التجارة السوداء للأسلحة في أوكرانيا تثير ريبة ألمانيا
وكالة البيارق الإعلامية
أكد المستشار الألماني أولاف شولتز، أن ألمانيا لا تعتزم إمداد كييف بالدبابات كونها قد تمثل خطوة خطورة، تؤدي إلى المزيد من التصعيد في أوكرانيا، لكنه تعهد بدعم أوكرانيا بشكل يجنب الصراع بين الناتو وروسيا.
تصريحات المستشار الألماني جاءت بعد أيام من إعلان مسؤولين في برلين عن اكتشاف شحنات من صواريخ "ستنيغر" في ميناء بريمن الألماني قادمة من أوكرانيا في سابقة خطيرة، فماذا يحدث في الكواليس بين الغرب وكييف فيما يخص الدعم العسكري؟
في ظل إغراق أوكرانيا بالمساعدات العسكرية من الدول الغربية يقول السياسي والإعلامي البولندي كاميل جيل كاتي، وصلت إلى هذه الدولة كميات كبيرة من أحدث الأسلحة والمنظومات، وفي كل يوم تتوالى الدفعات المرسلة في وقت هناك تخوف غربي من وقوع جزء من هذه الأسلحة في الأيدي الخاطئة ما قد يخلق مخاطر كبيرة في القريب العاجل.
وقائع تثير الريبة
أوضح السياسي البولندي خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن خلال الفترة الماضية بالأخص ألمانيا تحسست الخطر من تلك الصفقات وعدم وجود مراقبة عليها.
عن طريق صدفة بحتة، فتحت السلطات الألمانية تحقيقا واسعا، عن طريق تقديم بلاغ للسلطات، بأن هناك مواقع متخصصة تعرض أنواعا متعددة ومختلفة لأحدث الأسلحة يتم بيعها عبر الإنترنت.
بنفس الوقت، اكتشف جهاز الجمارك الألماني، على متن الباخرة التي تحمل اسم "فلوريانا"، في ميناء بريمن، تم العثور على شحنات صواريخ من طراز "ستينغر".
وفقا للتحقيقات، الباخرة كانت متجهة إلى تركيا.
لكن تنبهت السلطات الألمانية إلى حقيقة أن أوكرانيا نفسها تملك أيضا صواريخ من هذا الطراز، وهذا يعني أن ثمة من يتلاعب بالإمدادات ويقوم ببيعها.
الأمر أثر بالفعل على صفقة دبابات ليوبارد الألمانية وعدم إرسالها لكييف، حيث أصبح سوقا نشطة للغاية لبيع الأسلحة.
لا وجود تنظيم في عملية توريد الأسلحة إلى الأراضي الأوكرانية.
كارثة قريبة
في تلك الزاوية، يقول الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، إن القادة العسكريين الغربيين يعترفون علانية أنهم غير قادرين على تتبع المستخدم النهائي لأسلحتهم.
وأضاف فيكتوروفيتش خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "بحر الأسلحة" في أوكرانيا سيكون قنبلة مفخخة في وجه الغرب قريبًا.
قيادة الدول الغربية تحول أوكرانيا إلى مركز عالمي للإمداد غير المشروع بالأسلحة، والتي يمكن أن يستخدمها الإرهابيون قريباً في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وإفريقيا.
يشكل امتداد منظومات الدفاع الجوي المحمولة والأنظمة المضادة للدبابات تهديدا خاصا ومخاطر جسيمة على الطيران المدني الدولي والنقل بالسكك الحديدية.
معظم الأسلحة والمعدات العسكرية يتم إرسالها إلى حدود بولندا، ومن هناك يتم دخولها أوكرانيا.
30 في المئة من هذه الأسلحة لا تصل إلى وجهتها النهائية.
وفقاً لتصريحات سابقة، لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ينتشر جزء من الأسلحة الأجنبية التي قدمها الغرب لأوكرانيا في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وينتهي أيضا في السوق السوداء.
الاتهامات المتبادلة
دأبت روسيا خلال الفترة الماضية على إطلاق عدة تحذيرات من تسرب بعض المعدات العسكرية التي سلّمتها دول غربية لأوكرانيا إلى السوق السوداء، في المقابل تتهم كييف موسكو بمحاولة تشويه سمعتها وتعطيل الشحنات العسكرية إليها.
وفي يونيو الماضي، قال المحامي الفرنسي ريجيس دي كاستيلناو، إن الروس تمكنوا من اقتناء مدفعي "هاوتزر" من طراز "قيصر"، سليمين فرنسيي الصنع، وأن مصادر فرنسية مجهولة، ادعت فيما بعد أن هذه المدافع باعها الأوكرانيون عبر وسيط إلى الروس، والسعر الذي تم التفاوض عليه بلغ 120 ألف دولار للمدفع الواحد، بينما سعر المدفع الرسمي قد يصل إلى 7 ملايين دولار.
وتنتشر معلومات أخرى على شبكة الإنترنت المظلمة "دارك ويب" عن بيع أسلحة غربية من أوكرانيا، فعلى سبيل المثال، ردد موقع عسكري بلغاري أنباء نشرت على تطبيقات مثل "تلغرام" عن بيع نظام صاروخي موجه مضاد للدبابات من طراز "جافلين" على "الويب المظلم" مقابل 30 ألف دولار، وأنه بينما كان البائع غير واضح؛ ولا تزال التحذيرات الروسية مستمرة وسط تدفق سخي للأسلحة الغربية إلى كييف.
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net
bayariqmedia@gmail.com
المدير العام ورئيس التحرير
محمد توفيق أحمد كريزم