وكالة البيارق الإعلامية
ساعات النوم بين الخرافة والحقيقة
هذا الإجراء عادة ما يُنصحُ به الكثيرون من المهتمين بالحصول على 8 ساعات من النوم كل ليلة، مع أنهم قد لا يكونون بحاجة إلى ذلك، وقد يشعرون بالقلق في حال عدم تحقق هدفهم من النوم.
يوصف النوم لفترة واحدة طويلة خلال الليل من دون انقطاع بـ"النوم أحادي الطور"، أما "النوم ثنائي الطور" فهو "النوم المجزأ" وفيه يقوم الشخص بتقسيم غفوته إلى فترتين مختلفتين.
وفقا لبعض السجلات ومقالات خبيرة النوم الدكتورة ريبيكا روبنز، فإن غالبية البشر اعتادوا هذا النمط من النوم قبل الثورة الصناعية والإضاءة الكهربائية، حين كان البشر ينامون بعد وقت قصير من غروب الشمس، ومن ثمّ يستيقظون بعد 4 أو 5 ساعات للبقاء مع أسرهم أو إنجاز بعض الأمور، ثم يعودون إلى النوم بضع ساعات أخرى.
ظل هذا النمط متبعا حتى بداية القرن الـ19، ومع انتشار الثورة الصناعية والتحرك نحو الاعتماد على الوقت والساعة، بالإضافة بالطبع إلى انتشار الإضاءة الاصطناعية ثم الكهربائية مع نهاية ذلك القرن، تغيّر إيقاع الساعة البيولوجية للبشر، وسمحت لهم الإضاءة الاصطناعية بالبقاء مستيقظين حتى وقت متأخر.
وحسب ما ذكرت أستاذة العلوم المعرفية في جامعة كاليفورنيا سارة ميدنيك، فإن البشر هم الثدييات الوحيدة التي تنام ليلا بشكل روتيني، وهي الفكرة التي يمكن وصفها بالحداثة، على عكس كافة الثدييات الأخرى التي تنام نهارا وتستيقظ ليلا.
أنواع النوم ثنائي الطور
للنوم ثنائي الطور نوعان، الأول يندرج تحت مسمى "النوم الأول والنوم الثاني" وفيه يذهب الشخص للفراش مبكرا وينام بضع ساعات، ثم يستيقظ بفاصل 1-3 ساعات، وهي الفترة التي تُعرف باسم "المُراقبة أو اليقظة"، قبل أن ينام عدة ساعات من جديد، فيصل إجمالي ساعات نومه إلى 7-9 ساعات.
فوائد النوم ثنائي الطور
- تحسين الإدراك والذاكرة.
- إنعاش العقل.
- الحصول على ذاكرة لفظية ومكانية أفضل.
- القدرة على الانتباه أكثر.
- التخفيف من الشعور بالنعاس أثناء النهار.
- تعزيز الأداء الرياضي قصير المدى.
- زيادة القدرة على التحمل وتنمية بعض المهارات.
إن نمط النوم الأول/الثاني يقع فيه الكثيرون بعد الأربعين -خاصة النساء إذ يعانين من اضطرابات النوم قبل انقطاع الطمث-، وبسببه يشعر البعض بالفزع، بل إنه قد يصبح عقبة نفسية حقيقية وبمثابة تحدٍ غير مرغوب فيه لهؤلاء غير القادرين على الدخول في مرحلة عميقة من النوم في أي من الجزءين.
نصائح للحصول على نوم أفضل
من جهتها ترى روبنز أن هذا النمط من النوم المتقطع له بعض المخاطر، التي يمكن حصرها في:
- الشعور شبه الدائم بالنعاس.
- ضعف الأداء، سواء في الدراسة أو العمل.
- الإعياء.
- التعرّض لحوادث السيارات أو المرض.
ورغم أن روبنز تُصنف نمط "النوم الموحّد" باعتباره الأفضل من وجهة نظرها، كونه له فوائد أكثر للصحة العقلية والجسدية والنفسية والعاطفية، فإنها لا تملك في النهاية إلا أن تنصح الراغبين باتباع منهج النوم ثنائي الطور -أيا كان نوعه- بمجموعة من نصائح:
- النصيحة الأولى: أن يصل إجمالي عدد ساعات نومهم إلى 7 ساعات على الأقل يوميا، أما القيلولة فيجب ألا تقل عن ساعة حتى تكون بالمثالية، وأن تُتيح الدخول في مرحلة "الموجة البطيئة" الأكثر إنعاشا.
- كما أنه من المهم النوم لفترة كافية للوصول إلى مرحلة "حركة العين السريعة" المهمة للإبداع والتي يسهل الاستيقاظ منها.
- النصيحة الثانية: تتمثّل في ضرورة الحفاظ على الإضاءة المنخفضة أثناء النوم، وعدم استخدام الهاتف المحمول أو الحاسوب خلال فترة اليقظة بين النوم الأول والثاني، لأن الضوء الصادر عنهما يُرسل إلى المخ رسائل تُخبره أن موعد الاستيقاظ اليومي قد حان.
أما ساعات منتصف الليل فيُفضّل قضاؤها بعدم النهوض من الفراش والقيام بشيء هادئ مثل قراءة كتاب أو الاستماع إلى الكتب الصوتية أو ممارسة التأمل أو اليوغا.
وأخيرا يجب الحفاظ على نمط النوم كيفما كان ثابتا، والذهاب إلى الفراش والاستيقاظ كل صباح بالتوقيت نفسه حتى أيام العطلات الأسبوعية، مما يمنح الجسد روتينا منتظما يفهمه ويستطيع الاستجابة له.
أكتب تعليقك هتا