القاص والكاتب: عبد الجبار الحمدي - العراق
سمع صوت نفسه يقول: ألم تسمعني حتى تومي برأسك متسائلا عن المكان؟ ألم تلحظ انك قد تماديت على سلطتةِ؟ كيف تسمح لنفسك يا من تطلب الدفء وقد رمرمت بقايا أيامك فركا بحياة الآخرين، أتذكر تلك الأزقة التي نصبت نفسك فيها حاميا كسوط جلاد على ظهور من نحتوا أيامهم على صقيع عوز، كنت حينها تتمركز محور السلطة التي تغنت لك بأفخاذ عارية و زجاجات خمر تشرب منها لتدفيء اوصالك بعد أن تلعق أفخاذ من رقصت لك لا رغبة.. إنما هي حياتها تلك داعرة ليل التي اسميتها في مرة.. أتتذكرها ام تراك نسيتها، فتاة في ربيع العمر عكفت على تنغيص حياتها بما ملكت من نفوذ عندما بعت نفسك لعوالق الجدران الباردة كجثة هامدة.. طفحت الموت أفيون لرغبات الآخرين... تلك هي حياتك لقد كنت الكلب المطيع لأسيادك الذين أشتروك لتنبح بصوتك و تعض بأنياب بؤسك الذي حولك و حشا تنهش في أناس ذنبهم أنهم يسيرون على طريق وطن في فقر متقع... هكذا سمعتهم يقولون لك إنهم يبيعون كل شيء حتى فلذات اكبادهم من أجل سد حاجة من عوز لبقاء وطن، لا اتذكر أن ضميرا لك انبك أو وخزك، كنت الرمح الذي حمل الرؤوس لمجرد طمعك بارض الري على أن تعيد للواقع الرزية التي صارت دواب الارض وحوامها تصرخ جراء الظلم والطاغوت... لا تخفي رأسك بين يديك فأنت مثل سؤال عار عن الصحة فحقيقتك كبياض الثلج، عالمك متاهة مسميات وحروف كسر وجر ورفع هي ادوات تعذيب أظنك مارستها على حروف وقوافي كانت تردد شعار موطني... ها انت الآن تضاهي بين البقاء في الثلج ام الهروب نحو الهاوية، ادرك جيدا انك لا تستعين بغير عقلك الذي لحسته أدوات الرغبة في الوصول الى حاضر منعم، ربما ألغيت تفكيرك صرت مبرمجا الى النطق بين البقية من الحاشية والهوامش، لعلك تتسائل لم الآن!؟؟؟
ذلك سؤال عليك ان تجيب عليه بنفسك بعيدا عن المؤثرات فأنت قد ألبست نفسك طاقية الاخفاء تماما مثل الذين تعمل تحت امرتهم، عالمك الظاهر هو خرم ابرة في فضاءات بحرهم الميت المظلم يقود سفينتهم صاحب المنجل الذيت تعاقدوا معه، باعوا ضمائر ونفوس ثم باتوا تحت خصيتيه يتنعمون بالرطوبة بعد الجفاف كل يلعق الجانب الذي يود فاستطالت لهم الامنيات كما ذلك القضيب الذي تمسكوا به مثل الصاري الذي يمسك بأشرعتهم الملونة، لعلها ليست ملونة كألوان المثيلية لكنها بالتأكيد لها مسمى هم يباغتون من يراهم بإطلاق عنوان جديد له، لا ادري ماذا تريد بعد؟؟ إنك تعيد الكرة في كل مرة تصل الى بوابات الخروج من الصورة، و تنسى ان هناك إطار لصورة تظنها متكاملة الألوان تحيط بك... إنك تكذب على نفسك كما يكذبون هم عليك فعالمهم محاط بعيون فسيفسائية لا يمكن لك الهروب من رقابتها و لنفترض أن ذلك حدث فسيكون ذلك بمعرفتهم كما انت الآن في عالم الصقيع الذي أحاط بك أطبق على كل مساماتك وخلاياك فبت لا تعلم الى اين سيكون مصيرك؟!
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net
bayariqmedia@gmail.com
المدير العام ورئيس التحرير
محمد توفيق أحمد كريزم