المراهنة كفعل النحب بمعنى الخطر والنذر وفعلهما كنصر وقوله والنحب الهمة إلخ هذه الأربعة من باب ضرب كما في القاموس ) والنحب الهمة والنحب البرهان والنحب الحاجة والنحب السعال ، قاله الأزهري عن أبي زيد من أمراض الإبل : "النحاب والقحاب والنحاز وكل هذا من السعال " وقد نحب البعير ينحب نحابا إذا أخذه السعال ، وقال أبو عمرو: النحب النوم والنحب صوت البكاء والنحب الطول والنحب السمن والنحب الشدة والنحب القمار كلها بتسكين الحاء وروي عن الرياشي : يوم نحب أي طويل والنحب الموت وفي التنزيل العزيز : ((فمنهم من قضى نحبه)) ...الآية التي صدّرنا بها بحثنا ، قيل معناه قتلوا في سبيل الله فأدركوا ما تمنوا فذلك قضاء النحب ، وقال الزجاج والفراء فمنهم من قضى نحبه أي أجله والنحب المدة والوقت ، يقال قضى فلان نحبه إذا مات وروى الأزهري عن محمد بن إسحق في قوله "فمنهم من قضى نحبه " قال : فرغ من عمله ورجع إلى ربه ، هذا لمن استشهد يوم أحد ((ومنهم من ينتظر ))ما وعده الله تعالى من نصره أو الشهادة على ما مضى عليه أصحابه وقيل فمنهم من قضى نحبه أي قضى نذره كأنه ألزم نفسه أن يموت فوفى به . ويقال تناحب القوم إذا تواعدوا للقتال أي وقت وفي غير القتال أيضا وفي الحديث : (طلحة ممن قضى نحبه) النحب النذر كأنه ألزم نفسه أن يصدق الأعداء في الحرب فوفى به ولم يفسخ وقيل هو من النحب الموت كأنه يلزم نفسه أن يقاتل حتى يموت وقال الزجاج النحب النفس عن أبي عبيدة والنحب السير السريع مثل النعب وسير منحب سريع ، وكذلك الرجل ونحب القوم تنحيبا جدوا في عملهم قال طفيل:
المنحب الرجل ،قال الأزهري : يقول إن لم أبلغ مكان كذا وكذا فلك يميني قال ابن سيده في هذا البيت أنشده ثعلب وفسره فقال هذا رجل حلف إن لم أغلب قطعت يدي كأنه ذهب به إلى معنى النذر قال وعندي أن هذا الرجل جرت له الطير ميامين فأخذ ذات اليمين علما منه أن الخير في تلك الناحية قال ويجوز أن يريد كما صار بيمنى يديه أي يضرب يمنى يديه بالسوط للناقة التهذيب وقال لبيد بن أبي ربيعة رضي الله عنه :
يقول عليه نذر في طول سعيه ونحبه السير أجهده وناحب الرجل حاكمه وفاخره، وناحبت الرجل إلى فلان مثل حاكمته. وفي حديث طلحة ،ابن عبيدالله أنه قال لابن عباس : هل لك أن أناحبك وترفع النبي صلى الله عليه وسلم ؟( أي لا تذكره في مجمل ما تفاخر به ) ، قال أبو عبيد قال الأصمعي : ناحبت الرجل إذا حاكمته أو قاضيته إلى رجل، قال وقال غيره ناحبته ونافرته مثله قال أبو منصور : أراد طلحة هذا المعنى كأنه قال لابن عباس أنافرك أي أفاخرك وأحاكمك فتعد فضائلك وحسبك وأعد فضائلي ولا تذكر في فضائلك النبي صلى الله عليه وسلم وقرب قرابتك منه ، فإن هذا الفضل مُسـلـَّم ٌ لك فارفعه من الرأس وأنافرك بما سواه !!!
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net
bayariqmedia@gmail.com
المدير العام ورئيس التحرير
محمد توفيق أحمد كريزم