الباحث الإسلامي / مهدي سعيد كريزم - السعودية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد ...
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ).
- ان قيام رمضان هو صلاة التراويح ، أو صلاه القيام ، او قيام رمضان ، او قيام الليل ، او التهجد كلها بمعنى واحد ، يجمعها اسم قيام رمضان .
- لم يكن اسم التراويح معروفا زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا زمن الخلفاء الراشدين ، وهو اسم لم يرد في الاحاديث النبوية، وانما عرف لاحقا كاصطلاح فقهي ثم اشتهر بعد ذلك ، وصار يطلق بشكل خاص على قيام رمضان ، والخلاصة ان قيام الليل يكون في رمضان وفي غير رمضان ، ثم اطلق على قيام رمضان - صلاة التراويح - .
- جاءت النصوص النبوية بفضل صلاة قيام رمضان ( التراويح ) اكثر من غيرها من الشهور ، وخص قيام رمضان ايمانا واحتسابا بغفران كل الذنوب ، كما جاء في الحديث.
- حكم صلاة التراويح سنة مؤكدة , وليست واجبة ، وفيها اجر عظيم جدا ، وقد شرعت في أواخر سنوات الهجرة ،وقد تكون في السنة العاشرة ، والله اعلم ؛ لأنه لم يحفظ عن النبي انه صلاها غير تلك المرة .
- وقد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه جماعة في المسجد ليلتين او ثلاث ، ثم لم يخرج اليهم بعد ذلك ، وقال : خشيت ان تفرض عليكم فتعجزون عنها ، وتوفي رسول الله ؛ والحال على ذلك . وبقيت كذلك لا تصلى جماعة الى ان جاء عمر بن الخطاب ، وجمع الناس على امام واحد ، واستمر الامر على هذا حتى الان.
- وسبب تسميتها بالتراويح هو من باب الاصطلاح اللغوي حيث كانوا يتروحون بعد كل اربع ركعات؛ أي يستريحون ، والترويحة هي الاستراحة القصيرة ، ثم تعارف المسلمون على قيام رمضان باسم التراويح - مجازا - .
- وصلاة التراويح تؤدى جماعة في المسجد، وهذا اجماع جمهور العلماء لان ذلك ثبت من فعل النبي عليه السلام ، وفعل جمهور الصحابة ؛ ويجوز للنساء أيضا اداؤها في المساجد ، كما تجوز صلاتها في البيت للرجال والنساء .
- ووقتها من بعد العشاء الى ما قبل الفجر - وقبل الوتر - لان الوتر يكون بعدها .
- وصلاة التراويح من شعائر الإسلام الكبرى في شهر رمضان ، فينبغي للمسلمين المحافظة عليها في المساجد .
- عدد ركعات صلاة التراويح ، نقول : بعيدا عن الاختلافات والآراء والمذاهب ؛ كان النبي عليه الصلاة والسلام يصلي احدى عشرة ركعة في رمضان وغير رمضان ، ومن زاد فيجوز له ذلك استنادا الى الأدلة الأخرى التي لم تحدد عددا ، فمن صلى 13 ركعة ، او 21 او 23 او 39 او غيره فكله جائز ولا داعي لأي اختلاف ، والأفضل للأمام ان يراعى أحوال الناس واستطاعتهم في ذلك ؛ ففيهم الكبير والصغير والقوي والضعيف ، وصاحب الحاجة .
- والأفضل صلاتها مع الامام حتى النهاية لان من صلاها مع الامام حتى ينتهي ، كتب له قيام ليلة كاملة ، كما قال النبي عليه السلام .
- ليس للقراءة فيها تحديد معين ، ولكن يستحب ان يختم القران فيها خلال الشهر ، وهذا استحبابا لا شرطا.
- وتصلى ركعتان ركعتان ، ثم يوتر ، ولها نية واحدة في اول الصلاة ، والأفضل تجديد النية بقلبه في اول كل ركعتين وأيضا في الوتر وهذا هو الاظهر ، ويقرا دعاء الاستفتاح في اول كل ركعتين ، وفي الوتر، ودعاء الاستفتاح سنة لا واجب والاكمل الاتيان به .
- من فاتته ركعة من التراويح فيقضيها بعد سلام الامام ؛ فيقوم ويأتي بركعة ويسلم ، ثم يقوم ويتابع مع الامام باقي الصلاة .
- من كان محافظا على صلاة التراويح ، ثم مرض ليلة او ليلتين مثلا ولم يستطع ان يصلي ، فان الله تعالى يكتب له اجرها وكأنه صلاها ، وكذلك لو تركها لأي عذر رعي اخر ففضل الله عظيم .
- هل من فاتته صلاة التراويح ، له ان يقضيها ؟ فالجواب ان فاتته مع الجماعة صلاها في البيت ولكن قبل الفجر ، اما ان فاتته حتى طلع الفجر ؛ فله ان يقضيها بعد طلوع الشمس من اليوم التالي ولكن يشفعها فان كان يصلى التراويح 11 ركعة جعلها 12 وهكذا ، لأنه لا وتر في النهار ؛ وان لم يقض فلا شيء عليه فالأمر واسع .
- فضل صلاة التراويح . وردت آيات واحاديث كثيرة في فضل صلاة الليل بشكل عام ؛ ويكفي في فضل صلاة التراويح حديث ( من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )
جعلني الله واياكم ممن قام رمضان ايمانا واحتسابا .
أكتب تعليقك هتا