منذ اندلاع الثورة التونسية اصبحت الحرية لدى التونسييين هي المطلب الاساسي في الحياة..بعد ان قيدوا طيلة ال23 سنة وربما اكثر من ذلك بكثير.فمفهوم الحرية بصفة عامة هي التخلص من العبودية..هي حرية الذات الانسانية بما هي تتمتع بصفة التفرد والعقل الذي يتميز به الانسان عن باقي الكائنات و بحريته يتخلص من القيود القمعية و حتى النفسية لم لا فقد يكون الانسان احيانا مكبلا بقيود نفسية تمنع حرية ابداعه و حرية تفكيره والانطلاق في دروب الانعتاق..و هذا كله جمعه الفلاسفة في عبارة واحدة الا وهي الاستقلالية.و لكن كيف يتم تطبيق الحرية بغاياتها واهدافها الفاعلة في مجتمع يسمح بان ينبت داخله فطر قد يسبب في تسممه بافكار رجعية متخلفة ضاربة في العصور الاولية..فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اذا دخل شهر رمضان فتحت ابواب الجنة و غلقت ابواب جهنم و سلسلت الشياطين.."و لكن ما شهدته البلاد التونسية مؤخرا و في شهر رمضان بالذات مشهدا مثيرا للاسف و للحزن وللسخط ..كيف لا وقد تشاهد اعمالا تخريبية لا يرتكبها حتى الشيطان..فقد شهدت احدى ولايات الشمال الغربي تكتل جماعة يدعون غيرتهم على الاسلام و ذلك بتهجمهم على المطاعم والمحلات التجارية و التي تفتح لغير الصائمين و ذلك بنهبها وتكسيرها وحرقها و تخريبها منادين باعلى صوتهم:"الله اكبر! الله اكبر!"...و يخطبون في الناس بوجوه مخيفة مرعبة ذات عيون غائرة...و يطلقون اسم وكر على المطعم فمنذ متى كانت المطاعم اوكارا!!و يدعون انهم لا يشددون على من لا يصلي فمن لايصلي بالنسبة لهم مسلما ..من هم هؤلاء بل نخاطبهم مباشرة:"من انتم!!من انتم..فهل بالنسبة لكم انتم امر الصلاة مهم ام بالنسبة الى الله!!!"فهل اتخذ هؤلاء مكان الله!!ليتصرفوا..و يحكمون على الناس ويحلون ما يشاؤون ويحرمون ما لا يشاؤون..و اي دين يسمح بالتكسير و التخريب و التحطيم لمحلات يعلم الله كم وقت استغرق صاحبها في ادخار ماله و في تكوين مصدر قوته و مشروع حياته..باي حق تهدمون وتمسون ما يسترزق منه الناس..و يقولون باعلى صوتهم اذا عصيتم فاستتروا..فهل وجدوا الناس تفطر في الشوارع..و من اجبرهم على المرور امام المطاعم -عفوا الاوكار حسب رايهم-اليست بطونهم وشياطينهم هي التي دفعتهم الى المرور امام المحلات!!هل هذه هي الحرية التي يزعمون..فما حريتهم سوى فوضى..فلا اكراه في الدين..و ان النصح والارشاد لا يتخذ سبيل العنف..فقد قال الله تعالى:"و جادلوهم باللتي هي احسن.".صدق الله العظيم ..ايعتقدون انهم بهده الاساليب الجاهلة العنيفة قد بلغوا غاياتهم و قد اصلحوا مجتمعاتهم..بالعكس فمن حرق محله و نهبت ارزاقه و حرق جسده سيحقد و يبتعد عن الدين و سيزداد الطين بلة..سيصبح الدين بالنسبة له عنوان رعب..فقد قال الله تعالى:"و ان كنت فضا غليظ القلب لانفظوا من حوالك"فما من احد يمتلك الحكمة..و لا احد يوزع صكوك الغفران..و لا تقتل النفس البشرية التي حرم الله باسم الدين ...مع الاسف هذا ما خلفته الثورة و ما خفي اعظم.
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net
bayariqmedia@gmail.com
المدير العام ورئيس التحرير
محمد توفيق أحمد كريزم