أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

 هل تذبحني يا أبي؟ 

هل تذبحني يا أبي؟   بقلم: محمد السكري - مصر  إن الحواديت والحكايات التي نقصها علي أطفالنا  تظل راسخةً في ذاكرتهم بل و تساهم في توازنهم النفسي وسلامهم الداخلي حتى بعد أن يكبروا، من هذا المنطلق أسأل:  هل من الصواب أن نحكي للأطفال قصة الأب الذي حلم أنه يذبح إبنه ثم شرع في ذبحه والإبن مستسلم لأن ذلك أمر إلهي لولا كذا و كذا ؟هل يستطيع عقل الطفل إدراك المعني أو الرمز دون أن ترتعد فرائصه خوفاً ورعباً من أن يطلب منه أبوه يوماً ما أن يستلقي كي يذبحه؟، و كيف أحكي له قصة قابيل وهابيل و الإخوة الذين القوا أخاهم في البئر ثم أعود في مناسبة أخري أؤكد له أن إخوته هم السند والملاذ، ألن يشتت ذلك عقل الطفل و مشاعره ؟ كيف أقنعه أنه من الطبيعي أن يترك أب إبنه الرضيع وزوجته في صحراء قاحلة ويمضي مطمئن القلب مستريح البال دون أن يخاف عليهما من الحيوانات المفترسة أو الموت جوعاً و عطشاً؟ كيف اجاوبه علي كل علامات الإستفهام التي تفرض نفسها على رأسه الصغير؟   و بالقياس إذا كانت الأم لا تستطيع أن تتكلم مع طفلتها في موضوعات تخص النساء بدءً بالمحيض و إنتهاءً بالعلاقة الزوجية لأنه ليس الوقت المناسب لتعليمها تلك الأشياء، أليس من الأصوب عدم التعرض لمثل هذه الموضوعات لأن الطفل لن يفهم المغزى والمعنى والقيمة من تلك الحكايات الدينية التي ترتبط أساساً بالعقيدة ؟  إن مثل هذه القصص قد تؤدي إلى عقد نفسية كامنة في نفوس الأطفال وقد تتحول إلى قنبلة موقوتة  يمكن أن تنفجر في الوقت الذي يزيد فيه الادراك ويتسع الأفق وهذا الانفجار قد يأخذ شكل النفور من هذا الموروث الديني الذي لا يذكّره إلا بكل ما هو مخيف، وقد أثبت الواقع أن أكثر من تركوا الدين هم أولئك الذين تجرعوه كرهاً وهم صغار.   وأما أخطر ما في الموضوع من وجهة نظري هو أننا نحن ككبار ليس لدينا إجابات على كثير من أسئلة  الأطفال الصعبة والمحرجة ، فوجب علينا  أن نتعلم ونعرف كيف  نجيب إجابات بسيطة وصحيحة بدلاّ من نخرسه ونحن نهدده بأن مثل هذه الأسئلة ستأخذه الي الكفر وجهنم وبئس المصير،  هذه الإجابة الساذجة  ستحوله إلى إنسان يحفظ ولا يفهم، يرث دينه الذي وجد عليه آباؤه وهي نفس التهمة التي الصقناها بمن سبقونا ووصمناهم بالكفر لما قالوا :هذا ما وجدنا عليه ٱباءنا. وهؤلاء الوارثون دون فهم واقتناع ما أسهل تخليهم عما ورثوه إذا تعرضوا لأي تيار عقائدي أو أيديولوجي مخالف.   إذن السؤال كيف ستجيب طفلك إذا سألك يوماً وأنت تعلّمه الدين :هل تذبحني يا أبي ؟

بقلم: محمد السكري - مصر

إن الحواديت والحكايات التي نقصها علي أطفالنا  تظل راسخةً في ذاكرتهم بل و تساهم في توازنهم النفسي وسلامهم الداخلي حتى بعد أن يكبروا، من هذا المنطلق أسأل:  هل من الصواب أن نحكي للأطفال قصة الأب الذي حلم أنه يذبح إبنه ثم شرع في ذبحه والإبن مستسلم لأن ذلك أمر إلهي لولا كذا و كذا ؟هل يستطيع عقل الطفل إدراك المعني أو الرمز دون أن ترتعد فرائصه خوفاً ورعباً من أن يطلب منه أبوه يوماً ما أن يستلقي كي يذبحه؟، و كيف أحكي له قصة قابيل وهابيل و الإخوة الذين القوا أخاهم في البئر ثم أعود في مناسبة أخري أؤكد له أن إخوته هم السند والملاذ، ألن يشتت ذلك عقل الطفل و مشاعره ؟ كيف أقنعه أنه من الطبيعي أن يترك أب إبنه الرضيع وزوجته في صحراء قاحلة ويمضي مطمئن القلب مستريح البال دون أن يخاف عليهما من الحيوانات المفترسة أو الموت جوعاً و عطشاً؟ كيف اجاوبه علي كل علامات الإستفهام التي تفرض نفسها على رأسه الصغير؟ 

و بالقياس إذا كانت الأم لا تستطيع أن تتكلم مع طفلتها في موضوعات تخص النساء بدءً بالمحيض و إنتهاءً بالعلاقة الزوجية لأنه ليس الوقت المناسب لتعليمها تلك الأشياء، أليس من الأصوب عدم التعرض لمثل هذه الموضوعات لأن الطفل لن يفهم المغزى والمعنى والقيمة من تلك الحكايات الدينية التي ترتبط أساساً بالعقيدة ؟

إن مثل هذه القصص قد تؤدي إلى عقد نفسية كامنة في نفوس الأطفال وقد تتحول إلى قنبلة موقوتة  يمكن أن تنفجر في الوقت الذي يزيد فيه الادراك ويتسع الأفق وهذا الانفجار قد يأخذ شكل النفور من هذا الموروث الديني الذي لا يذكّره إلا بكل ما هو مخيف، وقد أثبت الواقع أن أكثر من تركوا الدين هم أولئك الذين تجرعوه كرهاً وهم صغار. 

وأما أخطر ما في الموضوع من وجهة نظري هو أننا نحن ككبار ليس لدينا إجابات على كثير من أسئلة  الأطفال الصعبة والمحرجة ، فوجب علينا  أن نتعلم ونعرف كيف  نجيب إجابات بسيطة وصحيحة بدلاّ من نخرسه ونحن نهدده بأن مثل هذه الأسئلة ستأخذه الي الكفر وجهنم وبئس المصير،  هذه الإجابة الساذجة  ستحوله إلى إنسان يحفظ ولا يفهم، يرث دينه الذي وجد عليه آباؤه وهي نفس التهمة التي الصقناها بمن سبقونا ووصمناهم بالكفر لما قالوا :هذا ما وجدنا عليه ٱباءنا. وهؤلاء الوارثون دون فهم واقتناع ما أسهل تخليهم عما ورثوه إذا تعرضوا لأي تيار عقائدي أو أيديولوجي مخالف. 

إذن السؤال كيف ستجيب طفلك إذا سألك يوماً وأنت تعلّمه الدين :هل تذبحني يا أبي ؟


تعليقات