والدة مدون مصري مسجون مضرب عن الطعام تقول إنه دخل مرحلة خطرة
القاهرة (رويترز)
أعربت والدة الناشط المصري البريطاني السجين علاء عبد الفتاح عن قلقها من احتمال تدهور صحته سريعا نظرا لاستمرار إضرابه عن الطعام لما يقرب من 90 يوما، رغم تحسن ظروف سجنه بعض الشيء.
وقالت ليلى سويف إن ابنها علاء عبد الفتاح، وهو مدون عمره 40 عاما برز اسمه مع انتفاضة 2011، بات لا يقوى الآن على غسل ملابسه ولا على التسلق لنافذة عالية بزنزانته لإلقاء نظرة على ما خارجها.
وأضافت في مقابلة مع رويترز "بدأ الدخول في مرحلة خطرة حقا... أنا في غاية القلق لأنني أعلم أنه يمكن في مثل هذا الوضع أن يحدث تدهور سريع".
ولم يرد المركز الصحفي التابع للدولة في مصر على طلب التعليق. وفي التاسع من يونيو حزيران، قالت وزارة الداخلية إن لديها مقاطع فيديو تثبت أن عبد الفتاح ليس مضربا عن الطعام، لكنها لم تنشرها.
ولاقت قضية علاء اهتماما واسعا في بريطانيا بعد حصوله على الجنسية البريطانية العام الماضي في إطار مساعي الأسرة لتأمين خروجه من السجن. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن المملكة المتحدة تبذل مساعي حثيثة للحصول على إذن بزيارة قنصلية لعبد الفتاح وإنها مستمرة في إثارة قضيته على أعلى المستويات في الحكومة المصرية.
وفي ديسمبر كانون الأول، حُكم على عبد الفتاح بالسجن خمس سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما سبق سجنه للاحتجاج بدون ترخيص. وبدأ عبد الفتاح إضرابه في الثاني من أبريل نيسان احتجاجا على سجنه وعلى ما يقول إنها انتهاكات في السجن.
وفي مايو أيار، نُقل من الحبس الانفرادي في سجن شديد الحراسة في القاهرة إلى منشأة جديدة شمال غربي العاصمة، وهي واحدة من عدة منشآت تقول السلطات المصرية إنها أقامتها لتحديث نظام السجون.
وتقول عائلته إن السلطات هناك سمحت بإدخال كتب وحشيّة للنوم إليه. وفي وقت سابق هذا الشهر، تم السماح له بالخروج من زنزانته التي يشاركها مع ثلاثة آخرين، إلى ساحة مغطاة للممارسة الرياضة لنصف الساعة.
وقالت والدته وشقيقته إنه يتلقى الآن حوالي 100 سعر حراري في اليوم كي يستمر عمل وظائف جسمه الأساسية بعد أن كان يأبى تناول شيء سوى محلول الملح. وتوصي معظم الإرشادات بأن يتناول البالغون حوالي 2000 سعر حراري على الأقل يوميا.
وقالت والدته أستاذة الرياضيات البالغة من العمر 66 عاما والتي زارت ابنها آخر مرة في 12 يونيو حزيران "كل مرة أذهب لزيارته أفكر: هل هذه هي المرة التي سيقولون فيها 'لا، هو ليس بخير وتم نقله للمستشفى؟'".
وقبل جائحة كوفيد-19، كان يُسمح للسجناء المدانين بزيارات لمدة ساعة مرتين شهريا. وجرى تقليص هذه الزيارة حاليا إلى زيارة شهرية مدتها 20 دقيقة.
وشهدت السنوات التسع الماضية حملة واسعة استهدفت المعارضة السياسية سواء من الإسلاميين أو الليبراليين.
ويقول الرئيس عبد الفتاح السيسي ومؤيدوه إن ذلك كان ضروريا لتحقيق الاستقرار في مصر بعد انتفاضة 2011. وفي الأسابيع الأخيرة أصدرت السلطات عفوا عن عشرات السجناء أو أخلت سبيلهم، لكن نشطاء يقولون إن آلافا ما زالوا بالسجون.
ورغم استعداد علاء عبد الفتاح للتنازل عن جنسيته المصرية وترك مصر في مقابل إطلاق سراحه -وهو ما فعله عدد من السجناء البارزين مزدوجي الجنسية- قالت والدته إنه لم يكن يتوقع الوصول لمثل هذه النهاية خلال زيارتها الأخيرة له.
أضافت "قال لنا خلال الزيارة: كُفّوا عن تخيل أنكم ستستطيعون إخراجي من هنا. سأموت في السجن. احرصوا فقط على أن يدفعوا الثمن".
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net
bayariqmedia@gmail.com
المدير العام ورئيس التحرير
محمد توفيق أحمد كريزم