تحقيق: محمد توفيق أحمد كريزم
للزيتون في التاريخ حكاية، وله في الطب صفحات وله في كتاب الله سبحانه وتعالى مكانة عظيمة، وشجرة الزيتون بالنسبة للمواطن الفلسطيني تمثل البقاء، والعطاء المتجدد، مما حدا به أن يصفها بأنها (شجرة النور) ويطلق على ثمارها ثمار الجنة.
لكن ما يدعو للقلق أن شجرة الزيتون لم يعد حملها كما كان في الماضي بل أصبح في تراجع مستمر، وأصبح المواطنون يشتكون من غلاء زيت الزيتون وقلة المحصول.
" الرأي " سلطت الضوء على الأسباب، واستطلعت آراء المواطنين والمزارعين والتجار والخبراء.
ارتفاع الأسعار
التاجر صبحي محمود فوره من حي الشجاعية يقول: إن الزيت الصوري البلدي عليه إقبال كبير، وذلك لجودته ومذاقه اللذيذ، ولكن ليس لدينا ما يكفينا منه وأضاف أن إنتاج العام الحالي غير مشجع.
وأضاف: إن سعر صفيحة الزيت تبلغ أكثر من 65 دينارا بالنسبة للزيت العادي، أما البلدي الصوري فالسعر يتراوح بين ۷۵ – ۸۰ دينارا، وهذا ثمن عال بالنسبة للمشتري .
ويقول المواطن محمود الجمال: إن أسعار الزيت لهذا العام مرتفعة جدا، فإذا كان الزيتون من انتاج بلدنا ويعصر في معاصر محلية، فلماذا يكون بهذه الأسعار المرتفعة؟ قد أكون قادرا على شراء صفيحة الزيت، ولكن هناك الكثير لا يستطيعون ذلك .
أما المواطنة أم هاني فتقول: بإمكاني أن أتعرف جيدا علی الزيت إن كان مغشوشا أم لا، وذلك من خلال الطعم والرائحة والنكهة، وليست هناك مشكلة في ذلك، لكن المشكلة تبقى في الأسعار الباهظة الثمن .
عصر الزيتون
لقد كان حي الزيتون في مدينة غزة في الماضي عبارة عن بساتين متعددة من الزيتون ولكن في الوقت الحالي أصبح من النادر أن تشاهد فيه هذه الشجرة، وتوجد في الحي معصرة زيتون واحدة، يقول صاحبها سليمان عبد العال قديما كان الزيتون يعصر على الحجر، ثم بطريقة بدائية يسمونها "البد" وهي عبارة عن دولاب يجره حیوان، أما اليوم فيتم استخدام مكابس حديثة في عصر الزيتون .
وعن مراحل عصر الزيتون، قال عبد العال: نضع الزيتون في وعاء خاص تمهيدا لتنظيفه في مغسلة خصصت لهذا الغرض. ثم يوضع في المطحنة ومن ثم يمر الزيتون في أحواض معبأة بالمياه الساخنة حتى ينفصل الزيت عن الزيتون، وبعد ذلك تأتي مرحلة الفرز حيث يدخل الزيتون في مكبس يسمى التوربين، وهو يفصل الماء والزيت ومخلفات الزيتون كلا على حدة، بعد ذلك يعاد تكريره مرة أخرى حتى يصبح نقيا خالصا وجاهزا للطعام .
ويقول عبد العال: تتفاوت نسبة الزيت حسب أصناف الزيتون، ولعل أجود أنواع الزيتون هو الصنف الصوري البلدي، مضيفا بأنه لا يفتح معصرته قبل يوم 10/15 أمام منتجي الزيتون وهو الموعد المحدد الذي أعلنت عنه وزارة الزراعة، لأن قطف الزيتون قبل نضجه يفقده كمية كبيرة من الزيت .
وعزا عبد العال انخفاض محصول الزيتون هذا العام إلى قلة الأمطار وعدم الاعتناء بأشجار الزيتون .
أجود الأنواع
وعن زراعة الزيتون في بلادنا | يقول الدكتور سعيد عساف الخبير الزراعي: إن زيت الزيتون في فلسطين يستخرج من ثمار حوالي تسعة ملايين شجرة موزعة على حوالي مليون دونم أرض، ويبلغ إنتاج الزيت حوالي خمسا وعشرين ألف طن،| كمعدل للسنوات التي يكون فيها إنتاج الزيتون جيدا ويطلق على ذلك الإنتاج العالي (بالماسی)، | أما في سنوات "الشلتونة" القليلة الإنتاج فيكون معدل إنتاج زيت الزيتون حوالي (۱۰۰۰-6۰۰۰) طن، ويستعمل المزارع والمستهلك ما تم خزنه سابقا في السنوات السابقة، ولذلك يقال: إن هناك تبادلا في الحمل، وهذا لا | يعني أن السنة الأولى حمل "ماسي" والسنة التي تليها "شلتونة"، فقد يحصل لدينا عدة سنوات بدون حمل جديد، وهذا يرجع لعدة عوامل فسيولوجية وبيئية.
وأضاف داعساف أن زيت الزيتون الفلسطيني يعتبر من أجود أنواع الزيوت عالميا لكونه من صنف الصور المسمی بالنبالي البلدي ذي التكوين والمذاق الجيدين، ولذلك يجب المحافظة على نوعية ومواصفات هذا الزيت الفلسطيني المميز حتى يستطيع أن ينافس زيت الزيتون المنتج بكميات كبيرة في العالم والبالغ معدله 1٫۷۵ مليون طن زيت.
وأضاف إنه من أجل الحصول على أجود أصناف زيت الزيتون لابد من ذكر درجات جودة الزيت البكر المصنف حسب نسبة الحموضة كما حددها المجلس الدولي لزيت الزيتون وهي كما يلي:
أقل من 1٪ حموضة ، زيت بكر أكسترا.
أقل من ۱٫5٪ حموضة، زيت جيد.
أقل من ۳٫۳٪ حموضة ، زيت شبه جيد. - أكثر من ۳٫۳٪ حموضة، زيت للإضاءة والصناعة وغير صالح للأكل .
موسم قطف الزيتون
للحصول علی محصول ممتاز من الزيتون من حيث الجودة والكمية يقول د.عساف: لابد من مراعاة ما يلي: أولا: لقد أثبتت التجارب العلمية أن أفضل كمية ونوعية للزيت يمكن الحصول عليها عند اتباع أفضل موعد لقطف ثمار الزيتون حينما تبدأ الثمرة باكتساب اللون الأسود، فكلما
اقترب موعد النضج يأخذ حجم الثمرة ووزنها بالازدياد إلى أن يصل إلى الجحيم الطبيعي، ويجب عدم الانتظار حتى تصبح جميع الثمار سوداء بل الأفضل أن تبقى حتى يكون لونها أحمر مائلا للسواد ، ويمكن معرفة درجة النضج الكامل بتحليل نسبة الزيت بعينة زيتون تكون ممثلة للمحصول الذي نريد قطفه، ويتم التحليل كيماويا على فترات خلال شهر أكتوبر ونوفمبر على عينة من بضع ثمار زيتون باستخلاص وتحديد نسبة الزيت الموجود بها بواسطة محلول عضوي . ثانيا : التبكير في القطف لا يؤدي فقط إلى نقص في كمية الزيت المستخرج بل يجعل أيضا طعم الزيت غير طبيعي ولونه أخضر داكن، كذلك إن التأخير الزائد عن الحد في قطف الزيتون يؤدي إلى فقدان في كمية الزيت الممكن استخلاصه، لأن الزيت يصبح مستحلبا معقودا ممزوجا
بماء الثمار يصعب فصله مع ازدياد في نسبة الحموضة الطراوة الثمار وسهولة خدشها ورضها، كما أن التأخير الزائد في القطف يصبح أمرا غير اقتصادي، ناهيك عن العوامل الجوية العاصفة والماطرة التي تزيد من صعوبة جني الثمار بشكل سليم كما يؤثر هذا التأخير على أداء أشجار الزيتون في المواسم القادمة من حيث اصابتها بالعجز في التهيؤ اللازهار والإثمار في الموسم التالي .
وبين د/عساف أنه في فلسطين وحسب التحليلات المخبرية التي قام بها المركز الوطني الفلسطيني للبحوث | الزراعية سابقا يجب أن لا يتم قطف ثمار الزيتون في أي مكان قبل منتصف أكتوبر علما بأن التعليمات السابقة قبل قدوم السلطة الوطنية كانت تحدد العاشر من شهر أكتوبر كبداية السماح بالقطف، وقد تبين أن كمية الزيت في الثمار التي تنضج بعد الأسبوع الأول من شهر أكتوبر تزيد نسبتها ما بين ٪۲۵-۱۰
حسب المنطقة عند اكتمال النضوج الكامل للثمار، ولذلك كخطوة أولى نحو تطبيع المزارعين تدريجيا في التأخير قليلا في موعد القطف فانه يمكن اقتراح مواعيد القطف التالية في فلسطین :
مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك بساتين زيتون في أراض منخفضة دافئة في هذه المناطق يمكن تبكير القطف بها ولكن ليس قبل ۱۰/۱۰ .
وأضاف عساف أن ما يتساقط من ثمار قبل ۱۰/۱۰ يجب فصلها و عصرها لوحدها وتعبئتها بشكل منفرد لاستعماله للأغراض الصناعية، وليس للأكل لأن تناول هذا الزيت يضر بالصحة وخلطه بالزيت البكر يؤدي لتلف الزيت الجيد . ثالثا: على المزارع قبل البدء بعملية القطف أن يجمع الثمار المتساقطة على الأرض، لأنها تكون مصابة بذبابة ثمار الزيتون أو بأمراض مختلفة، وتعرف هذه الثمار المتساقطة قبل فترة النضج بالجول، ويتم عصرها لاستخراج الزيت منها بصورة فردية، لأنها تنتج زيتا متأكسدا ، وبعد جمع ثمار الجول يتم فرش البلاستيك والبسط تحت الشجرة و البدء بالقطف بطريقة الحلب بشد مجموعة من الثمار باليدين أو بواسطة أمشاط خاصة تباع تجاريا في الأسواق، أما استعمال العصى للقطف فإنه يضر بالثمار ويجرحها، ويضر بالأشجار بشكل عام، حيث يؤدي ذلك إلى تكسير البراعم أو الأغصان حديثة النمو" التي ستحمل الثمار في الموسم التالي مما يزيد من احتمالات ظاهرة تبادل الحمل.
وأوضح أنه يمكن أيضا استعمال الطريقة الكيماوية في القطف باستعمال هرمون نباتي حيث يرش بعد إذابته بالماء على الأشجار المثمرة، وتبقى لمدة أربعة أيام، ثم تهز الأشجار المرشوشة بهزازة ميكانيكية أو ما يماثلها بقوة اليد، وتجمع الثمار على البلاستيك و البسط، وهناك دراسات تشير إلى أن الرش بالهرمون لا يؤثر على نوعية الزيت، ولكن المزارعين يخشون من أن الزيادة في تساقط الأوراق قد يؤثر على الحمل في السنة التالية فضلا عن أن جدوى استخدام الهرمونات لتسهيل قطف الثمار قد يفقد تبريره في ظل بطالة العمال المستفحلة في المناطق الريفية الفلسطينية . رابعا: بعد جمع الثمار يتم فصل الأوراق والأغصان الجافة والشوائب الأخرى عن الثمار وحرق كل ما هو مصاب لمنع انتشار الأمراض والحشرات، وتتم عملية التقليم مباشرة بعد القطف على أيدي فنيين مهرة مع مراعاة السماح لأشعة الشمس بالدخول وسط الشجرة وإزالة الأغصان المتدلية والمصابة وحرقها، كما ينصح بإضافة السماد الطبيعي المخمر قبل سقوط الأمطار، وتتم عملية الحراثة لخلط هذا السماد الطبيعي بالتربة كما يجب أن يتم التجوير حول كل شجرة الزيادة إمكانيات الحصاد.
تسويق الزيتون
يوجد في فلسطين حوالي ۳۰۰ معصرة، ۹۰ منها أوتوماتيكية و ۱۰۰ نصف اتوماتيكية والباقي قديمة وبالنسبة لمحافظات غزة لا يوجد بها كميات كبيرة من الزيتون، وفيها ثماني معاصر يشتري أصحابها ثمار الزيتون من محافظات الضفة حسب غزارة وكمية الزيتون الذي يتم إنتاجه في تلك المناطق.
وأوضح د/ عساف أن المشاكل الناجمة عن عصر أصناف الزيتون ذات الثمار الطرية التي دخلت مؤخرا بعض كميات منها في بعض محافظات فلسطين مثل زيتون صنف "منز انیلو" الذي يحتوي على حوالي ۱۰٪ زيت فقط وهو نوع ممتاز (للكبيس) ولكن ليس للزيت، ومن صنف "برنية" الذي يحتوي على حوالي ۱۸٪ زيت وهو صنف إسرائيلي لم ينجح منتجوه في استبداله بالنبالي البلدي (الصوري) الذي يعطي حوالي ۳۰٪ زيتا، وأيضا تم إدخال صنف سمي خطأ بالنبالي المحسن تحتوي ثماره ما بين ۱۰ - ٪۲۰ زيت وثماره طرية ونسبة الماء به عالية تصل إلى حوالي 65٪، و عند المباشرة في عمليات العصر والفرز لثمار هذه الأصناف خاصية المسمی بالنبالي المحسن يحصل تثبيط واعاقة العمليات الفرز كما يحصل تجلط في بعض أجزاء المعصرة ناتج عن تجمع "التفل" الطري بها يستدعي الصيانة .
وبالنسبة لمشكلة تسويق الزيت الفلسطيني أضاف د/ عساف أنه يجب الاهتمام بمسألة التسويق من قبل أصحاب المعاصر الذين يأخذون نصيب الأسد من إنتاج الزيتون في فلسطين وأن يتم حل هذه المشكلة بتعاون وتنسيق التعاونيات الزراعية الفلسطينية المختصة بالزيت ومنتجي الزيت واتحاد الزيت ومجلس الزيت حسب المواصفات و التعليمات التي يرعاها ويقدمها المركز الوطني الفلسطيني للبحوث الزراعية ، حسب السياسات والأساليب التي يضعها وزير الزراعة .
مليون شجرة جديدة
من جانبه أوضح المهندس زراعي بريك أبو مزيد مدير دائرة الزراعة في المنطقة الوسطى من محافظات غزة أن المساحة المزروعة من أشجار الزيتون في محافظات غزة تبلغ حوالي 13 ألف دونم من الزيتون المثمر، وما يقارب من ستة آلاف دونم زرعت في السنوات الأخيرة، لكنها غير مثمرة. وأضاف أبو مزيد أن فلسطين تعتبر الموطن الأصلي لشجرة الزيتون لاسيما منطقة القدس، وعلى طول وعرض الأرض الفلسطينية نجدها تتزين دائما بأشجار الزيتون رمز البقاء و الوجود الفلسطيني ، وباتت شجرة الزيتون من نسيج الأمثال الشعبية مثل: " أحسن ما يكون التين والزيتون " و "غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون" وهي دليل على الاستمرار والبقاء والعطاء المتجدد في الأدب الشعبي الفلسطيني.."زادنا الزيت والزيتون و الزعتر".
وأضاف أبو مزيد في معرض تعريف بشجرة الزيتون وسبل زراعتها، أنها شجرة تتم زراعتها في الأرض التي تحتوي مياها مالحة، حيث أن زراعة الحمضيات في فلسطين أصبحت غير مجدية في المياه | المالحة، وبالتالي تقوم وزارة الزراعة بتحويل مساحات الحمضيات المخلوعة إلى زراعة الزيتون أو الخضار، ومما يساعد على ذلك ملاءمتها للمناخ حيث درجات الحرارة والبرودة والرياح الخماسينية من متطلبات زراعة الزيتون الذي يحتاج إلى درجات برودة في فصل الشتاء، وكذلك يحتاج إلى حرارة مرتفعة في فصل الصيف مما يؤدي إلى زيادة نسبة الزيت في الزيتون. ووصف أبو مزيد شجرة الزيتون بأنها سلطانة الصحراء، لكنه نصح في نفس الوقت المزارعين بالاهتمام بشجرة الزيتون من ناحية ريها وتسميدها ومكافحة الأمراض والحشرات التي تصيبها، مما دعا وزارة الزراعة إلى اعتماد خطة في زراعة أشجار الزيتون تعتمد على مياه الري وعدم قصرها علی الزراعة البعلية ، ذلك أن شجرة الزيتون البعلية تعطي إنتاجا كل ثلاث سنوات مرة، أما في حالة الري فتعطي إنتاجا كل عام.
المحصول لا يكفي
السكان وأعرب أبو مزيد عن أمله في زيادة محصول الزيتون بعد المشروع الذي بدئ العمل فيه الزراعة مليون شجرة زيتون، مضيفا أن المحصول المنتج في قطاع غزة لا يكفي السكان المحليين، حيث أن إنتاج الزيتون العام ۹۹ حوالي 5۲۰۰ طن منها ۳۰۰۰۰ طن للتخليل والتخزين في البيوت وحوالي ۱۷۰۰ يتم تحويلها للمعاصر، ونظرا لعدم كفاية ذلك، يتم شراء حوالي ۱۳۰۰ طن من محصول الزيتون من محافظات الضفة للتخليل والتخزين، كما يتم شراء ۵۹۸ طنا من الزيت .
ممارسات الاحتلال ضد شجرة الزيتون
من ناحيته توقع المهندس الزراعي والخبير بالزيتون فارس الجابي، شحا كبيرا في موسم الزيتون الحالي، وقد قدر إنتاج فلسطين من الزيتون لهذا العام با 15 ألف طن، وما يعادل أربعة آلاف طن زيتا، مضيفا أن هذه الكمية متدنية ولا تسد سوی .٪4 من حاجة السوق المحلية المقدرة بعشرة آلاف طن من الزيت سنويا .
وعزا الجابي، تلك التوقعات إلى عدة أسباب في مقدمتها ممارسات الاحتلال التدميرية، واقتلاعه لألاف أشجار الزيتون الأغراض استيطانية، إضافة إلى مشاكل التسويق والتصدير التي يفتعلها الاحتلال والتي يسعى من خلالها إلى منع المزارع من الإفادة من الفائض الإنتاجي، مشيرا إلى أن تلك الأسباب أدت بدورها إلى تردي واقع الزيتون بعد أن كان القطاع الأول في الاقتصاد الوطني، وهو ما تسعى وزارة الزراعة إلى إعادته ، موضحا أن الزيتون يسهم ب ٪۲۰ من مجمل الدخل الزراعي.
وذكر الجابي بعض الأسباب الأخرى لتدني إنتاج هذا الموسم إلى وجود نسبة من الأشجار الهرمة العالية والتي قدرها با .٪65 من الأشجار المثمرة، وأشار إلى أن ذلك عائد إلى التقدم الكبير في عمر الأشجار، وتدني نسبة العناية بها، إضافة إلى تذبذب مستوى الأغلال من سنة إلى أخرى وترسخ ظاهرة الحمل الدوري، إلى جانب ارتفاع تكاليف العناية بالأشجار مع ما يرافقه من مردود اقتصادي منخفض، لا يعوض كلفة الإنتاج في أحيان كثيرة .
خطة وطنية شاملة
يقدر عزام طبيلة وكيل وزارة الزراعة حجم الإنتاج السنوي الفلسطيني لهذا العام من الزيتون بما لا يتعدى ۲۰% عن العام الذي سبقه بسبب كثرة الاغلاقات الإسرائيلية، مضيفا أن الوزارة تساهم عبر حملات إرشادية عديدة في توعية المزارعين لاسيما فيما يتعلق بمواعيد قطف الزيتون وأسلوب عمل المعاصر والعبوات المستخدمة للتخزين، ودعا طبيلة إلى وضع خطة وطنية شاملة تشارك فيها كافة الجهات المعنية الزيادة الاهتمام بشجرة الزيتون التي تساهم بحوالي ۲۰٪ من الإنتاج الزراعي، وأوضح أن التراجع في إنتاج زيت الزيتون يعود إلى تراجع الاهتمام بهذه الثروة الوطنية مشيرا أنه التحسين الإنتاج خلال السنوات المقبلة يجب البدء بحملة وطنية تتضمن وضع آلية لتنفيذها سنويا تشتمل على برامج تسميد عضوي وكيماوي ورش المبيدات وتقليم الأشجار حسب الأصول المتبعة منوها إلى ظهور بعض الأمراض الجديدة في أشجار الزيتون إضافة إلى أمراض سابقة .
وأضاف طبيلة أن وزارة الزراعة وقعت اتفاقية مع الحكومة الأسبانية التأهيل قطاع الزيتون تشتمل على عدة جوانب منها تدريب المرشدين وإنشاء مشتل لإنتاج أصناف تناسب الطقس لدينا . كما دعا طبيلة إلى إعادة تفعيل قانون التشجير الإجباري الذي سيساعد كثيرا في تخضير فلسطين، مشيرا إلى أهمية توفير البنية التحتية لإنجاح هذا المشروع، وانه تم إعداد خطة شاملة ومفصلة لإنشاء صندوق الأرض الذي يهدف إلى تقديم قروض طويلة الأجل لاستصلاح الأراضي الزراعية.
نشر بتاريخ 13 / نوفمبر / 1997 - مجلة الرأي - عدد 15
أكتب تعليقك هتا