جابرييل إندريري |
دبي - وكالة البيارق الإعلامية
ومع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28)، تتأكد الحاجة إلى خفض الانبعاثات بنسبة 43% بحلول عام 2030. وبالرغم من التركيز الحاصل على قضية الاستدامة منذ اتفاق باريس المنعقد قبل سبع سنوات، فإن تحويل النيّات إلى أفعال ما زال يشكل تحدّيًا، إذ يكافح الجميع لتحقيق التوازن بين رغباتهم في الحفاظ على البيئة ومواصلة اتباع عاداتهم القديمة التي قد لا يراعي الكثير منها جوانب الاستدامة. وبالنظر إلى "الفجوة بين المواقف والسلوكيات"، يمكن للمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط أن تلعب دورًا في مساعدة الموظفين على إحداث التغيير من خلال تبني ممارسات مستدامة، لا سيما في مجالات حيوية مثل السفر.
ولعلّ حلّ هذا التحدّي يتمثل في تحوُّل المؤسسات إلى خيار "الإيعاز الأخضر"، وهو نهجٌ متجذّر في مبادئ العلوم السلوكية، لتوجيه الموظفين بلطف نحو خيارات سفر أكثر استدامة، ما يجعل المؤسسات قادرة على أن تمهّد الطريق لإحداث تغيير حقيقي عبر خلق الظروف التي تسهّل اتباع السلوك الرفيق بالبيئة، بدل فرض القواعد والأحكام.
كيف يعمل مفهوم "الإيعاز الأخضر"؟
فعلى سبيل المثال، عندما تضع كافتيريا المؤسسة اختيارات البدائل الصحية من فواكه وسلطات في مواضع مدروسة، بحيث تكون عند مستوى النظر أو بمحاذاة طابور المحاسبة، فإن الموظفين يصبحون أميل لاختيارها. وبالمثل، فإن المدن التي تتمتع ببنية تحتية متطورة لركوب الدراجات، والمؤسسات التي تستثمر في إقامة مرافق ممتازة للاستحمام وتغيير الملابس، تشجع الموظفين على الانتقال من قيادة المركبات إلى ركوب الدراجات في تنقلاتهم اليومية إلى العمل ذهابًا وإيابًا.
ولتحقيق تقدّم حقيقي في جهود الاستدامة وتقليل آثار الكربون، يجب على المؤسسات دراسة سبل تحفيز السلوكيات الصحيحة بين موظفيها، وهو أمر يستلزم الاعتراف بأن مجرد الوعي بالحاجة الملحة لتغير المناخ لا يضمن حدوث تحوّلات سلوكية، وهنا يبرز الإيعاز الأخضر باعتباره آلية قوية ودقيقة لتعزيز التغيير الإيجابي.
إتاحة معلومات محدّدة: عندما يتلقى الأفراد بيانات دقيقة حول التأثير البيئي لخياراتهم، فإن ذلك يؤثر في القرارات التي يتخذونها. وبوسع للمؤسسات دمج معلومات ثاني أكسيد الكربون في خيارات النقل أثناء عملية الحجز، ما يسمح للمسافرين من رجال الأعمال بإجراء اختيارات مستدامة دون عناء.
تغيير الأعراف الاجتماعية: إن إدراك التأثير العميق لسلوكيات الأقران وتعزيز ثقافة تكون فيها الاستدامة هي الأساس، يحفّز الآخرين على أن يحذوا حذوهم. وبوسع قادة الأعمال أن يعرّفوا موظفيهم بخيارات السفر المستدامة التي يلجأون هم أنفسهم إليها، فيشجعوهم على اتخاذهم قدوة لهم.
تمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة
وقال جابرييل إندريري، نائب الرئيس والمدير التنفيذي لمنطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا لدى "إس إيه بي كونكر": "إن بناء برنامج سفر أعمال مستدام يظلّ مهمة معقدة! وفي هذا السياق تكشف الأبحاث الحديثة التي أجرتها شركة "إس إيه بي كونكر" عن عدم وضوح الطريق نحو المستقبل. ومع ذلك، يظهر مفهوم الإيعاز الأخضر بوصفه وسيلةً واعدة للمؤسسات لدعم موظفيها وتعزيز أهدافها الخاصة بالاستدامة. إن الإيعاز إلى الموظفين والأفراد وتوجيههم بلطف نحو خيارات أكثر مراعاة للبيئة، يمكّن المؤسسات من لعب دور محوري في تشكيل مستقبل أكثر استدامة للمنطقة والعالم".
أكتب تعليقك هتا