كان هاتفا عاديا من رئيس تحرير جريدة الحياة الجديدة حافظ البرغوثي للاطمئنان على صحتي وعلى المادة التي كلفت العمل بها للملحق الاقتصادي......وسألني هل رأيت الفتاة المصرية التي عرضت صورتها عارية ؟فأجبته لا ولكنني اجلس على جهاز اللاب توب وسأفحص الان.اغلقت الهاتف وبدأت ابحث عن فتاة تدعى ماجدة متساءلة عن سبب اتخاذها قرارا بالتعري،واعتقدت للوهلة الاولى انها وقفت في ميدان التحرير عارية احتجاجا على شئ معين،ولكن وبعد ان تابعت ما كتب عنها وجدت انها نشرت صورتها على صفحتها ومدونتها الخاصة وتهافت الجمهور لرؤية فتاة عربية عارية،ضحكت من سخافة المشاهدين الذين اخترقوا خصوصية هذه الفتاة وبدأوا بالتلصص على جسدها ووصفها بالفاظ نابية ما بين مستنكر ومحتج ومحرم ومؤيد،والاكثر من ذلك ان الاعلام العربي خصص برامج خاصة للحديث عن هذه الفتاة وحاولوا الحديث معها ولكنها رفضت وربما تفاجئت...........
ماالذي دفع الاعلام الحديث عنها وعن طريقتها بالاحتجاج......وهنا اتساءل هل يفتقر الاعلام والانترنت لنساء عاريات يبعن اجسادهن جنسيا مقابل المال وليس الحرية،الا يجلس شبابنا في منتصف الليل على يوتيوبات البورنو،الا يمارس البعض الجنس مع فتيات عبر الكاميرات ،اضاقت الاخبار بالاعلام العربي ومنها السياسية وقضايا الفقر والبطالة وحرية التعبير وقتل نظام البعث للشعب السوري وخطط التنمية وبرامج دعم مرضى السرطان وعمالة الاطفال وسفاح القربى وانتشار الطلاق والقتل على خلفية الشرف وتعدد الزوجات والانتحار وافتقار الدول العربية للبنية التحتية والاقتصاد المتدهور والاستعمار الذي يغزو المنطقة العربية تحت مسمى الربيع العربي ليفرغ معديه ومذيعيه ومخرجيه وهواءه الفضائي ليناقش موضوع فتاة قررت نشر صورتها عارية،وهنا كم من فتاة في الغرب تحتج عارية ولا احد يلتفت اليها وكم من شط في العالم مخصص للعراة ومنهم في اسرائيل،والسؤال ما الفرق بينها وبين النساء اللواتي يلبسن البكيني على شط البحر.
أكتب تعليقك هتا