المستشار/ الدكتور : إبراهيم الزير - الأردن
استطاعت الدول العربية لا سيما المؤثرة في تلك الدوائر أن تستجمع قواها وتشكل قوة عسكرية واقتصادية مقتدرة في المنطقة أفزع ذلك الدوائر الاستعمارية الغربية والصهيونية خاصه بعد بريكس وتقارب العديد من الدول الى روسيا بقيادة قيصرها بوتين والصين قد أسقط من حسابات الغرب والصهيونية وأفشل مخططهم المزعوم لتقسيم المقسم رغم محاولة الإدارة الأمريكية بإستراتيجيه وجيو سياسية محاولة العمل على أحيائه من جديد وهو مستمر التواجد على المائدة المستديرة الصهيوامريكية و أول الملفات الرئيسية .
اتفاقات عدة سعت الى القضاء على مخطط تقسيم المقسم و عودة الصف العربي و تلاحمه مره أخرى بعد ان تم تمزيقه بعد عام 1990 و شق الصف شطرين بعد الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت و التي كانت هي الفرصة في تحقيق هذا المخطط و العسي لتحقيقه و الوصول اليه و كل مبتغاه الاجرامي على مدار العشرات من السنوات الا انه فشل ، حيث استشعر العرب الخطر القادم و ما يسعى اليه و ما تحتويه أجندات الغرب و الصهيونية بناء على ذلك تم إعادة اعمار و ترميم و توحيد الصف العربي منها مشروع الشام الجديد و عودة سوريا الى الجامعة العربية و السعي للقضاء على الدين السياسي و الإرهابي في المنطقة و تطهير الساحة من سمومه ابتداء من جماعه الاخوان المسلمين الإرهابية و داعش و جبهة النصرة و احرار الشام و اذرع ايران في المنطقة منها حزب الله ( الشيطان الأكبر) و حماس و بيت المقدس و الجهاد الإسلامي التي تعمل تحت أمرت تلك الأنظمة الغربية و الداعمة لها على سبيل المثال الاخوان المدعومة و فروعها و أذرعها من قبل الإدارة البريطانية و السعي لإعادة ليبيا لتوحيد أراضيها و الوصول الى اتفاق لعودتها و ضمها من جديد للصف و الوصول الى حل القضية اليمنية بالاتفاق السعودي الإيراني و تقاربهما لبعضهما البعض، كل تلك المساعي مؤشرات للقضاء على هذا المخطط في تقسيم المقسم الى دويلات صغيره و من ثم الى فدراليات جزئية.
حيث فشل الربيع العربي وتأثيره على الدول ذات الثقل في المنطقة وكانت اول الأجندة والمخطط مثال على ذلك جمهورية مصر العربية التي كانت لها نهضه عسكرية واقتصادية وديناميكية متطورة للبنية التحتية التي عادت بقوة وثقلها للصفوف الأولى في العالم وانخراطها في الساحة الاقتصادية والعسكرية والسياسية الذي قد يهيئها الى ان تنال مقعد دائم في الأمم المتحدة مستقبلا والتي تدل كل المؤشرات الى ذلك في المرحلة القادمة جاءت كل تلك بعد القضاء على الإرهاب وتطهيرها من أذرعه وقطع أيديه واقتلاعه من جذوره الى الابد.
و بالتوازي لكل تلك التطورات و الأمثلة و الاحداث على أرض الواقع من الحرب الروسية الأوكرانية و الانقلابات في القارة السمراء و بالتزامن كذلك في الحرب الأهلية في سوريا و ليبيا و اليمن و هيمنه حزب الله و استمراره في ارهاق لبنان التي تعد ذراع ايران هناك و مرورا في اغتصاب و انتهاك القضية الفلسطينية من قبل الاحتلال الصهيوني مما جعل الإدارة الامريكية و البريطانية و التسارع قبلها الصهيونية في طرح مشاريع تقسيم "المقسم" وتجزئة "المجزأ" و العمل على تطبيقه من جديد على الشرق الأوسط و القاره السمراء من خلال نظرية الأمن الصهيوني التي تعتمد في خصائصها على ست دعائم، وأهمها تفتيت وتقسيم الدول العربية.... و على رأسها مصر والعراق كان دائماً في طليعة الدول العربية المستهدفة بالتفتيت في ضمن قائمة من الدول العربية الأخرى...وفي تقـرير المنـظمة الصـهيـونية العالمية الذي نشرته مجلة (كيفونيم) «اتجاهات» الصهيونية الصادرة في 14 فبراير 1982م. جاءت عبارات صمما ريحة تحكي ما يحدث للعراق الآن و استهداف مصر في المراحل سابقه و ما بعدها كان ضمن المخطط و على الهامش دول الجوار او دول المواجهة مع دولة الاحتلال الصهيوني مثال على ذلك أيضا لبنان و سوريا ، و السعي لجعل كل تلك الدول فريسة للصراعات الداخلية و تدميرها من الداخل و يجعلها هدف سهل في مرمى التشتيت الصهيوني، ابتداء بالعراق العظيم لاسيما و لأن العراق يمثل أقوى تهديد للدولة العبرية في المدى المنظور.... وكان اول أحرف وأسطر تلك الاجندة هي تدمير المفاعل النووي في العراق تموز العراقي عام 1981 الذي تم انشائه في عهد الرئيس الأسبق للعراق صدام حسين.
في عام 1957م ظهر كتاب بعنوان (خنجر إسرائيل) للكاتب (ر. ك. كرانيجيا)، وقد تضمن ذلك الكتاب وثيقة عرفت باسم (وثيقة كرانيجيا)، على اسم ذلك الصحفي الهندي وكان الرئيس المصري الأسبق (جمال عبد الناصر) قد أعطاه إياها لنشرها، بعد أن تسربت من هيئة أركان الجيش الصهيوني، وهذه الوثيقة تتضمن مخططات مستقبلية حول تقسيم البلدان العربية تقسيما جديدا بعد تقسيمات (سايكس بيكو)، وفيها اقتطاع دولة كردية في العراق، وأخرى شيعية في جنوبه! وعندما زار (بنيامين نتنياهو) واشنطن عام1996م؛ قدم له المحافظون الجدد من اليهود مشروعا لتقسيم العراق، ليرتب على أساسه سياسات الدولة الصهيونية العسكرية في المرحلة المقبلة، وقد أُعيد تطوير وتقديم هذه الأفكار في مشروع يحمل اسم (بداية جديدة) عام 2000م ودعا المؤرخ الإسرائيلي (ببني موريس) في حديث إلى إحدى الإذاعات الأمريكية إلى تقسيم العراق بعد غزوه، وقال: «إن العراق دولة مصطنعة!!!!! رسمها الإنجليز، وخلطوا فيها عشوائيا شعوبا وطوائف لا تريد في الحقيقة أن تتعايش مع بعضها» ... وهو المعنى نفسه الذي كان يردِّده المؤرخ الأمريكي اليهودي (برنارد لويس) الذي كان يَعدُّ العراق أيضاً كياناً غير طبيعي، قام على أساس خطأ تاريخي تسببت فيه إنجلترا، وإن احتلال العراق ثم تقسيمه فرصة لتصحيح ذلك الخطأ وهي من خلال منظورهم انها مصطنعة.
تأتي كل تلك الأهداف بناء على مخطط برنارد لويس لتقسيم العالم الإسلامي وهو كان قاعدة من ضمن القواعد الأساسية ومنهج يعمل على تطبيقه الإدارة الامريكية والصهيونية بالتعاون مع البريطانية، حيث عقب اتفاقية سايكس- بيكو 1916 تم تقسيم ما تبقي من المشرق العربي عقب الحرب العالمية الأولي بين إنجلترا وفرنسا والذي أعقبها وعد بلفور 1917 والذي ينص على تأسيس دولة لليهود في فلسطين.
و مع كل تلك التطورات السابقة وضع "برنارد لويس" مشروعه بتفكيك الوحدة الدستورية لجميع الدول العربية والإسلامية، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وأوضح ذلك بالخرائط التي اوضح فيها التجمعات العرقية والمذهبية والدينية والتي على اساسها يتم التقسيم وسلم المشروع إلى بريجنسكي مستشار الأمن القومي في عهد جيمي كارتر والذي قام بدوره بإشعال حرب الخليج الثانية حتى تستطيع الولايات المتحدة تصحيح حدود سايكس بيكو ليكون متسقا مع المصالح الصهيوأمريكية.
كان على حد زعمه و مبرر برنارد لويس لهذا المشروع التفكيكي إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلي وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة علي الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط علي قيادتهم الإسلامية- دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق علي هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها.
وعلى الجانب الأخر من القارة السمراء وتحديدا في شمال أفريقيا ابتداء من السودان و تقسيمها الى جمهورية السودان و جمهورية النوبة و جمهورية بورتسودان و الخرطوم و السودان الوسطى و جمهورية دارفور و الذي نشاهده اليوم هي محاولة لتفكيك السودان الى دويلات من خلال حرب الجيش السوداني ضد الدعم السريع بقيادة حميدتي التي دارت بعد فشله في الانقلاب على الشرعية و كانت البداية عندما أيضا تم سلخ الشمال عن الجنوب في 2011 و التي تعد نموذج مماثل الى البلقان عندما تم تقسيمه عندما تفككت يوغسلافيا الى سبع دول جديدة صربيا و الجبل الأسود و سلوفينيا و كرواتيا و البوسنه و الهرسك و مقدونيا الشمالية و السؤال الذي يطرح نفسه هل الملشياوي المنقلب المتمرد على الشرعية حمدتي يسعى لتحقيق خارطة تقسيم المقسم !!! دلائل عدة تشير الى ذلك.
ولما كان ذلك وكان لشبه الجزيرة العربية لها نصيب من هذا التقسيم على حد زعمهم إلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والإمارات العربية من الخارطة ومحو وجودها الدستوري بحيث تتضمن شبه الجزيرة والخليج ثلاث دول فقط دولة الإحساء الشيعية وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين ودولة نجد السنية ودولة الحجاز السنية.
وتقسيم سوريا إلي دولة علوية شيعية علي ساحل البحر المتوسط ودولة سنية في منطقة حلب دولة سنية حول دمشق ودولة الدروز في الجولان وكانت عروس البحر الأبيض المتوسط وعاصمتها بيروت أي لبنان وتقسيمها الى دولة سنية ودولة مارونية ودولة سهل البقاع العلوية وتدويل بيروت العاصمة ودولة فلسطينية حول صيدا وحتى نهر الليطاني تتبع منظمة التحرير الفلسطينية او تحت اشراف السلطة الفلسطينية ودولة لحزب الكتائب في الجنوب ودولة درزية غير دولة الدروز في الجولان.
ما يتم منذ الثمانينيات وحتى اليوم يؤكد محاولة السعي لأعاده تقسيم المقسم وأن ما أسمته كونداليزا رايس حول الفوضى الخلاقة في الدول العربية والإسلامية يتحقق بالفعل لكن عكس ما روجته اليوم يتم القضاء عليه ومحاربته بشتى الطرق لمنع هذا المخطط في السريان وتفعيله وان سعي الإدارة الامريكية والصهيونية في محاولة أحداث اضطرابات وفتن بين المسلمين والمسيحيين وشيعة وسنه وطائفيه أخرى قد باءت بالفشل.
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net
bayariqmedia@gmail.com
المدير العام ورئيس التحرير
محمد توفيق أحمد كريزم