أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا الأدب : لو بحثنا في أدبيات لغتنا من الشعر والنثر في عصور الجاهلية لما وجدنا اثراً يذكر للجذر ((أدب : أدب ، دأب بدأ .....)) بين مركبات اللغة العربية ،،، والباحث عنها في تلك العصور يقف أمام رأين متعارضين:ـ الرأي الأول يقول: إنها لم تكن موجودة في اللغة مطلقا قبل الإسلام وإنها لم تذكر في القرآن الكريم مع ورود مادتها في كثير من الآيات الكريمة. فقد جاءت (دأب) في قوله تعالي (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم ) آل عمران \9 وورد ت بدا في قوله تعالي (وبدا لهم سيئات ماعملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون). وكذلك من الشعر القديم بيت طرفة بن العبد وهو من اصحاب المعلقات السبع : نحن في المشتاة ندعو الجفلي***لا تري الأدب فينا ينتقر وقالوا انه مصنوع على السنة المحدثين كما إنهم يشككون فيما جاء في ذلك في الحديث النبوي والأخبار المأثورة كقوله صلي الله عليه وسلم : (أدبني ربي فأحسن تأديبي ورُبيت في بني سعد) وقوله عليه الصلاة والسلام (أن هذا القرآن مأدبة الله في الأرض فتعلموا من مأدبته) ... والرأي الثاني: يقول إن الكلمة عربية أصيلة وان عدم ورودها في الشعر الجاهلي ونثره ليس دليلاً على نفيها عن اللغة العربية في ذلك العصر ، فقد ضاع من مفردات العربية آلاف غيرها لان الرواية في اللغة كانت تعتمد على الذاكرة وحدها وهى ضعيفة لا يوثق بها في إحصاء مفردات اللغة العربية.  أما عدم ورودها في القرآن الكريم فإن القرآن لم يرد شاملا لكل مفردات اللغة العربية و لم يضم كل مفردات قريش التي تعتبر المصفاة التي امتصت خلاصة اللغة العربية وقتئذ، مع أن القرآن الكريم قد أورد كثيرا من المفردات التي لم تكن في اللغة العربية من قبل. فانقذها من الاندثار . أما ذكرها في الأحاديث النبوية والأخبار المأثورة فأنها كثيرة بحيث يكون من الصعب على المنكر إنكارها كما نجد المتحدثين متفقين على معانيها مما يدل على إنها أصيله ليست مختلقة وكذلك يرجح أن الكلمة كانت معروفة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وأيام صحابته الكرام وأنها كانت تدل على الخلق الكريم وما له من اثر. وهناك من الأدلة ما يدل على وجودها قبل ذلك ففي كتاب النعمان بن المنذر إلى كسرى مع وفد العرب جاء قوله:وقد أوفدت إليك أيها الملك رهطاً من العرب لهم فضل في أحسابهم وأنسابهم وعقولهم وآدابهم وجاء في كتاب علقمة بن علاثة أمام كسرى قوله : فليس من حضرك بأفضل ممن غرب عنك بل لو قست كل رجل منهم وعلمت منهم ما علمنا لوجدت له في آبائه انداداً وأكفاء كلهم إلى الفضل منسوب وبالشرف والسؤدد موصوف وبالرأي الفاضل والأدب معروف . ... وليس هذا المقصود في بحثنا المتواضع هنا ، لكننا سنعبر من هذه المقدمة للحديث عن الادب ، كقيمة أخلاقية انسانية في أدبنا العربي العريق ...وبادئ الامر لابد من الاشارة الى أنّـه لايخلو الادب العربي من إشارات بين ثنايـاه إلى الزواج لكن الفاظ راقية و ترميز عال او كنايات مهذبة ، حيث يحفل بنصوص يصعب تغطيتها جميعا في مقال قصير كهذا ، لكن لاباس من ان نورد اشارات منهـا ، والاشارة الى مظان وجودهـا في مرجعياتنا ومراجعنا وأدبياتنا ،،،،وأقول هنا ان بعض الكتب الفقهية اشتملت على معالجات جريئة لمواضيع جنسية بحتة مثل آداب النكاح وانواع الجنس والضوابط الشرعية للجماع ومتى يكون حراما مع الزوجة ، هذا فضلا عن التفاصيل الدقيقة للحياة الزوجية للرسول الاعظم القدوة عليه الصلاة والسلام ، وما جاءت به السنة المشرفة في هذا المقام. وقد وظفها بعض السوقة خلاف أهدافها الشرعية والاخلاقية ، وصاروا يتلذذون باجترار الفاظ ٍمبتذلة ، مثل الوطء والشذوذ واللواطة والمعاشرة الجنسية بأوقح الالفاظ .وأقول هنا أيضـا : لقد كانت بعضُ فِـرق الخوارج تعـدُّ قصة يوسف في القرآن الكريم إغراءً جنسيا تتنافى وسموّ القرآن واعتبرتها دخيلة عليه (راجع الملل والنحل : 1/154) . وألف ابن حـزم الفقيه الاندلسي الظاهري المعروف كتابا أسماه " طوق الحمامة في الألفـة والألاف " ، ولكمال باشا كتاب " عودة الشيخ الى صباه ، اورد فيه من البذاءات ما يستحيي الباحث من ذكره ، لكنها تستساغ أمام موجة البذاءات التي غزت الساحة الادبية !!!  وهذا الادب غير المؤدب هو وافد غريب على ثقافتنا وبيئتنا ، وقد اطلعت على بعض النصوص من الادب العبري ( الاسرائيلي الصهيوني التلمودي) المعاصر فوجدت أنه وما سقناه من أمثلة يخرج من مشكاة واحدة ، واسوق مثالا لتأكيد منحاي : تعالج الصهيونية شيز shez في أعمالها مواضيع مثل استغلال الأطفال والحب السحاقي واللواطي وملحقات ذلك الكلام البذيء والمسمى أدبـا ، من منظور نسوي بالطبع وبكلمات ساقطة تماما ، لا أشك أن كثيرا من أدبائنا الاشاوس " غير المهذبين ، وغير المنتمين " قد استعاروها ونسجوا على منوالها ، ويبدو هذا بوضوح في المقطعين الفاضحين الواردين من قصة "داجنة"، وهي القصة ذات الطابع السريالي والكوميدي ، وتتخيل فيها الكاتبة الأعضاء الجنسية للنساء ذات أسنان ، وهو كابوس الرجال الأول في رأي فرويد ، عالم النفس اليهودي ، والرائد في هذا المقام ، وما اروع قول الحبيب الاعظم ( صلى الله عليه وسلم ) : " .... واتقوا فتنة النساء فإنّ أول فتنة بني اسرائيل كانت من النساء " . وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين ومن سار على هديه وعمل بمنهجــه الى يوم الدين ...  إذن ألا يحق لنا أن نعتبر " شيز " أستاذة لبعض المحسوبين على أدبنــا ؟؟؟

الدكتور محمد فتحي الحريري - سوريا

الأدب : لو بحثنا في أدبيات لغتنا من الشعر والنثر في عصور الجاهلية لما وجدنا اثراً يذكر للجذر ((أدب : أدب ، دأب بدأ .....)) بين مركبات اللغة العربية ،،، والباحث عنها في تلك العصور يقف أمام رأين متعارضين:ـ
الرأي الأول يقول: إنها لم تكن موجودة في اللغة مطلقا قبل الإسلام وإنها لم تذكر في القرآن الكريم مع ورود مادتها في كثير من الآيات الكريمة.
فقد جاءت (دأب) في قوله تعالي (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم ) آل عمران \9
وورد ت بدا في قوله تعالي (وبدا لهم سيئات ماعملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون).
وكذلك من الشعر القديم بيت طرفة بن العبد وهو من اصحاب المعلقات السبع :
نحن في المشتاة ندعو الجفلي***لا تري الأدب فينا ينتقر
وقالوا انه مصنوع على السنة المحدثين كما إنهم يشككون فيما جاء في ذلك في الحديث النبوي والأخبار المأثورة كقوله صلي الله عليه وسلم : (أدبني ربي فأحسن تأديبي ورُبيت في بني سعد) وقوله عليه الصلاة والسلام (أن هذا القرآن مأدبة الله في الأرض فتعلموا من مأدبته) ...

والرأي الثاني: يقول إن الكلمة عربية أصيلة وان عدم ورودها في الشعر الجاهلي ونثره ليس دليلاً على نفيها عن اللغة العربية في ذلك العصر ، فقد ضاع من مفردات العربية آلاف غيرها لان الرواية في اللغة كانت تعتمد على الذاكرة وحدها وهى ضعيفة لا يوثق بها في إحصاء مفردات اللغة العربية.

أما عدم ورودها في القرآن الكريم فإن القرآن لم يرد شاملا لكل مفردات اللغة العربية و لم يضم كل مفردات قريش التي تعتبر المصفاة التي امتصت خلاصة اللغة العربية وقتئذ، مع أن القرآن الكريم قد أورد كثيرا من المفردات التي لم تكن في اللغة العربية من قبل. فانقذها من الاندثار .
أما ذكرها في الأحاديث النبوية والأخبار المأثورة فأنها كثيرة بحيث يكون من الصعب على المنكر إنكارها كما نجد المتحدثين متفقين على معانيها مما يدل على إنها أصيله ليست مختلقة وكذلك يرجح أن الكلمة كانت معروفة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وأيام صحابته الكرام وأنها كانت تدل على الخلق الكريم وما له من اثر.

وهناك من الأدلة ما يدل على وجودها قبل ذلك ففي كتاب النعمان بن المنذر إلى كسرى مع وفد العرب جاء قوله:وقد أوفدت إليك أيها الملك رهطاً من العرب لهم فضل في أحسابهم وأنسابهم وعقولهم وآدابهم وجاء في كتاب علقمة بن علاثة أمام كسرى قوله : فليس من حضرك بأفضل ممن غرب عنك بل لو قست كل رجل منهم وعلمت منهم ما علمنا لوجدت له في آبائه انداداً وأكفاء كلهم إلى الفضل منسوب وبالشرف والسؤدد موصوف وبالرأي الفاضل والأدب معروف . ... وليس هذا المقصود في بحثنا المتواضع هنا ، لكننا سنعبر من هذه المقدمة للحديث عن الادب ، كقيمة أخلاقية انسانية في أدبنا العربي العريق ...وبادئ الامر لابد من الاشارة الى أنّـه لايخلو الادب العربي من إشارات بين ثنايـاه إلى الزواج لكن الفاظ راقية و ترميز عال او كنايات مهذبة ، حيث يحفل بنصوص يصعب تغطيتها جميعا في مقال قصير كهذا ، لكن لاباس من ان نورد اشارات منهـا ، والاشارة الى مظان وجودهـا في مرجعياتنا ومراجعنا وأدبياتنا ،،،،وأقول هنا ان بعض الكتب الفقهية اشتملت على معالجات جريئة لمواضيع جنسية بحتة مثل آداب النكاح وانواع الجنس والضوابط الشرعية للجماع ومتى يكون حراما مع الزوجة ، هذا فضلا عن التفاصيل الدقيقة للحياة الزوجية للرسول الاعظم القدوة عليه الصلاة والسلام ، وما جاءت به السنة المشرفة في هذا المقام. وقد وظفها بعض السوقة خلاف أهدافها الشرعية والاخلاقية ، وصاروا يتلذذون باجترار الفاظ ٍمبتذلة ، مثل الوطء والشذوذ واللواطة والمعاشرة الجنسية بأوقح الالفاظ .وأقول هنا أيضـا : لقد كانت بعضُ فِـرق الخوارج تعـدُّ قصة يوسف في القرآن الكريم إغراءً جنسيا تتنافى وسموّ القرآن واعتبرتها دخيلة عليه (راجع الملل والنحل : 1/154) . وألف ابن حـزم الفقيه الاندلسي الظاهري المعروف كتابا أسماه " طوق الحمامة في الألفـة والألاف " ، ولكمال باشا كتاب " عودة الشيخ الى صباه ، اورد فيه من البذاءات ما يستحيي الباحث من ذكره ، لكنها تستساغ أمام موجة البذاءات التي غزت الساحة الادبية !!!

وهذا الادب غير المؤدب هو وافد غريب على ثقافتنا وبيئتنا ، وقد اطلعت على بعض النصوص من الادب العبري ( الاسرائيلي الصهيوني التلمودي) المعاصر فوجدت أنه وما سقناه من أمثلة يخرج من مشكاة واحدة ، واسوق مثالا لتأكيد منحاي :

تعالج الصهيونية شيز shez في أعمالها مواضيع مثل استغلال الأطفال والحب السحاقي واللواطي وملحقات ذلك الكلام البذيء والمسمى أدبـا ، من منظور نسوي بالطبع وبكلمات ساقطة تماما ، لا أشك أن كثيرا من أدبائنا الاشاوس " غير المهذبين ، وغير المنتمين " قد استعاروها ونسجوا على منوالها ، ويبدو هذا بوضوح في المقطعين الفاضحين الواردين من قصة "داجنة"، وهي القصة ذات الطابع السريالي والكوميدي ، وتتخيل فيها الكاتبة الأعضاء الجنسية للنساء ذات أسنان ، وهو كابوس الرجال الأول في رأي فرويد ، عالم النفس اليهودي ، والرائد في هذا المقام ، وما اروع قول الحبيب الاعظم ( صلى الله عليه وسلم ) : " .... واتقوا فتنة النساء فإنّ أول فتنة بني اسرائيل كانت من النساء " . وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين ومن سار على هديه وعمل بمنهجــه الى يوم الدين ...

إذن ألا يحق لنا أن نعتبر " شيز " أستاذة لبعض المحسوبين على أدبنــا ؟؟؟
تعليقات