الدكتور جراح التجميل : راسم إدريس
حاوره: محمد توفيق كريزم - غزة
شهد طب التجميل في السنوات الأخيرة، تطورا ملحوظا لاسيما بعد إدخال الليزر لهذا الطب، واستعماله في بعض الحالات الصعبة، بنجاح تام. ولعل طب التجميل أكثر ما يتعامل مع التشوهات الخلقية، إلا أن له تخصصات أخرى مثل العمليات الجراحية التجميلية، والتهتكات الجلدية، إضافة إلى زراعة الشعر في الرأس.
"الرأي" التقت الدكتور راسم ادریس جراح طب التجميل في غزة، والخبير في العمليات الجراحية التجميلية، وهذا نص الحوار:
* كيف نشأ طب التجميل في العالم؟ وكيف تطور؟
- طب التجميل من الفروع الطبية الحديثة في العالم، وتعتبر بداية نشأته الحقيقية بعد الحرب العالمية الثانية، حيث کثرت حالات التشوهات والحروق الناتجة عن الحروب، وإنتشر طب التجميل وشق طريقه في السبعينات وتطور في الثمانينات والتسعينات ليواكب بذلك الاكتشافات الطبية الحديثة لفروع الطب الأخرى.
* ماهي الأمراض أو الحالات التي يتعامل معها طب التجميل؟
- يتعامل طب التجميل مع حالات التشوهات الخلقية مثل الشفة الأرنبية وسقف الحلق المشقوق، والزيادة في الأصابع أو نقصانها والوحمة، كذلك طب التجميل يختص في معالجة الحروق أو ما قد ينجم عنها من مضاعفات، مثل تقييد حركة الأصابع أو اليدين، وهناك من المرضى من يحتاج إلى عمليات ترقيع جلدي، كذلك يتعامل طب التجميل مع الأمراض الخبيثة التي تصيب الجلد، وبالذات الوجه واليدين، مثل مرض القرحة القارضة، وهذا المرض منتشر كثيرا في غزة، ومرض سرطان الجلد ويصيب الشفاه، اضافة إلى مرض الميلانوما وهو أحد الأمراض السرطانية، كما أن طب التجميل يتعامل مع الحالات التي تكون مسبباتها حوادث مثل الجروح والتهتكات الجلدية.
وهناك نوع آخر يعتني به طب التجميل وهو العمليات الجراحية التجميلية مثل تجميل ثديي المرأة، وتعديل الأنف، وزرع الشعر في الرأس، إضافة إلى عمليات تجميل البطن عند المرأة عن طريق شفط الدهون.
* كيف تنظر إلى طب التجميل في غزة؟
- بالنظر إلى الإمكانات المتوفرة نجد أنه جيد، لكن هناك نقص في التجهيزات والمعدات الطبية الحديثة، ولاسيما أن طب التجميل في تطور مستمر.
* ما أسباب التشوهات الخلقية؟
- توجد عدة أسباب ينتج عنها التشوهات الخلقية، مثل الوراثة، حيث إن الشفة الأرنبية سببها زواج الأقارب، كذلك تدخين المرأة أثناء الحمل وتعاطيها العقاقير الطبية، أو تعرضها للأشعة قد يؤدي إلى التشوهات الخلقية لدى الجنين.
* هناك حالات تستعصي على طب التجميل كيف يتم التعامل معها؟
- الحالات المستعصية هي التي تحتاج إلى الجراحة الميكروسكوبية، أو تؤدي إلى حروق في الجلد سواء من الدرجة الأولى أو من الدرجة الثانية.
وهناك أسباب كيميائية مثل مستحضرات التجميل الحديثة التي تعتبر ضارة جدا لبشرة المرأة نظرا لما تحتويه من كيماويات ذلك أنها تسد مسامات الجلد، وتمنع إفراز العرق، إلى حد أن المواد الدهنية المتراكمة داخل الجلد تتحول إلى أكياس دهنية وتؤدي إلى حب الشباب، والنتيجة هنا إما جفاف مفاجئ يجعل البشرة تفقد رطوبتها وليونتها وإما حساسية فتصبح البشرة حمراء ملتهبة مؤلمة، وإما أن يزيد إفراز الزهم فتبدو البشرة لامعة تمتص المكياج وتكثر عليها الشوائب.
* ما هو مرض الأكزيما الجلدي؟
- يعرف مرض الأكزيما الجلدي بجفاف في البشرة وظهور طفح جلدي مؤلم مع حكة شديدة ويتشقق الجلد في بعض الأحيان ويصاحب ذلك نزف، مما يسبب تعرض الجلد للعدوى والالتهابات، والأكزيما من الأمراض الجلدية الشائعة بين الأطفال، وتظهر عادة في الأسابيع الأولى من عمر الطفل، ويختفي المرض في معظم الحالات عندما يصل الطفل إلى عمر سنة أو سنتين. أو الجراحة بالليزر، وهذا ما لا يتوفر في غزة.
* كيف يمكن شد عضلات الوجه دون جراحة؟
- يتم ذلك باستخدام المنظار من أجل تقليل العلامات التي تظهر على الوجه بعد عملية التجميل، حيث يضطر الجراح في عمليات شد الوجه العادية لعمل فتحة ممتدة بين الأذنين، ولكن باستخدام المنظار فإنه يتم عمل من ثلاث إلى خمس فتحات صغيرة تبلغ بضعة مليمترات، كما أن احتمالات المضاعفات في هذه الطريقة أقل من الطرق التقليدية، وعملية شد الوجه أو تأثير العملية يستمر 10 سنوات وأكثر حسب درجة محافظة الشخص على انفعالاته وضبطها، كما أن هذه الطريقة يمكن استخدامها خلال خمسين عاما أي خلال الفترة العمرية من سن 33 سنة وحتى ۸۳سنة، ومن مميزاتها أنها تستخدم بدون تخدير كامل إذ يكفي لها استخدام مخدر موضعي مع مهدي حفيف.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن الراحة النفسية وأوقات الاسترخاء التي يحصل عليها الإنسان من وقت إلى آخر على فترات ثابتة ومنظمة والبعد عن الضغوط النفسية تعتبر من أهم أسباب تجنب الإصابة بالتجاعيد المبكرة للوجه، وللاحتفاظ بنضارة الوجه والجلد والشباب الدائم يجب أن يحصل الفرد على معدل يومي من الفواكه والخضروات الطازجة خاصة تلك التي تحتوي على فيتامينات أ، ج،ه.
وحتى الآن نحن في غزة لم نتوصل إلى مستوى تجميل الوجه حيث يحتاج ذلك إلى إمكانات هائلة.
* هناك عوامل تؤثر على الجلد وبشرة الوجه فما هي الأضرار الناتجة عن تلك العوامل وكيف يمكن تجنبها؟
-حرارة الجو والشمس من العوامل التي لها تأثير ضار على البشرة والجلد، ويعتمد هذا التأثير على عدة أسباب مثل مدی ارتفاع درجة الحرارة ومصدرها إذا كانت من الشمس مباشرة أو في الظل، وفترة التعرض ونوع الجلد وسمكه، ويتراوح هذا التأثير بين الالتهاب الشديد أو مجرد تلوين الجلد من دون حدوث أية التهابات ويعتمد هذا على لون الجلد اذا كان أبيض ناصعا أو شديد الدكانة أو الدرجات اللونية بينهما.
والحر الشديد والرطوبة المرتفعة يسببان التعرق بكمية كبيرة، مما يؤدي إلى خلل في التوازن الملحي في الدم، كما يسببان نوعا من الطفح الجلدي العرقي أو التهيج في الجلد، وأحيانا يتسبب ذلك في مرض القرحة القارضة، وأشعة الشمس .
وبالنسبة لأعراض المرض، تظهر قشرة سميكة على الرأس وقد تظهر تقشرات حول المناطق الدهنية من الجلد مثل الوجه والإبط والفخذين.
* هل هناك علاج لتقشير البشرة؟
- أهم إنجاز العمل الليزر في القرن العشرين هو (عملية الصنفرة الليزيرية تقشير الجلد) حيث يمكن التحكم فيها إلى درجة جزء في المليون من المليمتر، وهذا يبين مدى السيطرة التامة التي تتيح ضبط العمق والقوة والمساحة المطلوبة عن طريق جهاز (السكانر) الموجود داخل جهاز توزیع الليزر، وبالتالي فإن قدرة التحكم الدقيقة التي يوفرها الليزر تضيف إلى مهارة الجراح قدرات إضافية لا يمكن لأي وسيلة جراحية أخرى أن توفرها.
والصنفرة الكهربائية في العملية التقليدية تؤدي إلى مستوى واحد في تقشير مناطق مختلفة السماكة من البشرة، مما يعني احتمال الوصول إلى عمق إضافي غير ضروري تحت الجلد، بينما يتوافر في الليزر ۳۹ نموذجا يعمل كل واحد منها على منطقة معينة بالعمق المطلوب والطاقة اللازمة من دون أي خوف.
وعموما التقشير بالمفهوم العام يتناول الطبقة السطحية من الأدمة (الطبقة القرنية) واستخدامه يساعد على تمدد العروق، مما يؤدي إلى تنشيط وتسريع عملية تجدد الخلايا، ومن ثم تبديل البشرة الهرمة بأخرى ناعمة ونضرة، فيتم التخلص من كافة الشوائب والبقع وحالة الذبول المتعلقة بالطبقة القرنية القديمة.
*كانت هناك محاولات عديدة ودائمة العلاج الصلع إلى أين وصل العلم في ذلك؟
-لابد التنويه أولا أن فروة الرأس تحتوي على ما يقارب ۱۲۰ ألف شعرة تمر بثلاث مراحل، تبدا بمرحلة النمو وتمتد هذه المرحلة من 3-۱۰ سنوات، ويزداد طول الشعرة في كل شهر بمقدار سم واحد فقط، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الانتكاس أو التراجع وفيها تصاب تتقوس الشعرة وتصاب بالجفاف، وفي المرحلة الثالثة فهي مرحلة التساقط أو موت الشعرة، وفقدان الشعر يوميا يعادل ۳۰ شعرة بشكل طبيعي أما إن زاد عن هذا الحد فلا بد من أخذ الاحتياطات اللازمة.
وتوجد مناطق في مساحتها يفقد فيها الشعر إما نتيجة الصلع أو لأمراض جلدية، أو نتيجة فقدان جزء من فروة الرأس في حوادث أو التعرض لحروق، وهذه هي أكثر الأسباب شيوعا لفقدان الشعر.
وقد تطورت زراعة الشعر مع تطور الطب، ففي البداية كانت تتم عملية زرع الشعر بكميات بسيطة جدا. : وتوجد عدة طرق لإجراء عمليات جراحية لزرع الشعر منها:
- عملية زراعة الشعر بكميات بسيطة( عملية ترقيع)
- عملية نقل جزء من فروة الرأس بطول حوالي ۲۰ سم وعرض 4 سم على مرحلتين.
- عملية نقل جزء من فروة الرأس بطول ۲۰ سم وعرض فسم على مرحلة واحدة باستعمال الجراحة الميكروسكوبية.
- عملية نقل جزء من فروة الرأس بطول حوالي 15 سم وعرض يصل إلى ۱۰سم وذلك باستعمال جهاز لتمديد الجلد Tissue Expander
وتطورت عملية زراعة الشعر بحيث يأخذ شريحة من فروة الرأس ويكون متصلا يأخذ شريحة من فروة الرأس ويكون متصلا أو ثابتا بدمه، ويتم نقله إلى المنطقة الصلعاء، لكن الكمية التي يتم نقلها قليلة جدا، وهنا العملية أصبحت أكثر تطورا ،باستخدام جهاز ممدد الجلد، حيث يتم زراعة الجهاز تحت فروة الجلد لمدة شهر، حيث تتمدد وتنتفخ فروة الرأس وتحدث زيادة في مساحة الجلد التي تحتوي على الشعر.
وهناك عملية أخرى لزرع الشعر ذات نتائج جيدة وتتمثل في إزالة الجلد الذي لا يحتوي على شعر ومن ثم زراعتها بالشعر.
* هل هناك خطورة في وضع مادة السيلكون في ثدي المرأة؟
-تلجأ المرأة إلى هذه الطريقة من أجل تكبير صدرها ليبدو جميلا، وهنا البعض يقول أن مادة السيلكون التي تستعمل في عملية تكبير ثدي المرأة تسبب مرض السرطان، لكن آخرون ينفون ذلك. و لكن أستطيع أن أؤكد من خلال عملي وتجربتي الطويلة، أن مادة السيلكون لا تسبب أي مضاعفات، وهناك بعض الحالات أجريت لها عمليات تكبير الثدي منذ عشر سنوات ولم يطرأ عليها أي مضاعفات أو انعكاسات سلبية وهنا أطمئن النساء أن لاخوف عليهن.
نشر - بتاريخ - سبتمبر - 1998 - عدد 20
وكالة البيارق الإعلامية www.bayariq.net
bayariqmedia@gmail.com
المدير العام ورئيس التحرير
محمد توفيق أحمد كريزم