حقول المعرفة
عماد أبو الفتـوح
لا توجد ( وصفة ) للتدوين .. لا يوجد علم ، أو طريقة معينة للتدوين ، لأنه بالاساس نابع من شخصية كل واحد منّا ، وثقافته وفكـره وقراءته ، ورؤيته الخاصة لنظم الأفكار..
التدوين يختلف عن ( التحرير ) .. أن تعمل كمحرر ، فهذا عمل له أساسيات وقواعد ومبادئ ورؤية عامة .. التدوين في كل جوانبه هو تغريد خارج السرب ..
وعادة ، كل مدوّن هو محرر .. بينما ليس كل محرر قادر على التدوين ..
لذلك ، لا أقول هنا : قواعد أو قوانين بخصوص التدوين .. بل هي فقط مجرد نقاط متداولة ، أعتقد أن التركيز عليها ، وتكرارها دائماً قد يحسّن من مستوى تدويناتك..
الصــور مهمة جداً .. الجذب البصري لعين القارئ أهم بكثير من جذبه بعنوان المقال مهما كان مشتعلاً .. كلما زادت قدرتك على جذب القارئ بصرياً ، بصورة مميزة لا تشعره بالابتذال ولا تشعره بالضجر في نفس الوقت .. فهذا يعتبـر ( الخطّـاف ) التي تخطف به عين القارئ ..
تقسيم الفقـرات .. الكثير من المدوّنين المبتدئين تحديداً ، يعتبرون ان التدوين له نفس معايير الكتابة الورقية .. فتجد أن المقال كله عبارة عن فقرتين ، كل فقــرة مكوّنة من 9 أسطر ..
مهما كان النص بديعاً والفكرة مميزة .. لا أحد يقـرأ أي نص معقد ومتداخل بعدد هائل من الكلمـات ، إلا في الكتب الورقية فقط .. طالما نحن في عالم رقمي ، فيجب أن تكون التدوينة مكوّنة من فقرات عديدة .. كل فقـرة لا تتجاوز الـخمس أسطر على الأكثر ..
نصيحتي ، لا تستخدم الـ CTA ، أو الـ Call To Action .. لا تنهي التدوينة بطلبك أن يقوم القارئ بالتعليق بشكل مباشر .. لا تقل : اترك تعليق..
من الممكن ان توجه اسئلة ما ، أو أن تطلب منه إضافة شيء ما .. ولكن أن تطلب منه كتابة تعليق بأن تقول له : اكتب تعليقاً .. فهذه كانت موضة سائدة وقت ظهور التدوين العالمي ، في الفترة ما بين 2010 الى 2012 ..
لم يعد أحد ، لا في المواقع العربية ولا العالمية يقول للقارئ : اترك تعليقاً ..
الـ Top 10 مهمة ، ومن أبرز ملامح التدوين العصري .. ولكن انتبه ان قيمتها بدأت تقل بالتدريج ، وأصبحت تسبب ضجـر الكثير من القراء .. إذا كان لابد فاعلاً ، فاستخدم عنـاوين اكثر حركة لا تظهــر الموضوع بإعتباره قائمــة جافّــة معتادة ..
التدوين المصغّر ، المركّــز .. أقرب الى ( بوست ) على الفيسبوك ، او مساهمة هنا في حسوب .. مهم جداً ، وسيكون له امتدادات هامة في المستقبل في رأيي ..
إذا كانت ملامحك photogenic ، وتقدم معلومات بشكل احترافي عن طريق الحوار .. تجاهل التدوين المكتوب ، وانطلق في عالم التدوين المرئي بأقصى سرعة وتركيز ممكن .. الكلمة المرئية هي الأساس خلال السنوات المقبلة.
بمجرد ما تجد تدوينتك تجاوزت الـ 600 كلمة ، ابدأ في تقسيمها الى عنـاوين فرعيـة ..
العنوان اجعله واضحاً .. لن يجد القارئ الإليكتروني مزاجاً رائقاً أبداً في أن يقــرأ تدوينة عنوانها : الحب السامي .. أو ، بحــر المجزوء الوافر .. من الذي سيجد البال الرائق ليقـرأ مقال بعنوان بحر المجزوء الوافر .. ماذا يعني بحر المجزوء الوافر اساسا ..
اكتب العنوان في آخر التدوينة ، وليس أولها..
تنسيق المقال بعد الانتهاء منه ، أهم من المقال ذاته ..
أن تدمج صور جيدة ، فيديوهات مميزة - وسريعة - ، داخل التدوينة .. معناها أن 50 % من قراء التدوينة ، سيقرؤونها بالكامل فعلاً ..
لا تدوّن قبل أن تتأكد ان اسلوبك خالٍ من الاخطاء الإملائية .. أول كلمة ( لاكن ) سيجدها القارئ في تدوينتك ، ستجعله يغادر فوراً .. ويستحيل أن يقرأ لك حرفاً مرة أخرى ، مهما قمت بتحسين اسلوبك وتجاوزت اخطاءك ..
أخيراً .. للمرة الالف ، رغم ما تثيره هذه النصيحة من ضيق القراء .. لا تحصر نفسك في التدوين التقني .. الرحمة ياشباب .. هناك ألف مليون مجال ، يمكنك ان تبرع فيه ، أكثر من الكتابة في التصميم والبرمجة والتقنية و ( المعلوميات ) وتسطيب الويندوز ..
حتى إذا كان مجالك تقنياً ، اجعل لمدوّنتك امتدادت اخرى عامة ، تناقش نواحي أخرى .. تسويق ، ترفيه ، كتب ، ريادة أعمال ، تاريخ .. المدوّنات الشاملة هي الاساس حالياً ، وحتماً هي المستقبل أيضاً ..
إذا لديك نصيحة اخرى بشكل مركز ، هاتها .. تكرار هذه النصائح مهم جداً للمدوّنين ، حتى لو بدا الامر بديهياً تماماً بالنسبة لك .. وإذا كان لديك أي سؤال بخصوص التدوين ، فدعنا نناقشه بشكل عام .. ( نموذج للـ CTA الذي أقصده )
أكتب تعليقك هتا